صحافة تركية

هكذا يحاول الغرب "تجنيد الجواسيس" عبر منصة "فيسبوك"

"الغرب دعم الأحزاب والأفراد الذين رأى أنهم سيكونون مفيدين له في كل مجتمع"- الأناضول
"الغرب دعم الأحزاب والأفراد الذين رأى أنهم سيكونون مفيدين له في كل مجتمع"- الأناضول
حذر كاتب تركي من محاولات تجنيد عملاء من خلال منصة التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، موضحا أن عملية التجنيد لم تعد سرية كما في السابق بل باتت علنية بشكل كبير.

وقال الكاتب وهو لطيف بولات، في مقال نشره في صحيفة "أيدن ليك" التركية، إن المنظمات والجمعيات التي تتلقى المساعدات المالية من منصة "فيسبوك" أصبحت تعلن عن ذلك على نطاق واسع، بل حتى عن طرق استثمار هذه الأموال بأكثر الطرق فاعلية.

وأضاف أن هدفهم هو التأكد من أن الأموال التي يقدمونها يتم استخدامها بالطريقة الأكثر كفاءة.

وشرح الكاتب كيف كانت "القوة العسكرية الصلبة" في السابق هي الطريقة الرئيسية لبسط النفوذ عبر التاريخ، بدءا من الحضارات القديمة وحتى الإمبراطورية العثمانية. ولكن هذه الطريقة باتت شبه منعدمة في عصرنا الحالي.

واستشهد كاتب المقال بانهيار الاتحاد السوفيتي بسبب "القصور ذات حمامات السباحة" التي تصدرها هوليوود للعالم، كمثال على كيفية استخدام "القوة الناعمة" لإسقاط الأنظمة السياسية. وهذا ما تحاول الآن الجهات المانحة على منصة "فيسبوك" تطبيقه على نطاق واسع.

اظهار أخبار متعلقة


وأوضح أنه إدراكا لأهمية "القوة الناعمة" كأداة مثالية، أنشأت الإمبريالية الغربية، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، بكل مؤسساتها ومنظماتها الخاصة، آليات لتدفق الأموال إلى ما يقرب من 200 دولة  في العالم.

وذكر بولات أنه في هذه البلدان، كان لديهم بالفعل بنك المعلومات الذي جمعوه على مدار المائتي عام الماضية جاهزا لجلب الأشخاص الذين يخدمونهم إلى السلطة وإبقائهم في السلطة.

وأشار إلى أنه من خلال ذلك، دعم الغرب الجمعيات والأحزاب والأفراد الذين يرى أنهم سيكونون مفيدين له في كل مجتمع؛ وقد تم وضعهم في الخدمة تحت اسم "الطابور الخامس".

ولم يكن هناك مانع من أن تحمل هذه الجمعيات أو الأفراد مسميات شيوعية أو اشتراكية أو إسلامية من أجل تقديم الدعم. طالما أنهم يدعمون نفوذ الغرب باعتباره "القوة الناعمة"، حسب الكاتب.

و"بدأت خزائن هذه الجمعيات تمتلئ بقضايا لامعة ولكن فارغة مثل حقوق الإنسان والعالمية والحرية والديمقراطية. وبهذا المال، تم وضع الصحف والقنوات التلفزيونية ومباني الجمعيات وأنشطة الترويج مثل الظهور المستمر في الصحافة تحت تصرفهم من قبل الإمبرياليين"، وفقا للكاتب.

ورأى الكاتب أنه كجزء من هذه الجوائز والإغداق بالمال حصل البعض على جائزة "نوبل"، والبعض على جائزة "البوكر" رغم أنهم لا يستحقونها.

وتساءل "هل يمكننا أن نفهم بشكل أفضل لماذا تم منح جائزة نوبل منذ سنوات لشخص يدعى محمد يونس، الذي أصبح رئيسا لبنغلاديش، في مثل هذه الأيام الحرجة؟".

وتابع: "لماذا لا يتم تعيين أورهان باموك (كاتب تركي حائز على جائزة نوبل) زعيما في تركيا في حين أنهم ذات يوم يتسببون في الفوضى في البلاد مثل بنغلاديش؟ قد تبدو فكرة سخيفة، ولكن ألا يبدو نموذج بنغلاديش أمامنا؟. لماذا يمنح الناس جوائز نوبل بمئات الآلاف من الدولارات لهؤلاء الأشخاص عبثًا، إذا لم يتمكنوا من استخدامها في المستقبل؟".

في هذا السياق، لفت الكاتب إلى تحول الغرب إلى منصات التواصل الاجتماعي لتجنيد العملاء لصالحه عبر منح المال وتعليم كيفية المعارضة وخلق الجمعيات الموالية له في بلدان أخرى.

وبحسب الكاتب، فإن "هناك منظمة تدعى تقنيات الحركات الاجتماعية على فيسبوك، تدعي أنها تعمل على تعبئة المعارضة، وخاصة في الدول الآسيوية، وتعليم التقنيات الجديدة للتحريض على الثورات". و"هم يدعون علنا معارضي تلك الدول إلى الإطاحة بحكوماتهم بالمال".

اظهار أخبار متعلقة


وقال الكاتب إنهم يعملون عبر مبدأ "اطبخ وكُل بنفسك"، موضحا أن "الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، في البلدان التي استغلتها وأفرغتها على مدى المائتي عام الماضية، تعمل على تحويل الحكومات التي تشعر أنها لم تعد قادرة على خدمتها".

وتساءل: "ما هي إعلانات عرض الأموال المرفقة إن لم تكن عرضا تجسسيا عاما جدا يستهدف أولئك الذين يعيشون في دول مثل تركيا وغير راضين عن الوضع؟".

وأشار إلى المنظمات التي تدعمها وكالة توظيف الوكلاء التي تسمى "Social Movements Technologies"، والتي تضم منظمات من قبيل "الخدمة العالمية اليهودية الأمريكية (AJWS)" و"مؤسسة الساعة الحادية عشرة"، ومؤسسة "نيو للأعمال الخيرية" و"صندوق الحريات الأربع"، بالإضافة إلى "مؤسسات المجتمع المفتوح".

ولفت الكاتب إلى أنه في بحث موجز حول هذه المؤسسات يظهر على الفور من أين تأتي هذه الأموال ولأي غرض، موضحا أنه يكفي الإشارة إلى أن المستثمر جورج سوروس أسس إحدى هذه المؤسسات، وهي "مؤسسة المجتمع المفتوح".

واختتم الكاتب، على أن "كل دولة ملزمة بكشف وتحييد أولئك الذين يستهدفون وجودها بمثل هذه الأساليب عبر استخدام القوة الناعمة. خلاف ذلك، لا ينبغي لنا أن نتفاجأ إذا كان النموذج البنغلاديشي سيقام أيضا في بلدنا في المستقبل".
التعليقات (0)