هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ما تزال الحرب مشتعلة، والكرّ والفرّ هو سيد الموقف، ويضغط حفتر بقوة عله يحقق اختراقا يمكنه من بلوغ مراده بالدخول إلى العاصمة.
هجوم حفتر مؤخرا يركز على محورين متلاصقين، وهما محور الخلاطات، ومحور قصر بن غشير، ويبعدان عن مركز العاصمة مسافة لا تتجاوز الـ25 كم، والغاية هي الوصول إلى حي صلاح الدين، أحد بوابات العاصمة من جهة الجنوب.
نجحت قوات حفتر في التقدم بالسيطرة عل حي الخلاطات، والاقتراب من مدخل حي صلاح الدين، والتفوق لم يكن بفعل المشاة، الذين يعتمدون على إسهام المرتزقة في إحراز التقدم، بل لدور الطيران والمدفعية.
حفتر يلجأ للجو بعد خسارته البرية
لقد تراجعت قدرات حفتر القتالية بريا بعد أن أسفرت مقاومة عدوانه عن خسائر عظيمة في المقاتلين الليبيين، فلجأ حفتر إلى عمليات التجنيد والتدريب السريع والتي لم تسعفه بما يعوض النقص في قواته، فكان أن اتجه إلى العناصر الأجنبية، خاصة الروس الذين كان لمشاركتهم في المعارك إضافة واضحة، خاصة المدفعية والقنص.
غير أن العامل الأهم في تعزيز قدرات قوات حفتر الهجومية هو سلاح الطيران، فقد تحصل حفتر على المضادات التي مكنته في السيطرة على سماء المعارك، وكثف من غاراته معتمدا على الدعم الفرنسي والإماراتي والروسي بشكل كبير ليمهد لهجوم قواته على الأرض، فتراجعت قوات الوفاق أمام الغارات التي لم تتوقف ليلا أو نهارا.
إن تحييد سلاح الجو سيمكن قوات الوفاق من الهجوم بدل الدفاع.
التفاهمات مع تركيا
وزير داخلية حكومة الوفاق، فتحي باشاغا، كان واثقا جدا في تصريحاته أول من أمس حول سير المعارك، وأن حفتر لن يدخل العاصمة ولن يكون شريكا في التسوية السياسية، وربما تعود ثقة باشاغا إلى اتصالاته، كونه من أهم حلقات الوصل مع أنقرة وواشنطن.
وما أعرفه أن قوات الوفاق سعت بهمة للحصول على مضادات الطيران، وهناك معلومات حول قرب تفعيل منصات الدفاع الجوي، وكما أشرت فإن تحييد سلاح الجو سيمكن قوات الوفاق من الهجوم بدل الدفاع.
العامل الذي لا يقل أهمية في جعل باشاغا واثقا، هو ما ترتبه الاتفاقية الأمنية والعسكرية مع تركيا من دعم، فما قيمة هكذا اتفاق إن لم يكن لتعزيز قدرات الوفاق لصد العدوان ورده وتحقيق انتصار ولو جزئي. وعليه فإني لا أستبعد أن يقع تطور في إسهام أنقرة العسكري في الأيام القريبة المقبلة.
وإذا صعدت أنقرة، وربما واشنطن القلقة من الدور الروسي الداعم لقوات حفتر، من دعمها لقوات الوفاق، فسيرجِّح بالقطع هذا الدعم كفة الوفاق، لكن يظل رد الفعل الروسي بالتصعيد المماثل متوقعا ومخيفا، ليصبح الانتقال إلى حرب وكالة شرسة هو الأرجح، وهو السيناريو الأخطر والذي ستكون نتائجه وخيمة.