هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "سفابودنايا براسا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن "تواصل أكبر القوات السورية فيما بينها رغم الخلافات القائمة بينهما، لا سيما بعد ما أدرك النظام السوري ووحدات حماية الشعب الكردية أن الوقوف على جبهتين مختلفتين لن يحقق السلام المنشود".
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته
"عربي21"، إن "الرئيس السوري بشار الأسد، أعلن في وقت سابق عن
استعداده إجراء محادثات مع وحدات حماية الشعب الكردية، وأخذ جميع المقترحات
البناءة بعين الاعتبار".
وأوردت الصحيفة نقلا عن بشار الأسد، أنه في حال فشلت
الحلول الدبلوماسية، ستكون دمشق مضطرة لاستخدام القوة، وفي الواقع، لا تعد تهديدات
بشار الأسد الموجهة لوحدات حماية الشعب الكردية التي تسيطر على شمال سوريا، الأولى
من نوعها، لأنه سبق لبعض ممثلي النظام السوري الإدلاء بتصريحات مماثلة، التي لم
يعرها الأكراد أي اهتمام.
وأشارت الصحيفة إلى أن "بعض القوى الخارجية لم
تمنع نفسها من التدخل في الأزمة السورية، على غرار روسيا والولايات المتحدة،
اللتان تدعمان الأطراف المتناحرة، ومراعاة لمصالحها في المنطقة، اختارت الولايات
المتحدة تقديم الدعم لقوات سوريا الديمقراطية، التي يغلب عليها الطابع الكردي".
اقرأ أيضا: الأردن يعلن استئناف مفاوضات معارضة الجنوب السوري مع روسيا
في المقابل، تحاول روسيا ضمان بقاء الأسد في السلطة
من خلال تعزيز نفوذه، ونتيجة تضارب المصالح، عاشت موسكو وواشنطن خلال العامين
الماضيين على وقع حرب غير مباشرة كان مسرحها الأراضي السورية.
وبينت الصحيفة أن "المواجهة الأمريكية الروسية
عادت بفوائد على دمشق التي تمكنت من هزيمة تنظيم الدولة في وقت قصير، وبعد القضاء
على تنظيم الدولة، باتت المعركة بين روسيا والولايات المتحدة معركة وجودية لإثبات
ريادتهما في منطقة الشرق الأوسط، لتنتقل الخلافات بينهما إلى مستوى جديد، وهذا
يعني أن العالم على أبواب حرب كبرى حقيقية".
وأفادت الصحيفة بأن "فكرة مصالحة الأكراد مع
دمشق كانت نتيجة زيارة أداها وفد من النظام السوري إلى محافظة الحسكة، الواقعة تحت
سيطرة المليشيات الكردية، حيث تم عقد العديد من الاجتماعات، بالإضافة إلى تبادل
الزيارات بين ممثلي الجهات".
كما ذكرت بعض وسائل الإعلام السورية الموالية
للحكومة أن الأكراد رضخوا لبعض شروط دمشق على غرار إنزال العلم الكردي من المنطقة
ورفع العلم السوري، فضلا عن تأمين وصول الجيش السوري إلى المحافظات والقرى
الكردية، وإنشاء حواجز طرق مشتركة.
اقرأ أيضا: ما أسباب انهيار اتفاق خفض التصعيد في الجنوب السوري؟
ونقلت الصحيفة عن المحللة السياسية المستشرقة، كارين
جيورجيان، أن العلاقة بين الطرفين يمكن أن تتطور بشكل إيجابي، لكنها يمكن أن تسوء
أكثر أيضا، لا سيما بعد إجراء السلطات الرسمية العديد من المحاولات من أجل إقامة
تعاون بين الطرفين، فضلا عن استعداد كليهما لاتخاذ بعض الخطوات المتبادلة لإقامة
علاقات ناجحة.
في المقابل، يرى الخبير التركي كرم يلدريم، أن هناك
صلة وثيقة بين انفراج أزمة العلاقات بين دمشق والأكراد، وبين اللقاء التاريخي
المرتقب الذي سيجمع الرئيس الروسي بنظيره الأمريكي.
وذكرت الصحيفة أن النفوذ التركي يلعب دورا مهما في
القضية الكردية، الأمر الذي أجبر الولايات المتحدة على سحب مقاتلي وحدات حماية
الشعب من مدينة منبج بطلب من أردوغان.
علاوة على ذلك، تحاول الولايات المتحدة إيجاد طريقة
لحماية الأكراد، ولتحقيق هذه الغاية، يمكن لترامب التخلي عن الأراضي السورية التي
استولت عليها وحدات حماية الشعب لصالح الرئيس الروسي، ووفقا ليلدريم، تمكنت قوات
النظام السوري والجيش الروسي من الدخول إلى المحافظات الشمالية، بعد أن سمحت وحدات
حماية الشعب لقوات النظام بالتواجد في المنطقة، بحسب الصحيفة.
ونوهت إلى أن الوجود الروسي في شمال سوريا يحد من
قدرات تركيا المستقبلية على مواصلة حملتها العسكرية، ما من شأنه أن يؤثر سلبا على
العلاقات التركية الروسية.
اقرأ أيضا: تحذيرات متتالية.. هل تنجح تركيا في إبعاد شبح الحرب عن إدلب؟