هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحف ومواقع إخبارية إسرائيلية الخميس، مقالات تناولت فيها ردود فعل لقادة سابقين في الجيش الإسرائيلي على التقارير التي تتحدث عن قرب التوصل إلى تهدئة مع المقاومة الفلسطينية في غزة.
وظهرت المزيد من ردود الفعل العسكرية الإسرائيلية حول مباحثات التهدئة مع حماس، "وسط مخاوف أن يكون لها تأثيرات سلبية على قوة الردع الإسرائيلية، وتشجيع لباقي الجهات المعادية لمهاجمة إسرائيل ودعوة لتنفيذ عمليات عسكرية متلاحقة ضد حماس، دون الحاجة لاحتلال القطاع، إلا إن لزم الأمر"، وفق القائد السابق لسلاح المدرعات في الجيش الإسرائيلي.
ويقول الجنرال رونين إيتسيك، في مقاله بصحيفة "إسرائيل اليوم" ترجمته "عربي21"، إن "الترتيبات الجارية مع حماس لإنجاز اتفاق تهدئة يعني إخفاقا عملياتيا لإسرائيل، رغم أنها ستؤدي لهدوء أمني على حدود غزة، لكنها ستضرب في المناعة القومية للإسرائيليين، لأن ذلك يعني استمرارا لارتكابنا ذات الأخطاء القديمة، وسندفع ثمنها من دمائنا".
"مكافأة لحماس"
وأضاف أن "اتفاق التهدئة كشف أخطاء قيمية وعملياتية وإستراتيجية، تتمثل بأننا بادئ ذي بدء عقدناه مع مجموعة مسلحة، حماس، اختطفت الجبهة الجنوبية مع غزة، وباتت تحتجز مستوطني الغلاف، ومقابل ذلك تتلقى مكافآت من إسرائيل، وتسهيلات معيشية".
وأوضح إيتسيك، أن "حماس ما زالت منذ نصف عام ترهن سكان إسرائيل في الجنوب عبر توتر دامي، وتتسبب بأضرار إعلامية لهم، وتشوش حياتهم، وتمس باقتصادهم، وجعلتهم يفقدون الشعور بالأمن، واليوم تأتينا البشائر بأننا نكافئ الحركة على كل ما قامت به ضد الإسرائيليين".
اقرأ أيضا: انتقادات إسرائيلية لاتفاق التهدئة مع حماس باعتباره علامة ضعف
واستطرد الكاتب قائلا إنه "من الناحية القيمية، وهي الأكثر أهمية، فلم يتصور أحد في إسرائيل أن نتفق مع منظمة تحتجز جثامين جنودنا وبعض مواطنينا، ليس مقبولا أن نمنح حماس فرصة التلاعب بهذه الجثامين لابتزاز إسرائيل، ما يطرح التساؤل عن أي درس حصلنا عليه من معركتنا السابقة مع حزب الله في الشمال، ومن الواضح أننا نعيد تكرار ذات الأخطاء، وسندفع ثمنها بالدم".
وتابع: "من الناحية العملياتية لا يمكن تجاهل حقيقة أن حماس نجحت في استنزاف مستوطني غلاف غزة بوسائل وأدوات مهينة لنا عبر طائرات ورقية وألعاب أطفال، قضت على فصل الصيف للمستوطنين، فضلا عن الحديث عن الأضرار المادية".
"مخاطر التهدئة"
وتساءل إيتسيك: "كيف لم تستطع المؤسسة العسكرية الإسرائيلية توفير ردود عملية وحلول ميدانية خلال وقت قصير لهذه التهديدات التافهة البسيطة، ما يعني أننا أمام خطأ عملياتي معيب، لماذا لم يتم توفير ردود سريعة، لتوفير البضاعة اللازمة؟".
وأوضح أنه "من الناحية المنطقية فإن التهدئة تعتبر جائزة مذهلة لحماس، لأننا سنعطيها فرصة للتعافي، وتجنيد المزيد لصفوفها، وتقوية الذراع العسكرية، والاستعداد للمواجهة القادمة بناء على توقيتها وعقيدتها القتالية، ما يعني أننا نذهب لتهدئة سنستقبل حماس بفضلها بعد 3-4 سنوات بقدرات عسكرية فتاكة".
