هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أنهى رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية الجديدة، عبد الحميد دبيبة زيارته إلى الشرق الليبي بعد إجراء عدة لقاءات بمسؤولين وعسكريين منهم رئيس البرلمان، عقيلة صالح، لكن عدم إجراء أي لقاء أو تواصل مع اللواء الليبي، خليفة حفتر هو ما أثار عدة تساؤلات حول الأسباب والنتائج.
وخلال الزيارة تم تداول عدة أنباء عن لقاء سيجمع دبيبة بحفتر مساء، لكن الأخير سرعان ما غادر شرق البلاد إلى العاصمة طرابلس بعد لقاء جمعه بعقيلة صالح ومجموعة من النواب وشيوخ المنطقة الشرقية، دون ذكر أي تفاصيل عن اللقاء.
وتواصلت "عربي21" مع المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة الليبية الجديدة للتعليق على الأمر لكنه اعتذر واكتفى بقوله إن زيارة الشرق كانت ناجحة.
والسؤال: هل تعمد دبيبة تجاوز حفتر خلال الزيارة؟ وهل يتعلق الأمر بتنسيق داخلي أم بدعم من قبل مصر التي زارها قبل الشرق بساعات؟ وهل تؤكد الخطوة إبعاد حفتر رسميا من المشهد القادم والحكومة؟
"لقاء المنفي يكفي"
من جهته، قال عضو مجلس الدولة الليبي، السنوسي القمي لـ"عربي21" إن "الزيارة إلى شرق البلاد تعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح من أجل كسر الجمود في المسار السياسي نحو توافق سياسي حقيقي بين كافة الأطراف ورأب الصدع قدر الإمكان".
وأشار في تصريحاته إلى أنه "بخصوص غياب اجتماع بين دبيبة وحفتر فربما يكون رئيس الحكومة لديه أولويات وترتيبات خاصة، أو قد يكون هناك تنسيق بين دبيبة ورئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي بهذا الخصوص كون الأخير التقى حفتر وهذا يكفي"، وفق تصريحه.
اقرأ أيضا: رئيس الحكومة الليبية يغادر طبرق إلى طرابلس دون لقاء حفتر
"دعم مصري"
لكن الضابط من الشرق الليبي، عقيد: سعيد الفارسي رأى أن "لقاء حفتر لم يكن في جدول أعمال رئيس الحكومة أصلا حتى لا يملي حفتر عليه أسماء بعينها في التشكيلة الوزارية الجديدة، وربما كانت الخطوة نتيجة نصيحة من قبل الدولة المصرية كون القاهرة الآن ترى أن حفتر خارج المشهد، وقد يكون تصرفا من قبل دبيبة تجنبا لهجوم من المنطقه الغربية".
وأضاف لـ"عربي21": "والحقيقة فإن حفتر لا يجب أن يلتقيه أي مسؤول مستقبلا ولابد أن يتفقوا جميعا على إبعاده من المشهد بل ومحاكمته على ما اقترفه من جرائم هو وقواته، وإن لم يتم هذا الإبعاد عاجلا فلن تستقر البلاد ولا السلطة الجديدة حتى"، بحسب تقديره.
"عقيلة أهم"
الكاتب والمحلل السياسي الليبي، محمد بويصير قال إن "ما فعله حفتر من إملاءات على المنفي خلال اللقاء الذي جمعهما لم يشجع دبيبة على تكرار اللقاء، كما أن حفتر ليس له دور في اعتماد الحكومة الجديدة عكس عقيلة صالح الذي اهتم رئيس الحكومة بالاجتماع معه والتركيز عليه".
وقال: "حفتر تراجع دوره كثيرا، وقواعد اللعبة تغيرت وهو غير قادر على التطور ومجاراة هذه التغيرات، وقد يغيب من المشهد تماما خاصة إذا تم تعيين رئيس أركانه "الناظوري" وزيرا للدفاع"، كما صرح لـ"عربي21".
"مغازلة واختصاصات"
الصحفي من الشرق الليبي، محمد الصريط قرقر قال من جانبه إن "دبيبة بهذه الزيارة غازل الشرق بصفة عامة وقبيلة العبيدات بصفة خاصة كونها الثقل الاجتماعي والسياسي المهم في شرق البلاد، وبخصوص لقائه بالجانب العسكري فهذا ليس من اختصاص رئيس الحكومة كونه يحمل صفة سياسية يغلب عليها الطابع الإداري".
وتابع لـ"عربي21": "لذا اللقاء بشخصيات عسكرية في هذا الوقت قد يحمل رسائل خاطئة ربما تفسر من قبل معسكر الغرب الليبي بأنها اعتماد لبعض الشخصيات وهذا ملف سابق لأوانه أن يتم التعامل معه بهذا الشكل الإعلامي الصريح"، بحسب كلامه.