هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تزايد الحديث في الآونة الأخيرة عن إمكانية توصل إدارة دونالد ترامب إلى صفقة مع الأسد، لتحرير رهائن أمريكيين احتجزهم النظام السوري قبل سنوات، وأبرزهم الصحفي أوستن تايس.
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية قد كشفت قبل أيام عن إجراء مسؤول رفيع في البيت الأبيض زيارة إلى العاصمة السورية دمشق، خلال العام الجاري، للتباحث حول تحرير رهينتين لدى النظام.
وأكدت صحيفة "الوطن" الموالية للنظام تلك الزيارة، موضحة أن مسؤولين اثنين أجرياها، وناقشت ملف المخطوفين الأمريكيين، والعقوبات المفروضة على سوريا.
وذكرت الصحيفة، أن الزيارة تمت في آب/ أغسطس الماضي، وقام بها المبعوث الخاص بشأن المختطفين، روجر كارستينس، ومساعد الرئيس الأمريكي لمكافحة الإرهاب، كاش باتل.
ويزيد قرب الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، وحاجة ترامب إلى ورقة تعزز حظوظه بالفوز بفترة ثانية، من الحديث عن إمكانية إعلان الجانبين قريبا عن صفقة، وعن شروط الأسد، الذي ازدادت عليه مؤخرا وطأة عقوبات واشنطن.
صفقة مُستبعدة
واستبعد الكاتب الصحفي، أيمن عبد النور، أن يتم التوصل إلى صفقة حول إطلاق سراح الرهائن، عازيا ذلك إلى ما وصفها بـ"الشروط التعجيزية" من جانب النظام.
وقال في اتصال مع "عربي21" من واشنطن، إن الأسد بالغ في المطالب، حيث اشترط انسحاب القوات الأمريكية من شمال شرق سوريا، وتبادل السفراء بين واشنطن ودمشق، في حال نجاح ترامب بالانتخابات المرتقبة، والسماح للدول العربية بإعادة فتح سفاراتها في العاصمة السورية، وأخيرا تجميد "قانون قيصر".
وأضاف عبد النور أن الإدارة الأمريكية ليست مستعدة أساسا للتفاوض مع نظام "يمارس الاختطاف"، لأنه ليس هناك أي مبرر لاحتجاز هؤلاء الرهائن.
وتابع بأن أقصى ما يمكن أن تقدمه الإدارة الأمريكية لنظام الأسد، مقابل إطلاق سراح الرهائن، تخفيف درجة الرقابة الاقتصادية على تدفق بعض المواد (أدوية، تجهيزات طبية، أغذية) إلى سوريا، والتي لا يحظر استيرادَها "قانونُ قيصر".
وبهذا المعنى، يعتقد عبد النور، أن الإدارة الأمريكية "تتحدث عن تعاون محدود، بينما يطالب النظام بمطالب مستحيلة، وهذا ما يجعلنا نعتقد أن حظوظ مثل هذه الصفقة، تبقى ضعيفة".
اقرأ أيضا: الأسد لا يمانع "علاقات طبيعية" مع الاحتلال.. ويشترط
الاحتمالات مفتوحة
وبدوره، تبنى الباحث المتخصص بالشأن الأمريكي، عبد الرحمن السراج، رأيا مختلفا، قائلا إنه لا يرى استحالة الإعلان بين لحظة وأخرى، من إدارة ترامب، عن إعادة الصحفي الأمريكي، ورهائن آخرين، يعتقد أنهم في سجون الأسد.
وفي حديث لـ"عربي21"، قال السراج: "الرئيس ترامب ينطلق في سياسته الخارجية من مصلحته السياسية أولا بغض النظر عن السياسات التقليدية للولايات المتحدة، ومن هنا لا يستبعد أن يقدم على صفقة تفاوض مع نظام الأسد".
وأشار السراج، إلى ما جاء في كتاب المستشار السابق للأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، حول الرغبة التي كان يبديها ترامب دائما في التواصل مع بشار الأسد حول رهائن أمريكان، وهي فكرة لطالما أثناه عنها وزير خارجيته الحالي مايك بومبيو، وعلّق بقوله: "بالتالي لا يستبعد أن يكون ترامب قد أقنع بومبيو بجدوى هذه الخطوة".
هل تتحرك روسيا؟
وبشأن موقف روسيا، الراعي الأساسي للأسد والمؤثر الأكبر على نظامه، قال المحلل السياسي، سامر خليوي، إن إطلاق سراح الرهائن يصب في مصلحة موسكو والنظام السوري، موضحا: "لن يعارض النظام، وهو لا يستطيع أصلا، الأوامر الروسية، وفي حال حصلت موسكو على ضمانات من ترامب، حول شرعنة وتعويم الأسد، فإن الأوامر ستصدر للأخير، وسيصار إلى إطلاق سراح الرهائن".
وبحسب "خليوي"، فإن الأسد مستعد للتنازل عن كل شيء، في سبيل البقاء بالحكم، مستدركا: "لكن الواضح أن الولايات المتحدة، غير مستعدة لتقديم تنازلات".
وبناء على هذه القراءة، قال خليوي: "الكرة الآن بملعب ترامب وإدارته، فإن أرادت الرهائن، يجب عليها الموافقة على بقاء نظام الأسد في السلطة، أو عدم العمل على إسقاطه، على أقل تقدير".