هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ناشد حقوقيون مغاربة، البابا فرانسيس، للتدخل لدى العاهل المغربي، الملك محمد السادس، والمسؤولين من أجل إطلاق سراح معتقلي الحراكات الاجتماعية، خاصة معتقلي الريف وجرادة.
ويوجد العشرات من نشطاء حراك الريف وجرادة الذين خرجوا في مسيرات للمطالبة بتنمية مناطقهم في حالة اعتقال، وتصل محكومية بعضهم إلى 20 سنة سجنا نافذة.
وجاء في الرسالة الموقعة من طرف مدافعين عن حقوق الإنسان ووجهت إلى بابا الفاتيكان الذي يزور المغرب يومي 30 و31 آذار/ مارس الجاري، واطلعت عليها "عربي21"، إنه "لنا عظيم الشرف أن تحلوا بيننا، لتستأنفوا نشر رسالتكم من أجل السلام والتسامح واحترام إنسانية البشر كافة، باعتبارها القيمة الأسمى، بغض النظر عن جميع الرهانات السياسية والاقتصادية والثقافية، في سياق دولي يشرعن للأسف العنف و التمييز".
وأضافت الرسالة: "تحلون بالمغرب في سياق مطبوع باعتقال سياسي لأكثر من 100 مواطن شاب، بسبب مشاركتهم في المظاهرات الأخيرة، وخصوصا بالريف وجرادة".
وتابعت: "تقولون قداسة البابا: "إذا كان عضو واحد يعاني ، فإن جميع الأعضاء تعاني معه" (1 Cor 12,26). هذا هو الحال اليوم في المغرب، مئات الأسر والأمهات يعانون بسبب اعتقال أبنائهم، الذين خرجوا للتظاهر من أجل حقوقهم المشروعة والمعترف بها عالمياً. وقد وصلت الأحكام في حق بعضهم حد عشرين سنة سجنا نافذة،، أشخاص أبرياء طالبوا بالكرامة والمساواة والعدالة الاجتماعية".
اقرأ أيضا: استنفار أمني بالمغرب استعدادا لاستقبال بابا الفاتيكان
وأوضح النشطاء أنهم لا يبتغون من خلال مراسلة البابا "الضغط على المملكة المغربية، وفي الوقت نفسه، لا نعتبر تدخلكم في هذا الموضوع تدخلا أجنبيا، فنحن نحترم سيادة وطننا الذي نفتخر به، والذي نتمنى له دوما التقدم للأمام".
ودعوا البابا فرانسيس إلى توظيف، خلال تواجده بالمغرب، لمكانته الرمزية "بحيث يضع المسؤولون المغاربة حداً لهذا الملف (معتقلي الحراكات الاجتماعية)، من خلال إطلاق سراح هؤلاء الشباب، مراعاة لشخصكم الكريم الذي يحظى بالاحترام الكبير سواء من طرف مسؤولينا أو من عموم شعبنا".
وأشار النشطاء إلى أن "المجتمعات اليوم يجب أن تبنى على الاحترام المتبادل والحوار، وليس على التسلط والعنف"، معربين عن أملهم أن ينقل البابا فرانسيس "هذه الرسالة إلى الملك محمد السادس وإلى مسؤولينا، وأن تصل آهات ودموع مئات الأمهات لوضع حد لهذه المأساة".
وأوضح الحقوقيون في رسالتهم إلى أن مأساة اعتقال نشطاء الحراكات الاجتماعية "تخلف ندوبا عميقة، تولد الألم واليأس، تتجاوز المعتقلين، لتطول أيضا كل أحبابهم، وكل الذين يدافعون عن العدالة في جميع أنحاء العالم".
وسجلوا أن "معاناة المعتقلين وعائلاتهم هي معاناتنا جميعا؛ لهذا السبب، نلتمس منكم التدخل، حتى تعم الفرحة قلوب هذه العائلات، وحتى يحتفظ جيل بأكمله بالأمل في مغرب الكرامة والحرية".
وأكدوا أن توجههم لبابا الفاتيكان "بعيد عن أي رهان سياسي، فباعثه إنساني محض. لقد تظاهر هؤلاء الشباب (المعتقلون) من أجل أهداف إنسانية، ويستحقون بالمقابل بسبب هذه المثل الإنسانية الحرية، وردا إيجابيا من المسؤولين على مطالبهم".
واعتقلت السلطات المغربية، العشرات من نشطاء الحراك في جرادة والريف بعد احتجاجات طالبوا خلالها بتنمية مناطقهم خلال العامين الماضيين، وحكم عليهم بما مجموعه 200 سنة سجنا مع النفاذ، وفق منابر إعلامية محلية.
ومن المرتقب أن يصل البابا إلى مطار الرباط سلا الدولي غدا السبت عند الساعة الثانية بعد الزوال بتوقيت المغرب، وبعدها سينتقل إلى القصر الملكي بالرباط لحضور حفل الترحيب في ساحة المشور؛ ثم سيلْتقي بعدَ ذلك بممثلي الشعب المغربي والسلطات والمجتمع المدني والسلك الدبلوماسي في ساحة حسان، قبل أن يلقي خطابا بالمناسبة في باحة المسجد.
كما سيقوم البابا بزيارة مجاملة للملك محمد السادس في القصر الملكي بالرباط، قبل أن ينتقلَ إلى زيارة معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين؛ بينما سيقوم في مساء اليوم الأول بعقد جلسة مع عدد من المهاجرين. أما في اليوم الثاني فسيلتقي البابا فرنسيس بعدد من الكهنة ورجال الدين وممثلي مجلس الكنائس العالمي في كاتدرائية الرباط، وسيقوم بإلقاء خطاب جماهيري في ملعب مولاي عبد الله بالرباط، وفق ما تناقلته منابر إعلامية محلية.
وتأتي زيارة البابا فرنسيس إلى المغرب بعد 34 عاما على زيارة البابا يوحنا بولس الثاني، صيف 1985، التي تميزت بلقاء ديني مع حوالي 80 ألف شاب في ملعب رياضي. واستقبل الفاتيكان في تشرين الثاني/ نوفمبر 1991، الملك الراحل الحسن الثاني (والد الملك محمد السادس) الذي كان أول رئيس دولة عربية يوجه دعوة إلى بابا.