هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال ضابط استخباري ومستشرق إسرائيلي إن "العلاقات الأردنية الإماراتية تواجه تحديات خطيرة، عقب قضيتي هروب الأميرة هيا زوجة محمد بن راشد حاكم إمارة دبي، وقرب إعلان صفقة القرن الأمريكية، ما قد يسفر عن نتائج كبيرة على علاقات البلدين، ومعهما السعودية حليفة الإمارات".
وأضاف يوني بن مناحيم، في مقاله على موقع المعهد المقدسي للشؤون العامة والدولة، ترجمته "عربي21"، أن "الملك عبد الله الثاني يخشى من فرض عقوبات إماراتية على المملكة، ومن تراجع موقعه كوصي على الأماكن المقدسة في القدس؛ بسبب الدور السعودي المتزايد، ما يعني أن جميع المسائل تداخلت ببعضها البعض في توقيت واحد".
وأوضح بن مناحيم، الضابط السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان"، أن "الأميرة هيا وصلت عمان مع ابنيها قادمة من دبي، ثم سافرت لألمانيا، ومن هناك للندن، حيث تمتلك الجنسية البريطانية، وتقيم الآن لدى الأميرة منى الحسين، والدة الملك عبد الله، تحت حراسة أمنية مشددة، وفضلت عدم البقاء في الأردن؛ كي لا تحرج أخاها الملك وحكومة المملكة مع حكام الإمارات".
وأكد أنه "من المتوقع أن تترك القضية العائلية تبعات سياسية خطيرة على الأردن، الذي يواجه أزمة اقتصادية صعبة، ما سيدفع الملك عبد الله لحصر الأمر بخلاف زوجي ليس له علاقة به، رغم أن الحديث يدور عن أخته، والقضية أبعد من نهايتها اليوم، فمن المتوقع أن يرفع ابن راشد دعوى قضائية في بريطانيا لاستعادة ابنيه من أمهما، وربما تترك القضية تأثيراتها السلبية على علاقات الإمارات مع ألمانيا وبريطانيا".
وكشف بن مناحيم، محرر الشؤون العربية في وسائل إعلامية إسرائيلية، أن "ولي العهد الإماراتي، محمد بن زايد، حاول التوسط بين الأميرة هيا وزوجها ابن راشد، لكنه فشل، وحاول الحديث مع الحكومة الألمانية بهذا الخصوص، لكن الأخيرة رفضت التدخل، ومن المتوقع أن تتدخل أوساط عربية لإنهاء قضية طلاق الزوجين بهدوء، ودون تبعات خطيرة أو فضائح، أو توتر إضافي بين الدول الثلاث: الأردن والإمارات والسعودية".
وأشار إلى أن "الملك عبد الله يخشى جدا من تدهور علاقات بلاده مع الإمارات والسعودية، ما سيترك آثاره السلبية على الاقتصاد الأردني المتزعزع أصلا، فمن السيناريوهات المخيفة أن يتم المس بمئتي ألف أردني يعملون في الإمارات، ويشكلون مصدر دخل أساسيا لعائلاتهم في الأردن".
واستدرك قائلا إن "علاقات عبد الله مع حكام الإمارات والسعودية ليست على ما يرام منذ البداية؛ على خلفية صفقة القرن، فقد مارست الرياض وأبو ظبي ضغوطا على عمان للمشاركة في قمة البحرين، فأرسل الملك وفدا متواضعا، ويخشى أن تكون السعودية حصلت على ضمانات أمريكية بدعم صفقة القرن مقابل منحها موطئ قدم في القدس، وهو موضوع حساس جدا للعائلة الهاشمية باعتبارها وصية على الأماكن المقدسة".
وأوضح أن "ذلك ما دفع الأردن للتقارب مع قطر مؤخرا، وعين سفيرا له في الدوحة؛ لأن عمان لا تشارك الرباعية العربية بفرض حصارها على الدوحة، ربما من أجل الحصول على مساعدات اقتصادية سخية منها لإنعاش اقتصاد المملكة المتداعي".