هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ذكرت صحيفة تركية، أن إعلان رئيس حكومة الوفاق فائز السراج، يهدف لفتح مجال لعملية سياسية جديدة في البلاد، مستدركة بالوقت ذاته، أنها مرهونة بتطورات الأزمة الليبية.
وقالت صحيفة "صباح" في تقرير ترجمته "عربي21"، إنه في الوقت الذي لا تزال فيه الخلافات قائمة بشأن القضايا الرئيسية في الأزمة الليبية، فقد تسارعت المفاوضات بين الجهات الفاعلة الدولية والمحلية منذ إعلان وقف إطلاق النار في 21 آب/ أغسطس الماضي.
وأضافت أن وقف إطلاق النار جاء نتيجة جهود الجهات الفاعلة الدولية، تبنته الأطراف الليبية، رغم استمرار الخلافات الرئيسية المتمثلة بفوضى الصلاحيات، والسيطرة على سرت ونزع السلاح، وإنتاج النفط وإيراداته.
وأشارت إلى أنه على الرغم من طرح سيناريوهات مختلفة لحل هذه القضايا من وقت لآخر، فإن وقف إطلاق النار، الذي استمر لمدة شهر تقريبا، لم يتطور بعد إلى عملية لحل الأزمة على المستوى المنظم.
وذكرت أنه وفقا للمعلومات المقدمة من القيادة الأمريكية بأفريقيا، تواصل روسيا شحن الطائرات الحربية إلى ليبيا، وترى أن عملية وقف إطلاق النار هي تحضير لعملية صراع جديد على غرار التكتيكات الروسية المستخدمة في سوريا.
ولفتت إلى الحراك الدبلوماسي المتواصل ما بين الأطراف، فيما يشير بروز الأشخاص الذين يتمتعون بسلطة تمثيل سياسي أكبر بدلا من حفتر إلى أن الدور الذي يسنده حفتر لنفسه ليس واقعيا، وأن وقف إطلاق النار يفتح الباب للمفاوضات السياسية في الوقت الحالي.
اقرأ أيضا: أردوغان يتناول العلاقات مع مصر واليونان واستقالة السراج
وأوضحت، أن هناك عمليتين سياسيتين تسيران بذات الوقت، أولهما الاجتماعات بين حكومة الوفاق وممثلي مجلس طبرق في الفترة من 6 إلى 11 أيلول/ سبتمبر الجاري، والتي لم تقتصر على القضايا السياسية فقط، وشارك فيها كبار المسؤولين في العديد من المجالات وخاصة المالي والقضاء ومفوضية الانتخابات..
وأضافت أن المفاوضات التي تجرى على المستوى الفني بين الأطراف الليبية، هدفها إبقاء قنوات الحوار مفتوحة، والحفاظ على وقف إطلاق النار القائم، وإيجاد حل لمشكلة النفط وتحويل إيراداتها للخزانة المالية، وتمهيد الطريق لأرضية مناسبة للمفاوضات السياسية..
وأشارت إلى أنه من المتوقع أن تستأنف تلك المحادثات في نهاية أيلول/ سبتمبر الجاري، وعلى الرغم من عدم توقيع الطرفين لقرارات ملزمة بينهما، فإن حقيقة الالتقاء بين الأطراف في إطار اتفاق الصخيرات 2015، يظهر أنه يمكن البدء بإحياء العملية السياسية..
أما العملية السياسية الأخرى، فهي المباحثات الثنائية بين تركيا وروسيا، واجتماع الوفود الفنية التي كانت آخرها في أنقرة قبل أيام بشأن ليبيا.
ورأت الصحيفة، أن التجارب مع موسكو دون تدخل من السلطات السياسية، لا تسفر عن نتائج ملموسة، مشيرة إلى أنه من المنتظر أن يتدخل الرئيسان التركي والروسي لإحراز تقدم أكبر في القضايا الخلافية الجوهرية لتحقيق عملية الانتقال السياسي في ليبيا.
وأضافت أنه على الرغم من عدم وجود تقدم ملموس في العملية السياسية في ليبيا، وفي وقف إطلاق النار، فقد خرج السراج بشكل مفاجئ ليعلن عزمه على الاستقالة، وتسليم منصبه نهاية تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، لكنه سيواصل دوره في المفاوضات السياسية.
وذكرت أن السراج لم يوضح أسباب قراره، لكنه بحسب وسائل إعلامية، فإنه يتطلع لتحفيف الضغط الناجم عن الاحتجاجات في ليبيا بسب الأزمة الاقتصادية.
اقرأ أيضا: السراج يعلن رغبته بالاستقالة بنهاية أكتوبر المقبل (شاهد)
ونوهت الصحيفة إلى أهمية الانتباه إلى الجوانب التقنية لهذه المسألة (استقالة السراج)، موضحة أن اتفاق الصخيرات الموقع عام 2015 ينص على أن العملية الانتقالية تنتهي في غضون ستة أشهر، ولذلك حددت حكومة الوفاق صلاحية ولايتها وفق هذا الإطار.
وأوضحت، أنه بسبب توقف هذه العملية بسبب محاولات الانقلاب والهجمات التي شنتها قوات حفتر على طرابلس، فقد واصلت حكومة الوفاق تجديد ولايتها كل ستة أشهر، ويتزامن تشرين الثاني/ أكتوبر المقبل مع نهاية الأشهر الستة الحالية.
ورأت أن بيان الاستقالة للسراج، يتوقع نجاح عملية وقف إطلاق النار الحالية، ويريد تمهيد الطريق لحكومة جديد لتحديد المسارات الأساسية التي ستحدد الإدارة الجديدة للبلاد، مثل اعتماد الدستور والانتخابات العامة في حال نجاح المفاوضات السياسية الجارية.
وأشارت الصحيفة إلى تصريحات لوزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، التي فسرها بيان السراج بأنها بادرة حسن نية، وأنه من الممكن أن يقدم على هذه التضحية، إذا تم اتخاذ القرار الانتخابي الذي يحدد المستقبل السياسي للبلاد.