هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "لوب لوغ" مقالا لرئيس المعهد العربي الأمريكي جيمس زغبي، يقول فيه إن الأمر لم يكن سهلا أبدا بالنسبة للعرب الأمريكيين أن يدافعوا عن حقوق الفلسطينيين، مستدركا بأنه رغم تحقيق تقدم كبير، إلا أن التحديات تستمر في التنامي.
ويقول زغبي: "لقد تعلمت من البداية بأن هذه لن تكون معركة عادلة، فضمن جهودهم التي لا تنقطع لإسكات صوتنا، شن مؤيدو إسرائيل حملة لا هوادة فيها لنزع الشرعية عنا، فخلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي قامت مجموعات، مثل رابطة مكافحة التشهير (ADL) واللجنة اليهودية الأمريكية (AJC)، باستخدام رصيدها في محاربة التعصب والظلم لتشويه سمعتنا ومنعنا من المشاركة السياسية".
ويضيف الكاتب: "أذكر عندما كنت بروفيسورا شابا، ورأيت للمرة الأولى ما كتب عني وعن زملائي العرب الأمريكيين في كتب تلك المجموعات -وهو ما جعلني أشعر أنني مهدد- ولم تكن الكتب فقط، لكن أساليب التشوية التي استخدمتها تلك المجموعات ضدنا ما جعل الأمر أسوأ، عندما كنا نذهب لمقابلات عمل، وعندما كنا ندعى لإلقاء كلمات، أو عندما كنا نظهر في الإعلام فإن التشويه كان يسبقنا".
ويتابع زغبي في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، قائلا: "دعيت عام 1978 للبيت الأبيض لاجتماع لقادة الإثنيات مع نائب الرئيس والتر مونديل، وبعد ثلاثة أيام من ذلك الاجتماع، جاءني اتصال من المكتب الذي دعاني في البيت الأبيض، ليقول لي بأنه وصلتهم شكاوى من كبار المنظمات اليهودية، بأني (عربي أمريكي مؤيد للفلسطينيين)، ولذلك فإنهم لن يستطيعوا دعوتي للاجتماعات القادمة، وكان موظفو نائب الرئيس غير مرتاحين لما سمعوه عني".
ويواصل الكاتب: "حدث شيء شبيه بعد عدة سنوات، عندما حاول عدد من المجتمعات الإثنية المختلفة تشكيل مجلس إثني، ودعوني لترؤس مجموعة تتعامل مع الصورة النمطية للأقليات الإثنية في الإعلام، ولم يكن رد فعل رئاسة (ADL) فقط بمعارضة انخراطي، ومقاطعة الاجتماع، لكنهم شنوا حملة وطلبوا من الآخرين الانضمام إليهم".
ويعلق زغبي قائلا: "لم يكن حالنا أفضل مع الليبراليين في مجتمع السلام وحقوق الإنسان، فعندما قدمت حملة حقوق الإنسان في فلسطين لعضوية الائتلاف من أجل سياسة خارجية وعسكرية جديدة، كان الرد بأنه يجب أن تصوت المنظمات العضوة في الائتلاف على طلبنا وكسبنا الصوت، ومع ذلك طلب منا أن نسحب الطلب؛ لأن ثلاث منظمات يهودية قالت إنها ستنسحب احتجاجا إن تم قبول عضويتنا، وبعد عامين حدث الشيء ذاته عندما تقدمت اللجنة الأمريكية العربية لمكافحة التمييز للائتلاف، فقمنا بالاحتجاج، وأصررنا على اجتماع عام لنطرح وجهة نظرنا للعضوية، ومرة أخرى لم يعارض من بين أكثر من 50 جمعية منضمة للائتلاف سوى الثلاث منظمات ذاتها، وكانت حجتهم بأن دخولنا (سيفقد الائتلاف مصداقيته في الكونغرس)، وأنه سيتسبب بخسارة التمويل، وتم استثناؤنا من العضوية".
ويشير الكاتب إلى أنه "في عام 1983 دعينا للمشاركة في ذكرى إحياء الذكرى العشرين لمسيرة مارتين لوثر كنغ إلى واشنطن، ومرة أخرى حاولت المجموعات المرتبطة بـ(ADL) سحب دعوتنا، وأن يحرم السيناتور جيمس أبو رزق من الخطاب في المسيرة، لكن هذه المرة، وبسبب الدعم القوي لنا من القس جيسي جاكسون وجوزيف لواري وعضو الكونغرس والتر فونتروي، فإننا بقينا في قيادة المسيرة، وألقى أبو رزق كلمة فيها".
ويلفت زغبي إلى أنه "عندما ترشح جاكسون للرئاسة عام 1984، فإنه عينني نائبا لمدير حملته الانتخابية، وتضمن تحالفه عربا أمريكيين، وأثار قضية العدالة للفلسطينيين، لكنه واجه ضغطا شديدا من مؤيدي إسرائيل للتخلي عن العمل مع العرب الأمريكيين، وأن يصمت بشأن حقوق الإنسان الفلسطيني، وكنت أحضر اجتماعا بين جاكسون والسيناتور ألان كرانستون، الذي كان على وشك الانسحاب من السباق، حيث قال لجاكسون بأنه يرغب في تأييده، لكنه لا يستطيع بسبب دعمه للفلسطينيين، وعندما رد جاكسون بالقول إن حملته تسعى للعمل مع كل من اليهود الأمريكيين والعرب الأمريكيين، وتسعى لجمعهم، سخر كرانستون، وأشار إلي مستخدما مصطلحا مهينا (عربي مجنون)".
