هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثار إعلان اللواء المتقاعد الليبي، خليفة حفتر، أنه قرر استئناف إنتاج النفط، ووقف الإغلاق النفطي في شرق ليبيا، تساؤلات بشأن سببه ودوافعه.
وتغلق مليشيا أجنبية وعشائر موالية لحفتر، المدعوم من روسيا والإمارات، حقولا ومنشآت نفطية ليبية منذ 17 يناير/ كانون الثاني الماضي.
اقرأ أيضا: حفتر يعلن إنهاء الإغلاق النفطي شرق ليبيا
وللوقوف على الأسباب، من المهم الإشارة إلى أن السفارة الأمريكية في ليبيا، كانت قد أعلنت قبل أسبوع، أن حفتر أبلغ واشنطن التزامه الشخصي بإنهاء الإغلاق النفطي بالكامل.
وتعليقا على الموضوع قال المحلل السياسي، محمود شوبار، إن دفع حفتر لفتح الموانئ والحقول النفطية وإعادة الإنتاج من جديد، يعد أهم خطوة تقوم بها الدبلوماسية الأمريكية بعد وقف إطلاق النار الذي أعلن مؤخرا.
وأضاف شوبار في حديث خاص لـ"عربي21" أن التعهد بفتح إنتاج النفط، يضع روسيا أمام ضغط دولي باعتبارها قد تخرق تعهداتها المتعلقة بجلسة مجلس الأمن الاخيرة، عبر استخدام وكيلها الحصري في منطقة الهلال النفطي، مرتزقة الفاغنر الذين يسيطرون فعليا على موانئ وحقول النفط شرق البلاد".
ولفت إلى أن هذه الخطوة تمثل استدارة لحفتر من موسكو إلى واشنطن.
ورأى المحلل الليبي أن حفتر بهذه الخطوة "فقد كل حلفائه في المنطقة، وخاصة روسيا حليفه الأول والأقوى، ولن يكون له أي دور عسكري أو سياسي مستقبلي".
اقرأ أيضا: واشنطن: حفتر أبلغنا التزامه بإنهاء الإغلاق النفطي
بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي أحمد الروياتي، إن تعهد حفتر للسفارة الأمريكية، "مناورة هدفها تأكيد تحكمه بمفاصل الإنتاج النفطي، وبالمنطقة الشرقية ككل، خاصة في ظل الحراك الدبلوماسي في كل من سويسرا ومصر والمغرب، في محاولة لإيجاد حل للأزمة الليبية".
ورأى في حديث لقناة "ليبيا الأحرار" أن حفتر بهذه الخطوة يريد تأكيد قوته وسطوته التي يبسطها على الشرق، وهي رسالة منه لكل الأطراف المجتمعة أنه ما زال موجودا على الأرض ويتحكم في إنتاج النفط، وذلك بهدف ضمان حصة ثابتة في أي تسوية قادمة.
لكن الروياتي رأى أن صيغة البيان الذي أصدرته السفارة الأمريكية، يفتقر لوجود إرادة أمريكية لحل موضوع إغلاق النفط من جذوره، وهي تحاول ضمان الإبقاء على وقف إطلاق النار، في محاولة لكسب الوقت، وصولا للانتخابات الأمريكية، وانتظار النتائج.
وفي 12 آب/ أغسطس الماضي، قالت مؤسسة النفط الليبية، في بيان، إن إجمالي خسائر إغلاق الموانئ والحقول النفطية بلغت نحو 8 مليارات و221 مليون دولار، بعد 208 أيام على الغلق القسري، من جانب قوات تابعة لقوات حفتر.
وبلغ إنتاج ليبيا من النفط قبل غلق الحقول والموانئ 1.22 مليون برميل يوميا، وفق بيانات متطابقة للمؤسسة، ومنظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، مقارنة بأقل من 90 ألفا حاليا.