هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال جنرال إسرائيلي إن "حرب غزة الأخيرة أدت إلى تقويض العديد من الافتراضات الأساسية لكل من إسرائيل وحماس، لأن الحركة تنظر إلى الاستقرار الأمني النسبي في الضفة الغربية باعتباره أحد تحدياتها الاستراتيجية، خاصة أنها على مدى عقد ونصف، سعت بقوة، ولكن دون نجاح كبير، لإشعال النار في منطقة الضفة الغربية من أجل إحداث "انتفاضة ثالثة"، وتشجيع موجة من العمليات الشبيهة بالانتفاضة الثانية".
وأضاف ميخال ميليشتاين، رئيس الشعبة الفلسطينية بجهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، ومستشار الشؤون الفلسطينية بوزارة الحرب، بمقال على القناة 12، ترجمته "عربي21" أنه "لا تزال الضفة الغربية مستقرة نسبيًا على الصعيد الأمني، رغم الأزمات الحادة التي نشأت بين إسرائيل والفلسطينيين، بما في ذلك أربعة حروب قوية في قطاع غزة، ونقل السفارة الأمريكية للقدس، ونشر صفقة القرن التي أثارت خلافا بين تل أبيب ورام الله".
وأشار ميليشتاين، رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز موشيه دايان بجامعة تل أبيب، والباحث الأول في معهد السياسة والاستراتيجية في IDC هرتسيليا، إلى أن "الجمهور الفلسطيني في الضفة الغربية يعيش في مرحلة ما بعد الانتفاضة الثانية، خاصة على صعيد التجنب المبدئي للسلطة الفلسطينية لاستخدام العنف، وفرض قيودها المستمرة على حماس، بزعم أن ذلك يشكل خطرًا على وجود السلطة الفلسطينية؛ في حين تنتهج إسرائيل سلوكاً سياسيا وأمنيا يحافظ على نسيج الحياة المدنية في الضفة الغربية".
وأكد أن "حرب غزة الأخيرة شكلت نوعًا من الاختبار لإثبات صحة الافتراضات الإسرائيلية الأساسية حول الفلسطينيين، ففي ما يتعلق بقطاع غزة وحماس، تم تقويض بعض الافتراضات، وعلى رأسها المزاعم التي تنص على أن حماس غير مهتمة بالتصعيد، وتعطي الأولوية لاعتبارات الإدارة المعيشية على الاعتبارات الأيديولوجية الخاصة بالصراع الحازم ضد إسرائيل".
اقرأ أيضا: تقدير : من هم الرابحون والخاسرون بعد تشكيل حكومة بينيت؟
وأوضح أن "الوضع في الضفة الغربية، يقوم على جملة افتراضات إسرائيلية أساسية متعلقة بمصالح السلطة الفلسطينية والجمهور الفلسطيني، لكن الواقع على الأرض أثبت أنها غير صالحة، فرغم الحرب الصعبة التي فرضتها إسرائيل على قطاع غزة، لكن لم تنشأ جبهة مسلحة أخرى ضد إسرائيل انطلاقا من الضفة الغربية، رغم ظهور عدد من التوترات في جميع أنحائها، شارك فيها بضعة آلاف من الفلسطينيين".
وأشار إلى أنه "كان لافتا أنه في أكثر الأيام توتراً في الضفة الغربية، يوم 15 مايو، حين قُتل 10 فلسطينيين، فإن هذا لم يؤد إلى خلاف بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، ولم تكف السلطة الفلسطينية سيطرتها على حماس، التي تعتبر حالة الاستقرار الأمني النسبي في الضفة الغربية على أنه أحد أهم تحدياتها الاستراتيجية، لكن ذلك لا يجب أن يمنح إسرائيل شعورا بالراحة".
اقرأ أيضا: مسؤول بالسلطة: ما جرى في جنين لن يؤثر على التنسيق الأمني
وأوضح أن "الواقع الأمني في الضفة الغربية، كان ولا يزال هشًا، وعرضة للتدهور لسببين رئيسيين: تدهور الوضع الاقتصادي للفلسطينيين، وهي قضية تقع في قلب الأولويات العامة، وإمكانية إلحاق ضرر صارخ بالأماكن المقدسة، خاصة المسجد الأقصى، لذلك فإن الاستقرار النسبي في الضفة الغربية ليس بديهياً، ويجب على إسرائيل أن تعمل بقوة لتقويته، خاصة بعد حرب غزة، التي برزت فيها حماس كزعيم وطني جريء، مقابل أبي مازن الذي ظهر مقيدا بـ"التنسيق الأمني المقدس"، وغير قادر على النهوض بالمقاومة البطولية".
وأضاف أن "إسرائيل مطالبة بالفعل بتعزيز الإجراءات الدراماتيكية التي من شأنها تحسين الواقع المدني في الضفة الغربية، من خلال تشجيع الاستثمار الأجنبي، وتطوير البنية التحتية، وتوسيع تصاريح العمال والتجار، والاستمرار في ضمان عدم قيام حماس "برفع رأسها" في جميع المجالات، وإحكام التنسيق مع السلطة الفلسطينية على جميع المستويات".