ويقول الكاتب: "هذه ليست سوى أمثلة قليلة من التجارب الشخصية لجهود تشويه سمعتنا، ومنعنا من المشاركة السياسية، وإسكات أصواتنا، وأصدر المعهد العربي الأمريكي معالجة شاملة لهذا التاريخ بعنوان (سياسة الاستثناء)، واحتوى هذا السجل على حالات قام فيها المرشحون بإعادة تبرعات من التجار العرب الأمريكيين؛ لأنهم أثاروا قضية فلسطين مع المرشح، وحيث رفض المرشحون مصادقات مجموعات التيار الرئيسي من العرب الأمريكيين، أو أنه تم الضغط عليهم لإعفاء العاملين من العرب الأمريكيين، وأخبروا بأنهم سيدفعون ثمن احتواء المجتمع (العربيٍ) في حملاتهم".
ويعلق زغبي قائلا: "عندما أنظر إلى التقدم الذي أحرزناه فإنه لا يمكنني إلا أن أشعر بالفخر؛ بسبب الطريقة التي صبر به مجتمعنا، بالرغم من العقبات التي واجهناها، وعندما نقارن جهودنا مع المجتمعات الإثنية الأخرى التي تدافع عن قضاياها، فإنه يجب الإشارة إلى أن وضعنا كان فريدا، فبالإضافة إلى التعامل مع صعوبات التنظيم السياسي كلها، فإنه كان علينا أن نواجه التحدي الإضافي المتمثل في اتباع نهج لا قيمة له في السياسة، وبالنسبة لمقعدنا على الطاولة فإنه كان علينا أن نواجه المدافعين عن إسرائيل الأكثر قوة، الذين لم يختلفوا معنا فحسب، لكنهم استخدموا نفوذهم الكبير لحرماننا من الحق في التفاعل في السياسة الأمريكية".
ويؤكد الكاتب قائلا: "لا تزال التحديات موجودة اليوم، لكنها اتخذت أشكالا جديدة أكثر خطورة، فلم تعد مجموعات التيار الرئيسي اليهودية تنشر في كتبها أسماء الأشخاص والمنظمات المؤيدة لفلسطين، لكن بعضها حول هذا الجهد لمنظمات تمول سريا، مثل (كناري مشن)، وتحتفظ المجموعات، مثل لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (إيباك) بنفوذها لتشويه المجموعات التي نشأت داخل المجتمع اليهودي من (جي ستريت) الوسط الى (جويش فويس فور بيس) الأكثر تقدمية، وكذلك (إف نوت ناو)، وتعمل على منعها من نشر نفوذها في الكونغرس أو في الجامعات أو المجتمع اليهودي، وبعض هذه المجموعات يوفر نفوذه لمنع التعيينات الرئاسية، أو إسكات أعضاء الكونغرس عندما يخشى من عدم التزام هؤلاء الأشخاص بالخط المرسوم لهم في مسألة الدعم لإسرائيل دون نقاش".
ويفيد زغبي بأن "أعداء حقوق الإنسان الفلسطيني عثروا على استراتيجية جديدة أكثر خطورة لنزع الشرعية عن الأصوات المناصرة لفلسطين وإسكاتها، فالجهود المبذولة لتمرير قانون الوعي بمعاداة السامية وقانون مكافحة مقاطعة إسرائيل، تهدف للشيء ذاته، وهو إسكات أي منتقد لمعاملة إسرائيل للفلسطينيين بتجريم أي انتقاد لإسرائيل".
وينوه الكاتب إلى أن "كلا الجهدين يتعارضان مع الدستور، لكن الهدف هو ليس التصويت على قوانين جيدة، لكن لعكس النفوذ الذي تملكه بعض المنظمات الداعمة لإسرائيل إجبار الكونغرس على القفز من خلال طوق غير دستوري لتخويف وإسكات المنظمات والأشخاص الذين يجرأون ويتحدون التصرفات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، ومسودات القوانين هذه ليست سوى (نبيذ قديم في زجاجات جديدة)".
ويستدرك زعبي قائلا: "لكن الأخبار الجيدة هي أن هذه الجهود ستفشل، فهناك معارضة قوية تقوم بها المنظمات اليهودية التقدمية، والتيار الرئيسي من المجتمعات المسيحية، والمجموعات الطلابية المؤيدة للفلسطينيين، والعرب الأمريكيين والمدافعين عن الحريات المدنية، وهناك قضايا مرفوعة في المحاكم تتحدى دستورية القوانين المعارضة للمقاطعة، التي تم تمريرها في عدة ولايات، ونجحت منها دعوتان في كانساس وإريزونا، ونجحت الجهود في زيادة زخم توصيف تلك القوانين على أنها تهديد لحرية التعبير، وهي بالفعل كذلك، ولذلك كما في التحديات السابقة سنواجه هذه التحديات ونفوز".
ويختم الكاتب مقالته قائلا: "إن المكافحة لأجل تحقيق العدل لم تكن في يوم من الأيام أمرا سهلا، وهذا الأمر لم يكن سهلا بالذات أبدا، وأعداؤنا يجعلونه أكثر صعوبة، لكنهم فشلوا في إسكاتنا في الماضي وسيفشلون هذه المرة أيضا".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)