هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يطرح التعهد الذي أطلقه حفتر، والتزم فيه لواشنطن بإعادة فتح حقول وموانئ النفط أسئلة حول أسباب هذا التصريح المفاجئ، وعلاقته بالحراك الدبلوماسي المتواصل بين أطراف الأزمة الليبية، وتحديدا لقاءات المغرب وسويسرا ومصر، إضافة إلى موقف حلفاء حفتر من هذا التعهد، لا سيما روسيا.
وسبق أن اتهمت المؤسسة الوطنية للنفط، دولا إقليمية داعمة لحفتر (لم تذكرها)، بالوقوف خلف هذا الإغلاق النفطي في البلاد.
وكانت السفارة الأمريكية في ليبيا قالت السبت، إن اللواء المتقاعد خليفة حفتر، أبلغ واشنطن التزامه الشخصي بإنهاء الإغلاق النفطي بالكامل.
وقالت السفارة في بيان رسمي على حسابها بتويتر إنه "في الوقت الذي تجتمع فيه الأطراف الليبية المسؤولة في حوار سلمي (بالمغرب) تسيره الأمم المتحدة، تشعر السفارة الأمريكية بالارتياح حول ما بدو أنه اتفاق ليبي سيادي لتمكين المؤسسة الوطنية للنفط من استئناف عملها الحيوي وغير السياسي".
September 12, 2020
ووفق أحدث تقديرات المؤسسة الوطنية للنفط، في تموز/ يوليو الماضي، فإن الإغلاق النفطي كبّد ليبيا خسائر تقدر بحوالي 6.5 مليارات دولار منذ كانون الثاني/ يناير الماضي.
وتعليقا على الموضوع قال المحلل السياسي، محمود شوبار، إن دفع حفتر للتعهد بفتح الموانئ والحقول النفطية وإعادة الإنتاج من جديد يعتبر أهم خطوة تقوم بها الدبلوماسية الأمريكية بعد وقف إطلاق النار الذي أعلن مؤخرا.
وأضاف شوبار في حديث خاص لـ"عربي21" أن التعهد بفتح إنتاج النفط يضع روسيا أمام ضغط دولي باعتبارها قد تخرق تعهداتها المتعلقة بجلسة مجلس الأمن الاخيرة، عبر استخدام وكيلها الحصري في منطقة الهلال النفطي، مرتزقة الفاغنر الذين يسيطرون فعليا على موانئ وحقول النفط شرق البلاد". لافتا إلى أن هذه الخطوة تمثل استدارة لحفتر من موسكو إلى واشنطن.
ورأى المحلل الليبي أن حفتر بهذه الخطوة "فقد كل حلفائه في المنطقة، وخاصة روسيا حليفه الأول والأقوى، ولن يكون له أي دور عسكري أو سياسي مستقبلي".
اقرأ أيضا: واشنطن: حفتر أبلغنا التزامه بإنهاء الإغلاق النفطي
بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي أحمد الروياتي إن تعهد حفتر للسفارة الأمريكية، "مناورة هدفها تأكيد تحكمه بمفاصل الإنتاج النفطي، وبالمنطقة الشرقية ككل، خاصة في ظل الحراك الدبلوماسي في كل من سويسرا ومصر والمغرب في محاولة لإيجاد حل للأزمة الليبية".
ورأى في حديث لقناة "ليبيا الأحرار" أن حفتر بهذه الخطوة يريد تأكيد قوته وسطوته التي يبسطها على الشرق، وهي رسالة منه لكل الأطراف المجتمعة أنه ما زال موجودا على الأرض ويتحكم في إنتاج النفط وذلك بهدف ضمان حصة ثابتة في أي تسوية قادمة.
لكن الروياتي رأى أن صيغة البيان الذي أصدرته السفارة الأمريكية يفتقر لوجود إرادة أمريكية لحل موضوع إغلاق النفط من جذوره، وهي تحاول ضمان الإبقاء على وقف إطلاق النار، في محاولة لكسب الوقت وصولا للانتخابات الأمريكية، وانتظار النتائج.