هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
رغم العلاقة المتوترة
بين المملكة العربية السعودية، والجمهورية الإيرانية، إلا أن الطرفين أبديا في
الأيام الأخيرة مرونة، ورغبة في الحوار عبرت عنها تصريحات من البلدين، ووساطات من
دول جارة.
وكان المتحدث باسم
الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، قال إن الرئيس الإيراني حسن روحاني تلقى رسالة من
السعودية، عبر دولة وسيطة لم يسمها، ويرجح مراقبون أنها باكستان، والعراق.
ونقلت وكالة العمال
الإيرانية للأنباء عن ربيعي أن "زعماء بعض الدول نقلوا رسائل من السعوديين
إلى روحاني".
وأعلن المتحدث باسم
الحكومة ترحيب إيران بالوساطة للحوار.
وسبق دعوات الحوار،
مبادرة من جماعة أنصار الله، العدو اللدود للسعودية في اليمن، والمليشيا التي
تتهمها السعودية بتلقي دعم إيراني للسيطرة على اليمن.
وكانت مبادرة رئيس
المجلس السياسي في حركة أنصار الله، مهدي المشاط، عبارة عن هدنة من طرف واحد،
داعيا السعودية إلى "رد التحية".
وكان أول تعليق سعودي
رسمي على المبادرة على لسان ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في مقابلة مع
برنامج "60 دقيقة" الذي تذيعه شبكة "سي بي إس" الأمريكية، إذ
وصفها بالأمر الإيجابي.
الباحث في الشؤون
الإيرانية والإقليمية، نجاح محمد علي، أشار إلى أن من أوصل الرسالة من السعودية
إلى الإيرانيين هي باكستان، وكان رئيس وزرائها، عمران خان، أعلن من نيويورك أن ابن
سلمان طلب منه الحديث إلى الرئيس الإيراني، كما طلب منه الرئيس الأمريكي أيضا
الطلب ذاته حين كان في واشنطن في تموز/ يوليو الماضي.
وأشار علي أيضا إلى
المبادرة العراقية، مذكرا بالزيارة الأخيرة لرئيس وزراء العراق، عادل عبدالمهدي،
الترحيب الإيراني بالوساطة العراقية على لسان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية.
وكشف عن معلومات لديه
بأن الباكستانيين والعراقيين يعملون منذ فترة طويلة على إنجاح حوار بين إيران
والسعودية، إذ يريد الطرفان جمع مسؤولين من إيران والسعودية على طاولة واحدة.
وأكد أن الإيرانيين
والسعوديين لديهم موافقة على الحوار، مستشهدا بكلام ابن سلمان عن رغبته بحل سلمي
في اليمن، وتخفيف اللهجة تجاه إيران، إلى جانب تصريحاته لوسائل الإعلام الأجنبية
بهذا الخصوص.
اقرأ أيضا: رئيس وزراء العراق يصل السعودية.. وتوقعات بـ"وساطة"
وكشف علي أيضا عن
معلومات وصلته من طرف المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية، علي خامنئي، بأن إيران
مستعدة للحوار فورا.
وتابع بأن لدى
الإيرانيين رغبة بإنجاح الوساطات الباكستانية العراقية لأنهما دولتان جارتان
مسلمتان، على عكس المبادرات الفرنسية واليابانية التي لم تلق تفاعلا إيرانيا
مماثلا.
ولفت إلى أن الأيام
المقبلة سوف تشهد تطورات، لا سيما في الملف اليمني، مؤكدا على أن أي حوار إيراني
سعودي على اليمن أولا.
ورغم الخلافات
السعودية الإيرانية الكثيرة، إلا أن الخبير في الشأن الإيراني قال إن الإيرانيين
يستخدمون مبدأ فصل الملفات، كما فعلوا في مفاوضات الاتفاق النووي.
وعن الشرط الإيراني
للحوار، وهو وقف الحرب في اليمن، كما جاء على لسان الناطق باسم الحكومة الإيرانية،
علي ربيعي، قال علي إن السعودية أيضا ترغب بوقف الحرب في اليمن والخروج من الورطة
هناك، بعد العمليات الأخيرة، وهجمات أرامكو، والحوار الإماراتي الإيراني الذي جعل
السعودية منكشفة هناك.
ولفت إلى أن مبادرة رئيس المكتب السياسي لجماعة أنصار الله،
مهدي المشاط، تجاه السعودية، جاءت بعد مفاوضات متعددة الأقطاب في العاصمة العمانية
مسقط شارك فيها أمريكيون وفرنسيون.
وتحدث علي عن مبادرة
عراقية لحفظ الأمن في الخليج لجمع مسؤولين من دول مجلس التعاون الخليجي، والعراق،
وبغداد، لكن السعودية عرقلته، وإذا ما حصل انفراج في المنطقة فإن الاجتماع قد
ينعقد في بغداد قريبا.
اقرأ أيضا: لماذا يرفض الخليجيون دعوات إيران المتكررة لـ"السلام"؟
وقال موقع
"تابناك" الإيراني المقرب من الجنرال محسن رضائي، أمين عام مجلس تشخيص
مصلحة النظام الإيراني، إن هناك العديد من المؤشرات التي تؤكد بدء محادثات بين
السعودية وإيران للحد من التوتر بينهما.
وكان رئيس الوزراء
العراقي زار السعودية مؤخرا، ورجحت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، أن هدف
الزيارة قد يكون وساطة عراقية، من أجل خفض التصعيد بين السعودية وإيران، بسبب
الهجمات الأخيرة التي استهدفت أرامكو.
المحلل السياسي جيري
ماهر قال في حديث لـ"عربي21" إن المملكة العربية السعودية مملكة سلام،
وتبحث عن السلام في المنطقة، ومن يصعد في المنطقة ويتجاوز الخطوط الحمراء هم
الإيرانيون ومليشياتهم.
ولفت إلى أن إيران هي
من تتحمل كل التوتر في المنطقة، وإن يد المملكة ممدودة بالسلام لكل الأطراف شريطة
الالتزام بالقانون والانسحاب من الحروب والتحركات في المنطقة والتي تؤثر سلبا على
حياة المواطن العربي بالدرجة الأولى في سوريا، والعراق، واليمن، وكله على أساس
الطائفة والمذهب.
وأكد أن هدف
الإيرانيين هو "النيل من المملكة العربية السعودية والكل يتابع ويعرف
التحركات الإيرانية في البحرين سابقا، واليمن اليوم والهدف هو حصار المملكة
العربية السعودية ".
وعن فرص الحوار
الإيراني السعودي، قال ماهر إن يد السعودية ممدودة للحوار على أن تنسحب إيران من
الأزمات في المنطقة وتنأى بنفسها وتلتزم بالقانون الدولي فيما يخص الصواريخ بعيدة
المدى وبرنامجها النووي، وتوقف دعم حزب الله والحوثيين، بحسب تعبيره.
وأكد على أن كل
الأزمات التي سببها إيران سيتم حلها إذا كان إيران تبحث عن الحل والحوار.
وتابع بأن إيران
"إيران مفضوحة أمام الجميع، الحلفاء قبل الخصوم، وهي متورطة في الهجمات على
أرامكو، وإن التحرك الدولي أصبح أكثر تشددا مع الإيرانيين وعلى الكل تحمل
المسؤوليات بما في ذلك الأوروبيين والأمريكيين".