قضايا وآراء

قول ماتخافشي.. السيسي لازم يمشي

سيد صابر
1300x600
1300x600
هالني وأثار شجوني وتفكيري هذا الكم الهائل من الأطفال في مظاهرات اليومين الماضيين.. أطفال لم يبلغوا الرابعة عشرة بعد يهتفون: "قول ماتخافشي السيسي لازم يمشي".. من الذي يدفع طفلا ليطالب برحيل رأس النظام وما هي مبرراته؟ هل يطالب بحريات سياسية مثلا؟ هل يطالب بتنوعات ثقافية مثلا؟

إطلاقا.. إنه الجوع يا سادة.. الحرمان يا حضرات.. تصغير الرغيف وخطف لقمة من فم هذا الطفل الجوعان ووضعها في فم حيتان الإدارية الجديدة.. حذاؤه المقطوع وألم قدمه لأن كل مشاويره يمشيها ولا يملك رفاهية أسعار المواصلات الآن، سواء حكومية أو خاصة.. أسماله البالية.. تقوس ظهر أبيه وغلالة الدموع في عينيه لأنه لا يستطيع تلبية طلبات إخوته الصغار.. حيرة أبيه في تدبير مبلغ جدية التصالح الذي تطالب به الحكومة.. نومه مفزوعا على فحيح أحمد موسى وهو يسبه ويسب أباه ومن هم مثل أبيه.. صوت مرتضى منصور وهو يسب الدين للمختلفين معه على صوت ارتطام مئذنة بالأرض بعد إزالة مسجد (حتى لو أقيم على أرض مخالفة).. ليس هكذا تعامل بيوت الله.. بيت هذا الطفل المهدم ونومه في الشارع أو مشروع الهدم لبيته وسكنه وأحاسيسه.. إنه وإخوته وأمه وأباه لن يعود لهم مأوى.

تُرى كيف سيتعامل النظام مع الانتفاضة؟ وخصوصاً أنه لم يعد مجديا تحميل الإخوان مسؤولية المظاهرات لأنهم حتى الآن خارج المشهد، ولم يعد مجديا تحميل ثوار يناير فهم إما معتقل أو جريح أو منتفع صغير، أو لا زال يدرس المشهد الذي داهمه وداهم النظام والإخوان معا..

ترى هل يتخذ النظام حزمة قرارات اجتماعية اقتصادية سريعة؟ هل سيتراجع مثلما تراجع السادات في 18 و19 كانون الثاني/ يناير؟

سبع سنوات والرئيس السيسي يقود القطار بأقصى سرعة ويفرم من يقف أمامه، ولا يستمع سوى لصوته..

ترى هل سيلجأ لمدرسة مبارك وهرتلته.. "أنا معايا بكالوريوس في العند وخليهم يتسلوا"، أم يقدم على حزمة إجراءات اجتماعية واقتصادية وسياسية تهدئ الناس؟..

الزميل مجدي الجلاد كتب في "المصري اليوم" عشية 28 كانون الثاني/ يناير 2011 مانشيت "الإنذار الأخير".. وخرج عليه جمال مبارك وصفوت الشريف مهددين.. النظام لا يتلقى إنذارات. وأنا أقولها لله ولمصر ووفق رؤيتي: إذا لم تتخذ الحكومة حزمة إجراءات للتخفيف على الناس خلال 48 ساعة وقبل يوم الجمعة.. يبقى ربنا يستر على البلد.. القليل من التواضع وبعض الحكمة يا سادة.. اقعدوا بالعافية..
التعليقات (0)