هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشف محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي، الخميس، عن أسباب تفوق المشروع الإيراني وهيمنته على العراق، وغياب الحضور العربي وحتى الأمريكي على الرغم من احتلاله للبلد.
وقال النجيفي لـ"عربي21" إن "هناك إرادة عراقية رافضة للهيمنة الإيرانية، تحظى أحيانا بدعم خارجي، لكنه غير ممنهج وليس ضمن مشروع، على عكس الإرادة الإيرانية التي تمتلك المشروع الذي تسير عليه".
وأضاف أن "عدم تنظيم المعارضة العراقية للهيمنة الإيرانية رغم قوتها، يجعل الكفة راجحة باتجاه المشروع الإيراني لأنه منظم".
اقرأ أيضا: النجيفي لـ"عربي21": هذا ما خسره العراق بعد إقصاء السنة
وبخصوص غياب تركيا عن الوضع السياسي في العراق، قال النجيفي إن "تركيا هي أحد العوامل المهمة في المنطقة وليست العراق فقط، ولكن حتى الآن تركيا لم تضع مشروعا، ولم تفتح حوار بناء مشروع".
وأكد أن "تركيا ليس لديها مشروع في العراق واهتمامها الوحيد هو الناحية الأمنية من حزب العمال الكردستاني المتواجد في مناطق من العراق لحفظ الأمن في بلادها".
تفوق إيران
وحول عدم تبني تركيا للأحزاب السنية في العراق كما تفعل إيران مع أحزاب الشيعة، قال النجيفي إن "هناك فرقا في الثقل، فعندما تتحدث عن دولة فهي لديها مصالحها واستراتيجيتها في العمل، فلا نستطيع نحن كأفراد تغيير إاستراتيجية دولة ليست دولتنا".
وتساءل: "هل أصبحت القوى السياسية في المنطقة، سواء كانت عراقية أم تركية أم سورية أم أردنية أم حتى خليجية، تفكر بالمستقبل المشترك لهذه المنطقة؟ يجب عليها أن تبدأ حوارا حول مستقبل استقرار المنطقة، وأن لا يذهب هذا الحوار إلى العداء مع إيران لأنها جزء من المنطقة، وإنما يجب أن يذهب لمرحلة استقرار المنطقة وأن يبنى على العلاقات الطبيعية بين مجتمعاتها".
اقرأ أيضا: النجيفي لـ"عربي21": لهذا تمنع وزارة الدفاع عن أي سُني قوي
وأردف النجيفي قائلا: "الدولتان التركية والإيرانية، تفكران بمصالحهما، ونحن الآن بحاجة لطرح أفكار أمام هذه الدول تتقدم مؤسسات الدولة، لاستقرار المنطقة وتناقش المخاطر من استمرار الفوضى بالمنطقة، وإيجاد رؤية مشتركة لاستقرارها".
ولفت القيادي في تحالف القرار العراقي إلى أن "الدول إذا وجدت هناك فكرة تقتنع بها شعوب المنطقة، فإن هذه الدول ستعود لبناء استراتيجياتها، بموجب هذه الفكرة المشتركة".
وبخصوص أسباب الوضع السني الضعيف والمشتت بعد حكمهم الطويل للعراق، قال النجيفي إن "التغيير الذي حصل في العراق كان بقوى خارجية لذلك فإن المعادلة لن تتغير بعوامل داخلية".
وأضاف أن "قوى خارجية وهي الاحتلال الأمريكي، هي التي أزاحت طبقة سياسية معينة وحجمت السنة وسلمت السلطة للشيعة، لذلك فقد تصدر المشروع الإيراني، واستمرت لفترة طويلة أمريكا تدعمه حتى نهاية ولاية الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما".
وأردف النجيفي قائلا: "وبعد مجيء ترامب لرئاسة الولايات المتحدة، ما زالت الكثير من المؤسسات الأمريكية لم تغير رؤيتها، لكنهم الآن يفكرون بعدم ترك العراق يصبح من حصة إيران منفردة وحدها".
