نشرت صحيفة
"لوموند" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن محاولة اللاجئين السوريين
والفلسطينيين مغادرة
لبنان، بغض النظر عن الوجهة التي سيرحلون إليها.
وقالت الصحيفة، في
تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن المئات من
الفلسطينيين غادروا لبنان
خلال الأشهر الأخيرة الماضية، بينما لا زال العديد من الشباب والعائلات الفلسطينية
يحلمون "بالجنة الأوروبية". وقد مر اللاجئون الفلسطينيون بالعديد من
البلدان على غرار إثيوبيا، والإكوادور، وفنزويلا قبل أن يصلوا إلى إسبانيا لتقديم
مطالب
اللجوء.
وأشارت الصحيفة إلى أن
هذه الرحلات تعد أكثر تكلفة من الفرار عبر البحر باتجاه جزيرة قبرص، التي يحلم بها
العديد من اللاجئين. في المقابل، ليس هناك ما يضمن حصولهم على الإقامة أو اللجوء
بمجرد وصولهم إلى أوروبا.
وعرضت الصحيفة قصة أم
خالد، وهي لاجئة فلسطينية تبلغ من العمر 42 سنة، تعيش في لبنان. وقد عانى ابنها
كثيرا في لبنان، فعلى الرغم من أنه متحصل على شهادة عليا، إلا أنه لم يجد عملا لأن
هذا البلد يحظر انخراط اللاجئين الفلسطينيين في العديد من المهن. وقالت أم خالد،
التي تنتظر منتصف هذا الشهر بفارغ الصبر نظرا لأن ابنها البكر سيعود من بلجيكا: "كان ابني خالد يتطلع منذ وقت طويل للرحيل عن لبنان، فجيل أبنائنا غير مستعد
لتقديم التضحيات التي قدمناها نحن في السابق".
وأضافت الصحيفة أن خالد
سيفقد نحو عشرة آلاف دولار (أي ما يعادل 8800 يورو) في حال عودته إلى لبنان، حيث
سيدفع منها نحو ثمانية آلاف إلى "مندوب الرحلات"، وهي التسمية التي
يطلقها الفلسطينيون على اللبناني الذي ينظم عملية مغادرتهم.
ونوهت الصحيفة بأن هؤلاء
المهربين يجنون ثروة مضمونة من خلال هذا النوع من الأعمال. في المقابل، يشعر
الشباب الفلسطيني باليأس من ضيق الآفاق في لبنان، حيث يعانون من التمييز والبؤس.
كما زادت معاناة اللاجئين الفلسطينيين أكثر بعد تخلي الولايات المتحدة عن تمويل وكالة
الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، علاوة عن تراجع
الخدمات التي تقدمها الأمم المتحدة للاجئين.
وأشارت الصحيفة إلى أن
طريق الهجرة إلى القارة العجوز تم غلقه أيضا. فمنذ بداية شهر تشرين الثاني/
نوفمبر، فرضت إسبانيا على الفلسطينيين الوافدين من لبنان تأشيرة مرور عبر أراضيها.
وبعد مضي أيام على هذا الإجراء، أعلنت الشرطة الإسبانية أنها فككت شبكة إجرامية
مقرها مدينة أميان الفرنسية، متهمة بتنظيم هجرة الفلسطينيين إلى أوروبا، كما تعرض
العديد من المحسوبين عليها إلى الاعتقال في كل من فرنسا وإسبانيا.
وأفادت الصحيفة بأن مخيم
البداوي، الواقع في ضواحي مدينة طرابلس شمال لبنان، سجل عدة عمليات هجرة سرية عبر
البحر باتجاه جزيرة قبرص، ولكن مجموعة صغيرة فقط من اللاجئين الفلسطينيين يكتب لها
الوصول. في الأثناء، يعتبر اللاجئون السوريون أكثر فئة تعبر البحر الأبيض المتوسط
نحو أوروبا انطلاقا من لبنان. فالسوريين يعانون الأمرين، فبلادهم لا تزال ترزح تحت
وطأة الحرب من جهة، وحياتهم كلاجئين في بلاد الأرز لم تعد تطاق من جهة أخرى.
ومنذ بداية هذا الصيف،
ارتفع نسق الهجرة غير الشرعية نحو الشواطئ القبرصية. ومن جهتها، صرحت قوات الأمن
اللبناني عن اعتراضها للعديد من القوارب التي تقل مهاجرين بصفة غير شرعية. ووفقا
لمكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في قبرص، فإن آخر قوارب تقل
مهاجرين من لبنان تعود إلى شهر تشرين الأول/ أكتوبر. وقد فضل بعض اللاجئين
المغادرة جوا، حيث يصل تقريبا كل أسبوع العشرات من اللاجئين السوريين إلى شمال
جزيرة قبرص، الخاضع للسيطرة التركية، قادمين من لبنان.
ونقلت الصحيفة قصة اللاجئ
الفلسطيني فؤاد، الذي عاد من البرازيل منذ شهر تشرين الثاني/ نوفمبر بعد أن فشل في
السفر إلى إسبانيا. وقد أكد فؤاد أنه خلال طريقه لم ير "أية شفقة أو
عطف"، أما والداه فيقيمان في بلجيكا في أحد
المخيمات.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)