هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
طرح خبر القبض على الضابط المصري السابق، هشام عشماوي في مدينة درنة الليبية على يد قوات اللواء خليفة حفتر، عدة تساؤلات حول دلالة هذه العملية الآن، وإذا ما كان "حفتر" سيستغلها سياسيا وعسكريا لتبرير استمرار حربه على المدينة وكذا التقارب أكثر مع الدولة المصرية.
وأعلنت قوات "حفتر" صباح اليوم عن قيامها بعملية نوعية أسفرت عن القبض على ضابط الجيش المصري السابق، ومؤسس تنظيم "المرابطون" هشام عشماوي، والمحكوم عليه بالإعدام على ذمة قضايا عدة في مصر.
وكشفت القوات أن "العملية تمت بالاشتراك بين كافة أفرع الجيش، وأنه تم القبض أيضا على زوجة وأبناء عمر رفاعي سرور مفتي مجلس شورى مجاهدي درنة، الذي توفي في حزيران/ يونيو الماضي متأثرا بإصابته خلال اشتباكات في درنة.
قوة وأهمية "عشماوي"
ويعد الضابط المقبوض عليه مؤخرا (عشماوي)، ذا أهمية كبرى للقوات التي يقودها "حفتر" كونه قاد عدة عمليات ضد قواته، وكذلك للدولة المصرية التي طالبت مرارا بالقبض عليه واعتقاله لاتهامه بعدة قضايا "إرهابية"، وهو ما يؤكد قيام "حفتر" بتسليمه للحكومة المصرية قريبا لإعادة التقارب بقوة.
وتواردت أنباء عن "قرب قيام المخابرات المصرية بتسلم الضابط المصري السابق وكل المقبوض عليهم من مصريين في درنة خلال ساعات، دون مزيد من التفاصيل".
وتعتبر عملية اعتقاله -حال تأكدت- نقلة استراتيجية لقوات "حفتر" لاستغلالها في تبرير استمرار حرب درنة وللتأكيد على وجود عناصر "إرهابية" في المدينة وتسويق ذلك دوليا ومحليا، لكن السؤال: كيف سيستغل الجنرال الليبي هذه العملية سياسيا وعسكريا؟
دليل على وجود "إرهاب"
من جانبه، قال الضابط برئاسة الأركان الليبية بطرابلس، عقيد: محمد بادي إن "القبض على ضابط الصاعقة المصري السابق والمتهم في عدة قضايا في مصر، هشام عشماوي هو دليل قوي على أن من كان يحارب في مدينة درنة هم مجموعة من "الإرهابيين"، حسب وصفه.
اقرا أيضا : هشام عشماوي يتصدر "تويتر" بعد القبض عليه في ليبيا
وأضاف في تصريحات لـ"عربي21" أن "هذا الإثبات لوجود "إرهابيين" في المدينة يفضح الإعلام ذو المرجعية "الإسلامية"، وخصوصا القنوات الدينية التي ظلت تصف "إرهابيي درنة" بأنهم مقاتلون ثوار، كما عبر.
ورقة تفاوض وضغط
وتوقع الأكاديمي المصري وأستاذ القانون الدولي، السيد أبو الخير أن "تكون عملية القبض على "عشماوي" تمت عبر التعاون الأمني بين الجيش المصري وبين قوات "حفتر" في درنة، وهذا التعاون يعتبر من أهم دعامات الأخير، فالتنسيق الأمني بينهما لا حدود له".
وأشار في تصريحات لـ"عربي21" إلى أن ""حفتر" سيقوم بتسليم المقبوض عليهم جميعا سواء عشماوي أو زوجة رفاعي سرور وأبناؤه إلى الدولة المصرية، وأن الطرفان (مصر وحفتر) سيستغلان هذا الأمر لفرض قبضتهم على مدينة درنة"، وفق تقديراته.
وتابع: "وسيتم استغلال الأمر أيضا كورقة تفاوض وضغط من قبل الطرفين في مؤتمر "صقلية" الذي ترعاه إيطاليا، للتدليل أن "حفتر" هو المسيطر في الشرق الليبي كله، ومن ثم يجب إدراجه في الترتيبات المقبلة، وهذا ما تريده مصر والإمارات"، كما قال.
تسليمه لمصر قريبا
من جهته، رأى الكاتب والباحث السياسي الليبي، عزالدين عقيل أن "ما يقوم به "الجيش" (قوات حفتر) في درنة هي حرب شرعية ضد مجموعات "إرهابية" عطلت المؤسسات وحاربت الدولة، ومن ثم فالجيش لا ينتظر القبض على شخصية مثل "عشماوي" ليثبت شرعية الحرب أو يبرر استمرارها".
اقرا أيضا : اعتقال الضابط المصري السابق هشام عشماوي بليبيا (صور )
وبخصوص استغلال ذلك من قبل "حفتر" للتقارب مع مصر، قال لـ"عربي21": "التقارب موجود بالفعل، ومصر ساعدت في عدة أمور وساندت "المشير" حفتر، والآن أخذت العلاقات مسارها الطبيعي كون مصر تتعامل مع مؤسسة للجيش طورت من نفسها"، وفق رأيه.
وتابع: "أما بخصوص تسليم "عشماوي" لمصر، فالأمر يتوقف على وجود اتفاقية تنص على ذلك، أو ربما تشكيل البلدين لجنة مشتركة للتحقيق مع هذا الضابط السابق، أو ستطالب مصر بتسليمه رسميا كونها الأدرى بجرائمه، وهنا أتوقع تسليمه من باب "رد الجميل" لمصر"، حسب تعبيره.
"مسرحية مخابراتية"
لكن الإعلامي من مدينة درنة، عبدالحميد الحصادي أشار من جانبه؛ إلى أن "الضابط المصري السابق عشماوي كان متواجدا في مالي، واليوم تزعم قوات "حفتر" القبض عليه في درنة، فلو صدقت هذه الرواية فهو بلا شك كان مزروعا من قبل المخابرات المصرية وأخرجوه لانتهاء مهمته"، حسب زعمه.
وصرح لـ"عربي21" أن "ابتسامات مداويه الذين يظهرون وهم يكففون دماءه بكل رحمة واعتناء كما في الصورة المتداولة لعشماوي يؤكد أنه كان يقوم بمهمة تخدم هذه الجهات سواء قوات "حفتر" أو المخابرات المصرية التي زرعت "داعش" في المدينة حتى ثارت عليهم درنة بثوارها وأهلها وطردتهم من أراضيها"، كما قال.
وتابع: "سيستغل الإعلام المصري والإماراتي هذا الحدث كثيرا، لكنه لن يكون له أي تداعيات على الوضع الأمني في درنة".
"شرعنة العسكرة"
وقال المحلل السياسي الليبي، خالد الغول إن "وجود أي شخصيات غير ليبية في درنة سواء قاتلوا مع شورى درنة أم لا أو أنهم موجودون هربا من النظام المصري، فإن ذلك سيعزز من "شرعنة" الحرب والهجوم على درنة، وإقناع كثير من أهلها وغيرهم بما حدث".
وأوضح لـ"عربي21" أن "مصر وحفتر سيستغلان الحدث وخاصة في الإعلام في "شرعنة" مشاركة الدولة المصرية في العملية واعتبارها جزءا من حماية مصر من "الإرهاب""، كما صرح.