هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت مجلة "نيوزويك" مقال رأي للكاتب طارق حمود، يقول فيه إنه بعد عام مضى على النقاشات السرية، فإن التقارير تشير إلى أن الرئيس دونالد ترامب سيكشف عن خطته للسلام في الشرق الأوسط في بداية عام 2019.
ويشير الكاتب في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن "صفقة القرن" تهدف إلى وضع استراتيجية سلام في المنطقة، والتوصل إلى تسوية سلمية دائمة للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني الطويل.
ويقول حمود إن "العملية الفاشلة التي قامت بها المخابرات الإسرائيلية في غزة، وأدت إلى دورة من العنف الذي لم يشهده القطاع منذ عام 2014، تشير إلى أن هناك حاجة لمقترح ترامب ليعالج المظالم العميقة، التي لم يتم حلها منذ سبعين عاما".
ويجد الكاتب أنه "لسوء الحظ، فإن احتمال التقدم بمقترح يعالج التعقيدات والفروق الدقيقة للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني بعيد، ففي هذا الشهر مضى نصف عام على نقل الرئيس ترامب السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، ففي طرفة عين خفض الرئيس موضوعا خلافيا مضى عليه 70 عاما إلى سياسة تعاقدية، مظهرا مستوى من عدم الفهم لاعتبارات أو عدم اهتمام بالعناصر الأساسية للنزاع، وهناك قدر من الشعور بالخيبة من الطرفين، خاصة الجانب الفلسطيني من منظور الخطة وقدرتها على تقديم حل دائم، ومن هنا فإن على الولايات المتحدة زيادة دورها، والتعامل مع النزاع بطريقة جدية، أو عليها التنحي جانبا، وترك طرف آخر يتولى القيادة".
ويفيد حمود بأنه "حتى الآن، فإن السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط ركزت على قتال الإرهاب، واحتواء إيران، ودعم إسرائيل، وعليه فإن نهجه تجاه النزاع الإسرائيلي الفلسطيني هو انعكاس لهذه الاستراتيجية، فقد لعب كلا الشعبين ضد بعضهما، وبعد نقل السفارة إلى القدس أعلن بشكل غريب أن (الفلسطينيين سيحصلون على شيء جيد لأن الدور سيأتي عليهم)، ولم يؤد هذا إلى بناء ثقة لدى أي من الطرفين، مع أن الفلسطينيين شعروا بالمرارة".
ويلفت الكاتب إلى أن "الرئيس أعلن بعد هذا القرار عن وقف المساعدات لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، وأمر بإغلاق بعثة المنظمة في واشنطن، وتهدد هذه الأفعال بتنفير الشعب الفلسطيني، وفي ظل غياب نهج قوي وواضح للنزاع فإن صفقة الرئيس ستنزل على آذان صماء، وسيرفض الفلسطينيون الصفقة كما أظهر رئيس السلطة الوطنية محمود عباس، وفي الوقت الحالي فإن الصفقة ليست قوية، بحيث تدفع الطرفين إلى طاولة المفاوضات".
ويرى حمود إن هناك ثلاث نقاط يمكن للرئيس دونالد ترامب ملاحظتها، ويمكن أن تحدث تحولا واضحا في السياسة، وهي تحولات يمكن في النهاية أن تساعد على التوصل إلى حل قابل للحياة بين إسرائيل وفلسطين.
النقطة الأولى: إظهار قيادة حاسمة، فقد قامت الولايات المتحدة تقليديا بصفتها عرابا نزيها بين إسرائيل والفلسطينيين، إلا أن المشاركة في حفلة رقص مع القادة العسكريين، والدفاع عن النظام السعودي رغم الأدلة على التورط في القتل خارج القانون لمواطن سعودي مقيم في الولايات المتحدة، وهو جمال خاشقجي، من أجل صفقات السلاح، والمساعدة العسكرية للتحالف السعودي الذي تقوده السعودية في اليمن، تكشف عن فشل الرئيس ترامب في الالتزام بمعايير حقوق الإنسان، وحتى تكون أمريكا قادرة على تحقيق صفقة السلام فإن عليها أن تقدم نموذجا للقيادة.
النقطة الثانية: إعادة تقييم الاستراتيجية الحالية من أجل فهم التعقيدات والفروق الدقيقة التي تغذي النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، ولم يتم بعد تقرير مصير إسرائيل أو فلسطين، ولم يفت الوقت لتغيير الاستراتيجية، وفي الحقيقة فإن هذا سيردد أفعال الإدارتين السابقتين اللتين تغيرتا بعد الانتخابات النصفية.
وينوه الكاتب إلى أنه "في عام 2006، وبعد انتصار الديمقراطيين في الكونغرس، فإن إدارة جورج دبليو بوش قررت تغيير استراتيجيته في العراق، وفي عام 2010، بعد انتصار الجمهوريين في الانتخابات النصفية، دعم أوباما الحملة العسكرية في ليبيا، فيما يواجه ترامب الآن لحظة الحقيقة، ويجب عليه استغلال الوقت والقيام بإعادة تقييم الطريقة التي تتخذ فيها القرارات التي تترك آثارا ملموسة على الأرض، خاصة فيما يتعلق بنزاع حي وعاطفي مثل هذا النزاع. ولو فشل فإن العنف الذي يدور ويتصاعد في غزة خلال الأشهر الستة الماضية قد يتطور إلى عنف واسع ومدمر، ما سيطيل أمد دوامة العنف".
النقطة الثالثة: يجب تحميل إسرائيل مسؤولية أفعالها، التي تعد خرقا للقانون الدولي وانتهاكا لحقوق الإنسان، خاصة في سياق بناء المستوطنات في الضفة الغربية، واستخدام القوة المفرطة ضد المدنيين الفلسطينيين، وهذه النقطة تؤكد النقطة الأولى: يجب على الولايات المتحدة أن تكون مثالا يحتذى، فخطط إسرائيل تدمير القرية البدوية في الخان الأحمر هي مثال رئيسي على فشل الولايات المتحدة في الالتزام بهذه المبادئ من خلال عدم إصدار بيان واضح بشأن خطط الهدم.
ويبين حمود أن "هناك عدم وضوح في هذه المرحلة حول (خطة القرن) وما تحمله من تفاصيل، وبناء على الأفعال التي اتخذتها الإدارة حتى الآن فإن المستقبل يبدو قاتما، فالسياسة التي يتبناها ترامب في شؤون السياسة الخارجية يبدو أنه سيواصل تبنيها على المدى البعيد، ويشعر الفلسطينيون بالخيبة من استمرار الوضع القائم، وهم محقون في هذا، وعليهم ألا يعتمدوا على الولايات المتحدة كي تكون المفاوض الرئيسي، ويجب عليهم البحث عن شركاء بدلاء".
ويختم الكاتب مقاله بالقول إنه "بعد الإعلان عن وقف واشنطن الدعم عن الـ(أونروا)، فإن عدة دول زادت من دعمها لتعويض النقص الذي نتج بسبب القرار الأمريكي، فيما تتطلع الدول الأوروبية والاتحاد الأوروبي لأن تحل محل أمريكا".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)