اقرأ أيضا: النجيفي يكشف لـ"عربي21" دور إيران بالفساد في العراق (شاهد)
خطأ تركيا الجسيم
ورأى محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي أن "تركيا أخطأت خطأ جسيما لأنها لم تشارك باحتلال العراق وإلا لتغيرت المعادلة في المنطقة"، مؤكدا أنه "حتى أمريكا التي احتلت العراق لم يكن لديها مشروع لما بعد الاحتلال".
وأشار إلى أن "الدول العربية ليس لديها نضوج حقيقي لتكون لديها مشاريع، وما حدث في العراق أن هناك مشروعا واحدا هو الإيراني، وهناك جهود لعرقلة المشروع الإيراني ولكنها لا ترتقي لتكون مشروعا بديلا".
وبين النجيفي أن "السعودية ليس لديها مشروع في العراق والأردن والإمارات والكويت يتعاملون مع العراق كدولة، ويتعاملون معها بشكل خارجي ويهمهم شيء واحد أن لا يؤثر ما يحصل في العراق عليهم".
وتابع: "حتى في معركة داعش لم تطرح أي جهة مناقشة ما بعد داعش وبالتالي فقد ترك المجال لمن يسيطر على الأرض ليقرر ما بعد داعش. ومن سيطر كان الحشد الشعبي وحصد الثمرة كلها".
غياب المشروع السني
وبخصوص غياب المشروع السني في العراق، قال النجيفي إن "أسبابا عدة وراء عدم ارتقاء السنة لبناء مشروع في العراق، ومن أهمها: في فترة حزب البعث حصر القيادة بحزبه ولم يدع المجال لتنمو الأحزاب السياسية، وما نما كان فقط أحزابا شيعية وكردية".
وعن أسباب ضعف السنة في العراق، قال النجيفي: "لا أستطيع أن أحمل شخصية سنية وهذا ظلم، لأنها لا تمتلك أدوات وأحزابا كثيرة لذلك فإنها لا يمكن أن تواجه مخططات دول كبيرة".
وحول ما إذا كان خيار الإقليم ما زال مطروحا، قال النجيفي: "رغم أنه أصعب من السابق إلا أنه لا يوجد بديل عنه إقليم إداري للسنة، لكن القضية لا تزال مطروحة وستنطلق من البصرة التي لن تتوقف حتى تنال ذلك".
اقرأ أيضا: النجيفي يروي لـ"عربي21" تفاصيل خطة إسقاط الموصل (شاهد)
وأكد محافظ نينوى السابق، أنه "عندما يكون هناك إقليم في البصرة فسينسحب ذلك على بقية المناطق"، لافتا إلى أن "مؤسسات الدولة في الموصل كانت جاهزة للتحول إلى إقليم، لكن دخول داعش وتدمير المؤسسات سيؤخر الموضوع".
وبين أنه بشأن "الموصل قبل 2014 كانت هناك مع بغداد مباحثات على نقل الصلاحيات وتشكلت لجان لتهيئة دوائر المحافظة على نقل الصلاحيات وكانت نينوى متفوقة على باقي المحافظات وفق تقييم وزاري، لكن اليوم نينوى هي الأخيرة وبدأت تنقل الصلاحيات إلى باقي المحافظات وتستثني نينوى، وهذا سيعرقل أو يصعب من عملية إنشاء الإقليم".
وفي مقارنة بين ما شهدته إيران بعد الثورة، وما جرى للعراق بعد الاحتلال، قال النجيفي إن "الفرق بين العراق وإيران، هو أن حكام إيران ظلوا يحافظون على الدولة ومؤسساتها على الرغم من قمعهم".
وأضاف: "رغم أن إيران تعرضت لحرب مع العراق، فإنها لم تضحِّ بدولتها، على عكس العراق الذي أول ما ضرب فيه هو الدولة، ولاسيما بحل الجيش بمؤسساته والأجهزة الأمنية والقضاء بمفاصله والتعليم بتشكيلاته".