هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تحدث محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي في مقابلة خاصة مع "عربي21"، الثلاثاء، عن مجمل المشهد السياسي العراقي، والخلافات القائمة حول مرشحي الوزارات، إضافة إلى طبيعة التحالفات السياسية بالبلد.
وقال النجيفي، إن الخلاف على الوزراء المتبقين في حكومة عادل عبد المهدي، يكاد ينحصر في حقيبة وزارة الداخلية (مخصصة للشيعة)، نافيا أن تكون وزارة الدفاع (مخصصة للسنة) هي العقبة في إكمال التشكيلة الحكومية.
وأضاف القيادي في تحالف القرار العراقي أن "الخلاف على وزارة الداخلية، يكمن في أهمية الوزارة وتفصيلاتها الكثيرة، وكذلك لأنها كانت بيد شخصيات من منظمة بدر، والآن يراد لها أن تذهب لجهة أخرى".
لماذا مرشح شيعي للدفاع؟
وبخصوص وزارة الدفاع، قال النجيفي إن "وزارة الدفاع لا خلاف عليها، حتى لو رشح رئيس الوزراء قائدا عسكريا من الشيعة يستطيع إعادة للجيش العراقي وحصر السلاح بيد الدولة وضبط المليشيات".
ولفت القيادي في تحالف القرار العراقي إلى أن "الأطراف السياسية الشيعية ترفض تسليم وزارة الدفاع، لشخصية سنية قوية لأنهم لازالوا يعتقدون أنه قد يحدث انقلابا عسكريا، وعلى أساس ذلك هم يرفضون أي شخصية قوية يقدمها السنة".
وحول بقية الوزراء المختلف عليهم، أوضح النجيفي أن "عبد المهدي مكبل بالكتل، فإذا تمت تسمية الوزراء والحصول على أغلبية ستدخل الوزارة مباشرة في اصطدام مع الكتل السياسية، حيث ستتحول الكتل التي لم تنجح إلى معارضة، وبهذا سنكون أمام أزمات جديدة".
اقرأ أيضا: برلمان العراق يمنح الثقة لثلاثة وزراء من أصل ثمانية مؤجلين
وأعرب النجيفي عن اعتقاده أن "عبد المهدي، بل العراق كله لا يحتمل وجود معارضة فالوضع متأزم وهش"، مؤكدا أن "جميع الأطراف الشيعية في العراق ضعيفة، وما أبقاهم في السلطة أنهم يستندون على بعضهم البعض، وإذا تخلخل هذا البنيان ستكون هناك مشاكل كبيرة لن يتمكنوا من حلها".
السُنة أمام خيارين
وتطرق النجيفي إلى وضع السنة بالعراق، وبناء الدولة بالقول: "نحن أمام خيارين: إما بناء الدولة، أو الحصول على مناصب عن طريق المحاصصة تحمي المكون ويجب أن نتحرك بين هاتين المعضلتين".
وأوضح: "إذا أغفلنا بناء الدولة فنحن أكبر الخاسرين لأن السنة ليس لهم وعاء إلا الدولة، فلو أننا أعطينا الدولة أو نجحنا ببنائها لا يهمنا أن نحصل على أي منصب، الأهم من المناصب هو بناء دولة".
وتابع النجيفي قائلا: "نحن بحاجة إلى إعادة بناء مؤسسات الدولة، إذا كنت أريد أن يكون النفع للمجتمع السني والعراقي ككل أبني دولة، لأن السنة بدون دولة لا يمكن أن يبدعوا ولا يمكن أن يمارسوا دورهم وهذه طبيعتهم، بخلاف الشيعة الذين لديهم الوعاء المذهبي".
مشاريع بناء الدولة
وبخصوص ملف الحشد الشعبي، قال النجيفي: "إذا ذهبنا إلى مفهوم الدولة العراقية، فإنها لم تبن حتى الآن، لكنها تتجه إلى شكل معين من أشكال الدولة، مع وجود مشاريع لبناء دولة تحملها جهات معينة وكل جهة لديها فكرة".
وأكد أن "جميع هذه المشاريع اتفقت على عامل الزمن لتنفيذ مشاريعها، فهناك جهات كانت تريد أن تبني دولة دينية شيعية على مفهوم إيران، وآخرون من الشيعة من يريد أن تكون هناك دولة علمانية ولكن تقودها شخصيات شيعية، وهناك من يريد أن يبني الدولة العراقية".
وأشار النجيفي إلى أن "بعض الأطراف السياسية الشيعية تسعى إلى تحويل الحشد الشعبي إلى حرس ثوري عراقي، على غرار الحرس الثوري الإيراني".
وأما في الحالة الكردية، فإنه بحسب النجيفي: "الأكراد يفكرون ببناء الدولة الكردية، ولكنهم فشلوا بمشروعهم ويحاولون إعادة ترتيب أوراقهم من جديد لأنهم باستفتائهم على الدستور رجعوا خطوة إلى الوراء".
وبشأن مشروع السنة، أوضح النجيفي أن "السنة أخرجوا في الوقت الحاضر عن التأثير في الساحة السياسية".
ولفت إلى أن "هذه الأفكار المختلفة استمرت بالصراع والخلاف سائر بهذا الاتجاه، لذلك قبلت هذه الأطراف بدستور غير واضح فيه غموض يحتاج إلى قوانين وتفصيلات كثيرة".
من يقود سنة العراق؟
وحول القيادات السنية التي تصدرت المشهد حاليا، قال النجيفي إن "القيادات السنية التي كان لها رأي سني في طريقة تشكيل الدولة العراقية، أصبحوا من الآراء المنزوية، ومنهم أسامة النجيفي وصالح المطلك وإياد علاوي وآخرين المنضوين في تحالف الإصلاح (يضم الصدر والحكيم)".
وأردف: "وعاد إلى الظهور الجهات التي لا تختلف مع الأطراف الأخرى بتشكيل الدولة، أما القيادات التي ظهرت ارتأت أخذ طريق تحالف البناء (يضم المالكي والعامري)، وهؤلاء ليسوا قيادات سنية بل قيادات مصالح فهم ليس لهم وجهة نظر سياسية في بناء الدولة.
وشدد على أن من مصلحة قادة السنة السابقين أن "لا يظهروا بصفتنا من يحمل هذا المشروع الذي ذهبت إليه القيادات الحالية، بل مصلحتنا أن يكون معنا أطراف شيعية تحمل هذا مشروع بناء الدولة".
ورأى أن "الشخصيات المتصدرة حاليا لا تملك وجهة نظر في مشروع الدولة العراقية، وبالتالي لا نعطيهم الفرصة ليلبسوا مشروعهم مشروع الدولة العراقية بالاتهام الطائفي الذي يمكن أن يفشل أي مشروع سني".
وتساءل النجيفي قائلا: "ما هي الرؤية السياسية لشخصيات مثل أحمد الجبوري (أبو مازن) رئيس كتلة تحالف المحور السني في البرلمان (أكبر كتلة للسنة)، وحتى حليفاه زعيم حزب الحل جمال الكربولي، والأمين العام للمشروع العربي خميس الخنجر، ما مشروعهم السياسي؟".
اقرأ أيضا: النجيفي لـ"عربي21": هذا ما خسره العراق بعد إقصاء السنة