هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جدلا واسعا إثر حديثه، بعد أيام من الهجمات على شركة أرامكو السعودية، عن ضرورة أن تحصل المملكة على أنظمة دفاع من بلاده، لضمان أمنها.
الهجمات التي وقعت في منتصف أيلول/ سبتمبر الجاري، تتهم طهران بتنفيذها، ورغم كونها حليفة لموسكو إلا أن الأخيرة تبدو مستفيدة من التوتر الحاصل على مستويات عديدة، رغم وجود مخاطر انهيار الأوضاع في المنطقة كذلك.
وفي تقرير لها، ألقت صحيفة النهار اللبنانية الضوء على أبرز مكاسب روسيا، مشيرة إلى أن من شأن التطورات، على المستوى السياسي، "تعزيز حضورها على المسرح الإقليمي الشرق أوسطي".
ولفت التقرير إلى وجود خلافات بين روسيا وإيران، رغم التحالف "التكتيكي" الذي يجمعهما، على حد وصفه، وهو ما يظهر في سوريا بشأن الحل السياسي وتوزيع مناطق النفوذ والاستثمار والعلاقة مع إسرائيل.
ورغم اشتراك موسكو وطهران في السعي لمواجهة الهيمنة الأمريكية، فإن "بإمكان هذه المواجهة أن تتخذ أشكالا مختلفة"، بحسب التقرير.
اقرأ أيضا: بوتين يعرض على السعودية المساعدة مقابل هذا الشرط
ويوضح: "يقوم الشكل التقليدي على دعم موسكو للدول العدوة للولايات المتحدة وفي مقدمتها إيران إلى جانب الصين وفنزويلا وغيرهما، غير أن هذا الشكل غير كاف لتحقيق معظم الأهداف".
ويتابع: "يبدو أن روسيا تعتمد تكتيكا جديدا نسبيا يقضي بإبعاد حلفاء واشنطن التاريخيين عنها، وأبرز مثل على ذلك تركيا، لكنها ليست المثل الوحيد، فحتى الخلاف الأميركي-الأوروبي حول الملف النووي يجسد فرصة لموسكو كي تتقرب أكثر من بروكسل".
وتضيف النهار أن "اللعب على وتر خلق شرخ أو تباعد بين الحلفاء الأطلسيين يبدو أهم الأسلحة الروسية حاليا، وعرض منظومة أس400 على السعودية يصب بشكل ما في هذا الإطار"، فضلا عن عرض لعب دور دبلوماسي في الأزمة، بدل الولايات المتحدة.
اقتصاديا
على المستوى الاقتصادي، "لا يمكن التغاضي عن واقع التنافس بين طهران وموسكو لتصدير النفط إلى أوروبا، وهو يصب حاليا لصالح الروس مع استمرار العقوبات على الإيرانيين".
وأوضح التقرير أن شراكة موسكو مع منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، والتي باتت تعرف بـ "أوبك+" تركت بصمة إيجابية على الاقتصاد الروسي خلال الأشهر الماضية.
وأضاف أن "غياب استقرار الإنتاج النفطي في دول كثيرة حول العالم مثل ليبيا وفنزويلا ونيجيريا يعد مكسبا إضافيا"، وهو ما ينسحب على النفط السعودي، رغم أهمية التعاون بين موسكو والرياض لضبط الأسعار في الأسواق العالمية، بالنسبة للبلدين، وبدء المملكة بضخ استثمارات في روسيا مؤخرا.
وأشار التقرير إلى وجود نظرية بتورط روسيا في توفير تقنية تحديد الأهداف، ما ساهم في تعرض أهم النقاط في منشآت أرامكو للهجوم، في ظل حديث عن صعوبة ضرب تلك الأهداف بتلك الدقة العالية دون امتلاك تقنيات توفرها دول متقدمة في هذه المجالات، مثل روسيا والصين.
اقرأ أيضا: وول ستريت: كيف دخلت السعودية الغنية بالنفط سوق الغاز؟
ورغم أن تلك النظرية تصب في سياق المكاسب السياسية والاقتصادية التي تجنيها موسكو من الهجمات، إلا أن ذلك قد يكون بشكل غير مباشر، عبر تزويدها طهران بقدرة الوصول إلى تحديد أهداف بدقة في إطار الحرب السورية، وما يثير تساؤلات بشأن مآلات استخدام إيران ذلك ضد السعودية، دون تنسيق مع روسيا.
ونقلت الصحيفة عن أن باحثين في "المعهد الأسترالي للسياسة الاستراتيجية" لفتت انتباههم في الهجمات "الدقة العمودية في الإصابات المتكررة ضمن المساحة المستهدفة البالغة طولها 200 متر".
وأشار الباحثون، بحسب التقرير، إلى وجود طريقتين لكسب هذه الدقة، "الأولى عبر الوصول إلى استخبارات جغرافية مكانية معقدة في شكل صورة متعامدة orthographic imagery، والثانية عبر صور كهروضوئية و/أو صور بالأشعة ما دون الحمراء عالية الدقة للسماح بتطابق الصورة مع الأهداف يكون إما آليا أو باستخدام فرع مهم من علم الذكاء الاصطناعي: Human-in-the-loop".