اقرأ أيضا: كاتب إسرائيلي: حماس فرضت شرعيتها كشريك في التسوية
ينتقل الكاتب العسكري بالحديث عن "الناحية الاستراتيجية لمخاطر التهدئة كونها تشكل مساً خطيراً بالردع، ولذلك سارع حسن نصر الله للحديث فور خروج تسريباتها مع حماس أن الجيش الإسرائيلي ضعيف، وهذا يكفي".
وختم بالقول إن "الواقع يقول إن حماس نجحت في استنزاف الجبهة الداخلية الإسرائيلية دون القيام بعمليات قتالية كبيرة، ولذلك تسود الشارع الإسرائيلي حالة من عدم الشعور بالأمن، وبالتالي فإن التهدئة ببساطة هي مس بسياسة الردع، ليس فقط أمام حماس، وإنما أمام جميع أعدائنا الذين سوف يتحدوننا، والنتيجة أن العدو الذي يستعد لمهاجمتنا سيحث الخطى للهجوم علينا، وليس أمامه الكثير من الوقت للقيام بذلك".
"مخاوف مشروعة"
وفي ذات السياق، قال الكاتب في صحيفة "إسرائيل اليوم"، إيزي ليبلار، إن "التهدئة تعني أن الردع الذي حققته إسرائيل في السنوات الأخيرة بات يتبخر، لأنها ستكون في مشكلة جدية طالما أنها تكتفي بالتفجيرات المتواصلة لمبان فارغة في غزة للرد على الطائرات الورقية والبلالين الحارقة التي تطلقها حماس".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "التهدئة تحصل عشية إطلاق حماس لقرابة مائتي قذيفة صاروخية خلال 24 ساعة على مستوطنات غلاف غزة".
اقرأ أيضا: مسؤول إسرائيلي رفيع: اتفاق التهدئة مع حماس "شبه جاهز"
وأوضح أن "هذه مخاوف مشروعة، لكن محظور علينا تجاوز خطوط حمر، لأنه في الوقت الذي تظهر فيه إسرائيل مرونة أكثر، فإن تصميم حماس وإصرارها على الدخول في جولة قتالية جديدة، سيجعلها أكثر عنفا وتطرفاً".
وختم بالقول إن "السبب الأساسي الذي كبح جماح الجيش والحكومة عن الذهاب لعملية عسكرية واسعة في غزة هو إمكانية سقوط قتلى إسرائيليين كثر، كما أن القضاء على حماس سيتطلب من إسرائيل تحمل مسؤولية مليوني إنسان في غزة".
"سور واق"
أما الجنرال الحاخام موشيه هاغار، فيقول: "عاجلا أم آجلا سيضطر الجيش الإسرائيلي لتنفيذ عملية سور واق في قطاع غزة، لكن الحاصل أن المستوى السياسي يدير المستوى العسكري، وفي اللحظة التي يطلب فيها الأول من الثاني زيادة وتيرة ضرباته، فإن الأخير سينفذ تعليماته بصرامة شديدة، ويعرف كيف يقوم بذلك".
وأضاف بمقابلة نشرها موقع "القناة السابعة" التابع للمستوطنين، وترجمتها "عربي21": "لا أرى أسبابا وجيهة تجعلنا نحتل قطاع غزة إن لم تكن لنا أهداف بالبقاء هناك، لذلك يجب وزن الأمور بكثير من الجدية".
اقرأ أيضا: تحفظ إسرائيلي على التهدئة مع حماس خشية استغلالها للتسلح
وختم بالقول إن "ما أتى بالهدوء في الضفة الغربية هي عملية السور الواقي، التي أسفرت عن واقع أمني لم نحلم به، لكن تنفيذ مثل هذه العملية في عزة أمر قادم لا محالة، لكن يجب الاستعداد لها جيدا، فاحتلال غزة سيكون سريعا جدا، لكن تنظيف القطاع من المسلحين والوسائل القتالية سيكون عملية طويلة، تتطلب المزيد من الصبر والوقت".