ملفات وتقارير

مصدران لـ"عربي21": الإصلاح اليمني أجهض جبهة سياسية جديدة

الحزب تعرض لضغوط سعودية بهذا الخصوص - أرشيفية
الحزب تعرض لضغوط سعودية بهذا الخصوص - أرشيفية

كشف مصدران لـ"عربي21" عن إجهاض حزب التجمع اليمني للإصلاح، الإعلان عن جبهة سياسية جديدة لإنقاذ البلاد، استجابة لضغوط سعودية.


وقال مصدر سياسي يمني في تصريح خاص لـ"عربي21" مشترطا عدم الإفصاح عن اسمه؛ إن حزب الإصلاح (توجه إسلامي) أجهض الإعلان عن جبهة سياسية جديدة، كان مقررا إشهارها من الأراضي التركية، في وقت سابق من آذار/ مارس الفائت.  

وأضاف المصدر أن موقف الحزب، الذي يوجد زعيمه، محمد اليدومي، في إسطنبول -منذ مغادرته السعودية أواخر العام الماضي-، جاء بناء على ضغوط مارستها الرياض عليه لوقف إعلان الجبهة.  

وأشار المصدر السياسي اليمني، إلى أن قيادة الإصلاح وجهت كوادر وأعضاء الحزب الذين كان يتوقع أن يشاركوا في تأسيس الكيان الجديد بالانسحاب، وهو ما أدى إلى تعثر ولادته.

 


وبحسب المصدر، فإن الحزب يواصل ممارسة ضغوط على نخب سياسية وقبلية تابعة له، لعرقلة إعلان هذه الجبهة.

وأكد المصدر أن موقف الحزب يأتي وفق حسابات سياسية، فهو لا يريد تحمل تبعات توجه من هذا النوع.

وتابع: "الحراك السياسي مستمر لإطلاق هذه الحركة السياسية الجديدة، وسيتم ذلك قريبا".

ووفقا للمصدر، فإن هذه التيار سيضم نخبة من السياسيين وأعضاء في البرلمان وقيادات قبلية وإعلامية من مختلف الاحزاب المحلية، ومنها "المؤتمر الشعبي العام" و"الحراك الجنوبي" و"الإصلاح"، في حال عجزت قيادة الأخير، ثني جميع أعضائه عن المشاركة فيها.

ومن جانبه، قال مصدر ثان مطلع؛ إن مسؤولين سعوديين أجروا اتصالات بقيادات بحزب الإصلاح، ووضعتهم بين خيارين: "إما أن تكونوا معنا، أو مع الأتراك"، على حدّ تعبيره.

وأوضح المصدر في تصريح لـ"عربي21" شريطة عدم ذكر اسمه، أن قيادة الحزب ضغطت لأجل وقف إطلاق الحركة السياسية، ووجهت أعضاءه بذلك، بعدما كانوا في طريقهم للإشهار.


وبحسب المصدر، فإن الإصلاح يؤدي دورا نشطا في إعاقة هذه الجبهة، ضمن حسابات سياسية غير معلومة الدوافع، إلا أنه يتجنب مفاقمة الصراع مع السعودية.

وأفاد بأن هذا الحركة التي يطلق عليها "الإنقاذ الوطني"، ستتألف من مزيج واسع من النخب والفاعلين السياسيين والقبليين من مختلف القوى والمكونات جنوب اليمن وشماله.

وأكد أن سياسيين بارزين تصدروا واجهة الحركة الجديدة، وكان لهم حضور بارز في توجيه انتقادات علنية للسياسات السعودية والإماراتية، وسلوكهما في المدن الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها.

 

اقرأ أيضا: محللون: مبادرة السعودية بضغط أمريكي والحوثي لن تستجيب

ومن هؤلاء، وفقا للمصدر، رجل الأعمال وعضو مجلس النواب، حميد الأحمر، ونائب رئيس الوزراء وزير الداخلية السابق، أحمد الميسري، ورجل الأعمال، أحمد صالح العيسي، وقائد المقاومة الشعبية في محافظة تعز، الشيخ حمود المخلافي.

وذكر أن الدور الذي سؤديه الحركة السياسية الجديدة، هو "استعادة سيادة اليمن المنتهكة من قبل التحالف الذي تقوده السعودية"، وهو حجر الزاوية في البرنامج السياسي لها.

 

ولم يتسن لـ"عربي21" الحصول على تعليق فوري من المتحدث باسم الحزب حول ما أورده المصدران.

ويسعى مهندسو هذه الحركة، وفق المصدرين، إلى أن يكون موقعها مركزيا في المعادلة السياسية المعقدة، في ظل تآكل سلطة الرئيس عبدربه منصور هادي، واستلابها ورهن قرارها السياسي والعسكري من التحالف السعودي الإماراتي، بحسبهما.

وبين المصدران أن مركزية التحدي الذي يواجه حركة الإنقاذ الوطنية، يكمن في كيفية التعامل مع سياسات الهيمنة والتقويض التي تنتهجهما الرياض وأبوظبي، مع تعاظم حالة السخط والكراهية لدى اليمنيين ضدهما.

وأضافا أن من أولوياتها "إيقاف تآكل السلطات الشرعية، وإعادة تنشيط العمل السياسي في المحافظات المحررة، وإصلاح الاختلالات التي سلك التحالف السعودي الإماراتي على رعايتها، وإسناد قوات الجيش في حربها المصيرية ضد جماعة الحوثي المدعومة من إيران، والمليشيات المسلحة الأخرى".

ولفت المصدران إلى وجود تطلع جماعي من قبل النخبة السياسية والعسكرية والقبلية التي تشكل قوام هذه الجبهة، لـ"إعادة رسم العلاقة مع التحالف السعودي الإماراتي، وإنهاء هيمنة الدولتين الخليجيتين وسطوتهما على المصالح الحيوية في البلاد".

التعليقات (0)