هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال جنرال إسرائيلي إن "القصف الجوي في غزة، يصعب عليه تحقيق نصر واضح في الحرب، رغم أنه يحقق نتائج متساوية إذا أدى ذلك إلى خسارة وأضرار ودفع ثمن كبير"، مضيفا أن "ما تكرر في القصف الجوي بحرب غزة، يتطلب الإجابة عن سؤال استراتيجي كبير: هل من الممكن بالقصف الجوي وحده تحقيق الأهداف الرئيسية للحملة.".
وتابع أهارون ليبران في مقال بصحيفة "إسرائيل اليوم"،
ترجمته "عربي21": "بصفتي لعبت دورا رئيسيا في بدء وتخطيط التفجيرات
الاستراتيجية في مصر خلال حرب الاستنزاف 1969-1970، وفي سوريا في حرب يوم 1973، فإنه يمكنني
الإدلاء برأيي في هذه القضية، ومفاده أن القصف الجوي الضخم للحلفاء ضد ألمانيا خلال
الحرب العالمية الثانية لم يكن جزءا كبيرا من الانتصار، قبل أن ينتقلوا إلى قصف أكثر
دقة، تركز على أنظمة السكك الحديدية كهدف عسكري رئيسي".
وأشار ليبران المسؤول الكبير السابق في جهاز الاستخبارات
العسكرية- أمان، إلى أنه "في ذلك الوقت تسبب ذلك في قيود صارمة على قدرة الجيش
الألماني على التحرك، وحرية العمل، فضلا عن الاختناق الاستراتيجي، ومع ذلك فإن هزيمة
آلة الحرب الألمانية تمت بشكل أساسي من خلال الهجمات البرية لجيوش الاتحاد السوفييتي
والحلفاء".
وانتقل بالحديث عن "حرب فيتنام، حيث أسقط الأمريكيون
ذات الكمية من الأطنان من الأسلحة التي فُرضت طوال الحرب العالمية الثانية، ومع ذلك
فإنهم لم يهزموا الجيش الفيتنامي من الجو، رغم أن الألغام البحرية في ميناء هايفونغ تسببت في إحداث شلل فيه، وفي نفس الوقت قصفت ودمرت السدود والجسور، ما أدى إلى إغراق مناطق
واسعة ما أدى إلى قلب الحرب، لكن النتائج المرجوة فقط هدفت لتحقيق الاختناق الاستراتيجي".
اقرأ أيضا: جنرال إسرائيلي: سياستنا تجاه حماس في غزة خاطئة وإشكالية
وأوضح أنه "في حرب كوسوفو أواخر التسعينيات، وبعد
72 يوما من الضربات الجوية التي قتلت الآلاف من الصرب، تمكنت الولايات المتحدة وحلف
شمال الأطلسي من إجبار صربيا على التخلي عن السيطرة على كوسوفو، ولعلها الحالة الوحيدة
في تاريخ الحروب التي أدى فيها القصف الجوي فقط إلى انتصار واضح".
وأضاف أنه "في حرب غزة الأخيرة جاءت الضربات الجوية
في قطاع غزة هي الوسيلة المركزة الرئيسية للقتال، حيث أسقط سلاح الجو الإسرائيلي مئات
الأطنان من الذخائر على 1500 هدف لحماس والجهاد الإسلامي، خلال 11 يومًا من القتال
في منطقة محدودة نسبيًا، ورغم ما أسفرت عن هذه التفجيرات، فإنها مع بطاريات القبة الحديدية
فشلت في منع جملة من الخطوات الأساسية اللازمة".
ولفت إلى أن "الخطوة الأولى التي فشل سلاح الجو في تحقيقها هي منع إطلاق 4300 صاروخ وقذيفة، ودفع المنظمات المسلحة في غزة إلى طلب وقف
إطلاق النار، وبالتالي فإن الاستنتاج هو أن الضربات الجوية وحدها يصعب معها تحقيق هذه الأهداف،
وقد لا تكون الضربات الجوية كافية لمهاجمة المنظمات المسلحة، والتسبب في خنق استراتيجي
يمكن أن يؤدي إلى نتائج حاسمة".
وختم بالقول إنه "قد يكون من السابق لأوانه الحكم
على نتائج حرب غزة، وعواقبها، لكنها رغم ذلك قد تؤدي إلى ضبط النفس للمنظمات المسلحة
لسنوات طويلة، كما فعل مفعول الضاحية ضد حزب الله في 2006 وحتى في عملية الجرف الصامد
في غزة 2014"،
وفق تقديره.