هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
في الوقت الذي تتصاعد فيه التوترات الأمنية في الجبهة السورية، على خلفية استمرار الضربات الجوية الإسرائيلية ضد القواعد الإيرانية هناك، فإن أنظار الاحتلال باتت تتجه نحو الجبهة اللبنانية، وإمكانية اندلاع مواجهة عسكرية مع حزب الله.
يزداد القلق الإسرائيلي بعد تصعيد قدرات الحزب في عدد الصواريخ التي يحوزها، مما دفع جيش الاحتلال لإعداد عدة تقييمات للأضرار التي ستلحق به خلال الحرب المتوقعة، وأكثر من ذلك في حال استهداف الحزب للمنشآت النفطية التي تجعل الإسرائيليين يجلسون على برميل متفجرات.
تال ليف- رام الضابط الإسرائيلي، نقل عن أوساط عسكرية أن "السيناريو المخيف لدى الجيش الإسرائيلي في الحرب ضد حزب الله، أنه في غضون ثلاثة أسابيع من اندلاع الحرب قد تقع حادثتان على متن إحدى السفن التي تحمل مواد خطرة في مدينة حيفا، إضافة إلى إلحاق أضرار بميناء البلدية بعد إطلاق الصواريخ الدقيقة من لبنان".
وأضاف في تقرير نشرته صحيفة معاريف، وترجمته "عربي21"، أنه "على هذه الخلفية، ستمارس قيادة الجبهة الداخلية والشرطة وهيئات الإنقاذ المختلفة هذا السيناريو، باعتبار ترجيح أن تحدث هذه التقييمات في المواجهة التالية، بعد إجراء بحث عن البيانات التي سعت لميزان قدرات حزب الله مقابل قدرات الأنظمة العسكرية التابعة للجيش الإسرائيلي".
مع العلم أن الجيش الإسرائيلي يأخذ في الحسبان أن 6 بالمئة من قصف حزب الله سيصيب مناطق مبنية في عمق إسرائيل، ولن يتم اعتراضه بواسطة أنظمة الدفاع الخاصة بالجيش الإسرائيلي، وبما أن هذه منطقة يسكنها العديد من الإسرائيليين الذين قد يتعرضون لهذه المواد السامة والخطرة، ويتنفسون هواءها، في حال استهدافها من حزب الله، ولذلك فإن إسرائيل تأخذ على محمل الجد احتمالات الضرر والتهديد الكبير الذي يمثله مثل هذا السيناريو.
في الوقت ذاته، ومن بين أمور أخرى، يُطلب من رئيس السلطات المحلية والجهات التي تتعامل مع حالات الطوارئ في كل سلطة محلية، والتخطيط لعملها حتى يكونوا مستعدين لإخلاء 4٪ من السكان بسبب الأضرار التي لحقت بمنازلهم بشكل مباشر أو غير مباشر، بما في ذلك التجهز لكمية ونوع المواد المخزنة فيها، لأنها ما زالت تعتبر هدفا استراتيجيا للضرر بنيران حزب الله، وكذلك الموانئ البحرية في حيفا وأشدود.
يتحسب الإسرائيليون لما يعتبرونه الفارق الجوهري بين الوضع في حرب لبنان الثانية عام 2006 والوضع اليوم في 2021، بما يعني أن حزب الله يكتسب قدرات دقيقة، وهو رقم يجعل هذا التهديد أكثر أهمية في الاشتباكات اللاحقة مع الحزب، ولذلك فإنه في المناورة القادمة للجبهة الداخلية المقررة في نوفمبر، بمشاركة هيئات الإنقاذ المختلفة في كريات شمونة، التي تسعى لأن تكون أكثر جاهزية لمواجهة صاروخ قد يصيب مصنعا فيه مواد خطرة، وفقا للتقديرات الأمنية.