اتهم تقرير لصحيفة "
الغارديان" البريطانية ما وصفها بالمليشيات
المرتبطة بإيران، بمنع عودة النازحين
العراقيين من مدينة الموصل (شمالا) إلى منازلهم
على الرغم من مرور نحو ست سنوات على تحرير المدينة من سيطرة تنظيم الدولة.
وقالت الصحيفة البريطانية إن "ما لا يقل عن 400 ألف عراقي فروا
من داعش ويعيشون في مخيمات النزوح المنتشرة في أنحاء البلاد، ممنوعون من العودة إلى
ديارهم، أو غير مستعدين لمحاولة ذلك".
وتضيف الصحيفة أن هؤلاء النازحين، ومعظمهم من العراقيين السنة، يخشون
أنه بعد الانتصار على داعش، لم يعودوا يعتبرون شركاء في عراق ما بعد الحرب.
وتؤكد الصحيفة أن المليشيات الموالية لإيران تمكنت بعد انتهاء المعارك
ضد داعش من ترسيخ وجودها في المنطقة، مشيرة إلى أنه "في بعض الحالات منعت مجتمعات
بأكملها من العودة إلى الديار".
وتنقل الصحيفة عن النازح طه صابر صالح، الذي أمضى السنوات الأربع الماضية
في مخيم للنازحين، قوله "إنهم موالون لإيران، لن يتوحد العراق مرة أخرى حتى تغادر
الجماعات
الإيرانية البلاد".
وفي مخيم ديبكة المجاور، يقول صدام الزبيدي، وهو نازح من بلدة البعاج
الواقعة بين الموصل والحدود السورية، إنه لن يعود إلى دياره أبدا.
ويضيف: "استولت المليشيات على منزلي، ولا تسمح لأي شخص بالعودة،
هذه منطقة استراتيجية بالنسبة لهم، البعاج انتهت بالنسبة لي".
وعن معاناة النازحين يقول رئيس بعثة أطباء بلا حدود في العراق غول بادشاه:
"يمر
النازحون في العراق بمعاناة منذ سنوات ويعيشون في مخيمات رسمية وغير رسمية
محفوفة بالمخاطر ومكتظة في أغلب الأحيان".
وتشكك الصحيفة بقدرة الحكومة في بغداد على اتخاذ ما يلزم حيال الأعداد
الهائلة من النازحين في العراق.
ويقول أحد الوزراء البارزين، طالبا عدم ذكر اسمه: "لننتظر مرة
أخرى، البلاد بحاجة إلى إعادة توحيدها ببطء، لقد تسبب تنظيم داعش بالكثير من الفوضى".
ومع ذلك، تقول منظمات الإغاثة والجماعات الإنسانية إن التأخير في إيجاد
الحلول يمكن أن يخلق صدعا جديدا ودائما في المجتمع العراقي.
وبحسب الباحثة الأولى في قسم الأزمات والنزاعات في هيومن رايتس ووتش، بلقيس والي، فإن "هذا الفشل في استيعاب النازحين ومعظمهم من العرب، وجميعهم تقريبا
من السنة، سيكون له تداعيات مدمرة طويلة المدى".
وتضيف: "هذا يثير المزيد من الغضب والاستياء في بلد يبدو أنه مستعد
لتنفيذ العقاب الجماعي ومعاقبة النساء والأطفال الذين لم يرتكبوا جرائم".
وتشكل هذه المليشيات جزءا من قوات الحشد الشعبي العراقي، وهي تابعة
إداريا للحكومة العراقية، لكن تهيمن عليها فصائل قريبة من إيران.
وما زال أكثر من 1.6 مليون نازح في عموم العراق، بينهم قرابة الـ400 ألف
من أهالي الموصل، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة.
ويعيش الغالبية العظمى من هؤلاء في مخيمات قدمتها منظمات إنسانية وتتوزع
أغلبها في محافظة نينوى وكبرى مدنها الموصل.