هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشفت الحوادث
المتعلقة بفيروس كورونا بمصر، عن تقاعس الحكومة عن حماية مواطنيها، وعدم اتخاذ إجراءات
ملموسة، حيث امتد الإهمال والفساد ليتسبب في حرائق بمستشفيات العزل، ما أدى إلى وفاة
وإصابة العشرات.
وطالب خبراء
في تصريحات لـ"عربي21" بضرورة محاسبة المسؤولين عما جرى مؤخرا بمستشفى العبور
بالإسكندرية، ووقف الفساد والإهمال.
ولقي ثمانية
مصريين مصرعهم، مؤخرا، وأصيب عدد آخر بمستشفى عزل لمرضى فيروس كورونا بمدينة العبور؛ بسبب نشوب حريق، وهو ما حدث من قبل في أحد مستشفيات الإسكندرية للعزل.
"الجميع
مسؤول"
وفي تعليقه
على تلك الحوادث، قال وكيل وزارة الصحة الأسبق، مصطفى جاويش، إن حريق مستشفى مدينة العبور
مؤخرا ووفاة ضحايا أبرياء يؤكد على أن "مسلسل الإهمال الحكومي بالمستشفيات هو
السبب الرئيس، وهذه مسؤولية تضامنية لعدة جهات حكومية؛ الأولى هي مديرية الصحة ممثلة
في إدارة العلاج الحر، وهى الجهة المنوط بها معاينة المستشفى حسب معايير الصلاحية والسلامة،
والثانية هي إدارة الحماية المدنية التابعة لوزارة الداخلية، وهي المسؤولة عن متابعة
طرق ووسائل الحماية من الحريق مثل وجود أجهزة الإنذار المبكر بالحريق، وأجهزة الإطفاء
ذاتية العمل، والجهة الثالثة هي الإدارة المحلية برئاسة المحافظ، ومنها الإدارة الهندسية
التي أصدرت تراخيص البناء دون مراعاة طبيعة المنشأة".
وأضاف في حديثه
لـ"عربي21": "من متابعة تصريحات المسؤولين يتضح وجود أمرين في منتهى
الخطورة؛ حيث إن ذلك المستشفى كان مغلقا، وصدر له قرار بالعمل منذ شهر واحد فقط، وهذا
يعنى وجود فساد من المسؤولين عن إعادة الترخيص، والأمر الثاني هو أنه يشمل مرضى عاديين
بجوار مصابي كورونا، وهذا يعنى السماح بانتشار العدوى بين المترددين والمرضى، بما يخالف
أبسط تعليمات التحكم في العدوى".
وحول مأساة الأطقم
الطبية والوفيات المستمرة بها، قال وكيل وزارة الصحة الأسبق: "عدد الأطباء ضحايا
كورونا الذين تم توثيقهم بالنقابة قد بلغ 251 طبيبا حتى يوم 26 كانون الأول/ ديسمبر
الجاري، وهناك عدد لا يقل عن 200 طبيب ماتوا بسبب كورونا ولكن لم يتم توثيق سبب
الوفاة رسميا".
مضيفا أن نقابة
الأطباء ما زالت تخاطب الحكومة بشأن توفير المستلزمات والواقيات والمطهرات للأطقم الطبية
بناء على الاستغاثات المتكررة من جميع المستشفيات، ولكن دون جدوى.
"المواطن
ليس في أولويات الحكومة"
من جانبه، قال
أمين صندوق نقابة الصيادلة الأسبق، أحمد رامي الحوفي، إن واقعة حرق المرضى في مستشفى
العزل تؤكد نظرة السلطة للإنسان في مصر، وأنه لا توجد أولوية له؛ لأن السلطة ببساطة
تعلم جيدا أنها لن تحاسب على مثل هذه الأمور، "وهنا نطرح عدة أسئلة من قبيل: هل
هذا نتيجة إهمال فقط، أم فساد أيضا، وهل سيكون هناك محاسبة حقيقية؟"
وأضاف رامي في
حديثه لـ"عربي21": "للأسف، سيظل المواطن في آخر أولويات السلطة، وتضاؤل
الإنفاق في الصحة والتعليم يؤكد ذلك، وأن السلطة لا تستشعر أنها مطلوب منها خدمة هذا
المواطن؛ لأنه ليس له دور في وجودها، على عكس النظم الديمقراطية التي تأتي بإرادة شعبية، وبالتالي يكون المواطن محور اهتمامها".
"الحق في
الحياة أولا"
أما مدير مركز
"الحق في التعليم" عبد الحفيظ طايل، فيطالب بأن يكون الحق في الحياة له الأولوية
الأولى بمصر، وليس الحق في أي شيء آخر"، مؤكدا على أن هرم الأولويات لدى السلطة
"مقلوب"، وهو ما يضع مواطنين بسطاء أمام اختيارات كلها غاية في الصعوبة؛
"إما البقاء بالمنزل حفاظا على صحته، وهنا يموت جوعا لأنه لا يتم تعويضه من الحكومة،
أو أن يخرج ويغامر ويموت بالفيروس".
وبشأن
الإصابات بفيروس كورونا بين الطلبة في المدارس والجامعات، طالب طايل في حديثه لـ"عربي21"
بضرورة وجود مرصد بكل مؤسسة تعليمية لرصد وإحصاء حالات الإصابة، وتقييم الأعداد والوقوف
عليها؛ حتى يتمكن صانع القرار من اتخاذ القرار السليم بشأن استمرار العملية التعلمية
من عدمه، لافتا إلى أن "الواقع يقول إن الأعداد تتزايد بشكل كبير، ليس فقط إصابات، بل وفيات أيضا، وهنا لا بد من إجراءات حماية حقيقية، وعدم المغامرة بحياة أبنائنا في
المدارس والجامعات".
"الشفافية
ضرورة"
أما الموجّه في وزارة
التعليم هشام محمد، فقد انتقد سوء الأحوال في المدارس، وعدم وجود رقابة حقيقية أو إلزام
بإجراءات الوقاية كما يجب، وهو ما يعرض الطلاب والمدرسين للخطر، مؤكدا على وجود إصابات
ليست بالقليلة في عدد من المدارس، لافتا إلى اهتمام الحكومة بمراكز الدروس الخصوصية، ومحاربتها وغلقها بحجة الفيروس، في الوقت الذي لا تتم فيه الإجراءات ذاتها في المدارس، وهو ما
يجب أن يكون له الأولوية.
وطالب في حديثه
لـ"عربي21" بضرورة أن يكون هناك شفافية ووضوح بشأن عدد الإصابات في المدارس
والجامعات، وعدم التهرب من الحقائق؛ "لأنه لا يمكن المغامرة بحياة طلاب أبرياء بحجة
انتظام العام الدراسي".
اقرأ أيضا: استحواذ إماراتي جديد بمصر.. ما تأثيره على صحة المصريين؟