هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة
"نويه تسوريشر تسايتونغ" السويسرية تقريرا تحدثت فيه عن تقدم قوات الأسد
باتجاه مدينة درعا جنوب سوريا، مدعومة من قبل موسكو. وحتى الآن، يعتبر الوضع
السياسي والعسكري في سوريا على صفيح ساخن، بسبب تعارض مصالح إيران وإسرائيل داخل
سوريا.
وقالت
الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن قوات النظام السوري
والقوات الروسية شنت هجمات جوية عنيفة على مدينة درعا، التي تعتبر أهم معاقل
المعارضة السورية. ونتيجة لذلك، فر عشرات الآلاف من المدنيين من درعا إلى جنوب غرب
البلاد. وحسب ما أعلنته الأمم المتحدة، نزح قرابة 50 ألف سوري من المدينة هربا من
القصف العشوائي المتواصل، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد في حال استمر القصف.
وأفادت
الصحيفة بأن العديد من النازحين أرادوا الهروب إلى الأردن، بيد أن هذا البلد يأبى
استقبال المزيد من اللاجئين، وأغلق حدوده في وجوههم. وقد لعبت الاحتجاجات الأخيرة
في الأردن دورا بارزا في إغلاق الحدود مع سوريا، لأن المملكة تخشى أن يتسبب
استقبال المزيد من السوريين في زعزعة استقرار البلاد.
ومنذ بداية
الحرب السورية، استقبل الأردن قرابة 750 ألف لاجئ سوري. وعلى الرغم من أن برنامج
الأغذية العالمي تعهد بتوفير الدعم اللوجستي اللازم للنازحين، إلا أن العديد منهم
يقضون الليل في الشوارع أو المدارس أو حتى المساجد.
وأوردت
الصحيفة أن 11 ألف سوري نزحوا باتجاه هضبة الجولان، التي لا زالت تحت سيطرة
إسرائيل، بتعلة أنهم سيكونون في أمان نسبي من الهجمات الجوية والقصف المدفعي. ويوم
الأربعاء الماضي، طالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأطراف المتنازعة والبلدان
المجاورة لسوريا بالسماح للمدنيين بالوصول إلى المناطق الآمنة، فضلا عن تقديم
المساعدات لهم، وخاصة الرعاية الطبية.
ونوهت الصحيفة
بأن قوات النظام والقوات الروسية ركزت هجماتها الجوية يوم الأربعاء على وسط مدينة
درعا ومدينة الحراك، التي تقع شمال شرقي درعا. وحسب ما ذكرته وسائل الإعلام
التابعة للنظام، تعد هذه الهجمات الأعنف منذ سنة 2015. وبالفعل، استسلم عدد كبير
من عناصر المعارضة جراء الهجمات العنيفة على المنطقة المحيطة بمدينة بصر الحرير،
منذ بداية الهجمات يوم الاثنين من الأسبوع الماضي.
وتجدر الإشارة
إلى أن النظام السوري أعلن عن مهاجمة مدينة درعا يوم الثلاثاء من نفس الأسبوع.
وتسعى كل من موسكو ونظام الأسد إلى مواصلة قصف كافة المناطق المحيطة بالمدينة
لإجبار المعارضة على الاستسلام.
وذكرت الصحيفة
أن درعا مثلت شرارة الثورة السورية، وبعد ذلك انتشرت الثورة في كافة أنحاء البلاد،
إلا أن الأسد تمكن من استعادة سيطرته على معظم المناطق التي وقعت بين أيدي
المعارضة، وخاصة في شمال سوريا. وفي الجنوب، مازالت المعارضة متماسكة في مدينة
درعا ومحافظة القنيطرة بفضل الدعم الأمريكي، بل ويتعاونون أحيانا مع إسرائيل في
المناطق الحدودية عند هضبة الجولان.
وأضافت
الصحيفة أن نظام الأسد، في الماضي، لم يكن قويا إلى درجة تخول له شن هجمات عنيفة
في الجنوب الغربي، لذلك تحالف مع روسيا. وفي شهر تموز/ يوليو الماضي، جرت العديد
من المفاوضات المشتركة بين الولايات المتحدة وروسيا والأردن لتهدئة الوضع. كما
أشادت الإدارة الأمريكية بالاتفاق حول منطقة عدم التصعيد في جنوب غرب سوريا، شريطة
التزام موسكو بالاتفاق.
من جانبه، كان
الأسد يرغب في السيطرة على كامل سوريا لذلك تحرك نحو المناطق القريبة من العاصمة
دمشق، التي توجد فيها معاقل مهمة للمعارضة، مثل الغوطة الشرقية، ومدينة حمص. وقد
تمكن الأسد من تحقيق انتصارات ملموسة في هذه المناطق، ويبدو أن الأمريكان مضطرون
لقبول هذه الانتصارات.
وأوردت
الصحيفة أنه في رسالة قصيرة على واتساب، تسلمتها المعارضة من السفارة الأمريكية
الأسبوع الماضي، أعربت واشنطن عن قلقها من الهجمات السورية الروسية. وفي المقابل،
أعلنت الإدارة الأمريكية عن عدم تدخلها في سوريا في الوقت الحالي، وعلى المعارضة
ألا تنتظر أي دعم من الولايات المتحدة.
في الواقع، قد
يكون لذلك الهجوم عواقب وخيمة على المنطقة بأسرها، حيث شاركت ميليشيات شيعية في
الهجوم المشترك ضد المعارضة. وتقدم إيران الدعم الكافي لهذه الميليشيات الشيعية،
وهو ما تعتبره إسرائيل مصدر قلق، لأنها تعتبر إيران العدو الأول لها في المنطقة.
وبينت الصحيفة
أن الولايات المتحدة وإسرائيل ترغبان في الحد من نفوذ إيران بكافة الوسائل
الممكنة. ومؤخرا، كثفت إسرائيل من هجماتها على المواقع التابعة لإيران وميليشياتها
في سوريا. وحسب ما أكدته الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا"
التابعة لنظام الأسد، هاجمت إسرائيل يوم الثلاثاء مخزنا للأسلحة ومستودعات عسكرية
بالقرب من مطار دمشق، معلنة أن الصواريخ استهدف قاعدة عسكرية تابعة لميليشيات
شيعية.
وفي الختام،
قالت الصحيفة إنه حسب تقارير إعلامية في إسرائيل، فإن الإدارة الإسرائيلية على
استعداد لقبول انتصار الأسد في درعا والقنيطرة، في حال قدمت موسكو ضمانات كافية
تبقي الميليشيات الشيعية التابعة لحزب الله ومستشاريها الإيرانيين بعيدا عن حدودها
بمسافة تزيد عن 30 كيلومترا.