هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
اشتدت المعارك الدائرة الآن في مدينة درنة (شرق ليبيا) وضواحيها، بين قوات تابعة للواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر وبين قوات مناوئة له في المدينة، وسط تنديد من حكومة الوفاق الليبية.
وفي تطور جديد للمعارك، تواردت أنباء عن قيام ما تسمى قوات "حماية المدينة" بتفجير جسر شلال وادي درنة جنوب المدينة وإسقاطه لمنع تقدم قوات "حفتر" من خلال الوادي الذي يعد أحد مداخل "درنة" الاستراتيجية.
ولاقت قوات "حفتر" صعوبة كبيرة في دخول بعض الأحياء نظرا لطبيعة المدينة الجغرافية حتى بعد وصول تعزيزات كبيرة إلى القوات، وسط معلومات بأن المعارك تدور الآن في منطقة وادي "جرم" جنوب غرب درنة".
في المقابل، نفى مسؤول الملف الأمني بمدينة درنة، العميد يحيى الأسطى عمر، هذه الأنباء عن قيام قوات حماية المدينة بتدمير الجسر.
وكشف في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، أن ما أسماهم "مليشيات حفتر" بقيادة الضابط في الأمن الداخلي، أسامة الورشفاني هي من قامت بتدمير جسر الشلال وهو تحت سيطرتهم أصلا بعد أن استعملوه ودخلوا حي "باب شيحا"، بحسب كلامه.
وأضاف أنه "تم طرد هذه "المليشيات" من الحي من قبل قوة حماية المدينة"، وأن هدف تدمير الجسر هو استمرار حصار المدينة، مشيرا إلى "أن الوضع في درنة بشكل عام سيئ جدا"، بحسب وصفه.
"حظر طيران"
من جهتها، دعت مجموعة من منظمات المجتمع المدني في العاصمة طرابلس، إلى التظاهر أمام مقر بعثة الأمم المتحدة غدا الأحد، رفضا للتصعيد العسكري في درنة.
ووفق بيان لهذه المنظمات فإنها ستدعو الأمم المتحدة إلى فرض منطقة حظر طيران على مدينة درنة وكذلك الجنوب الليبي.
وبعد تفجير جسر الشلال، أيا كان من فعلها، تُطرح عدة تساؤلات حول: تأثير هذا "التكتيك" الجديد في سير المعارك؟ وهل بدأت بالفعل عمليات تدمير وتخريب للمدينة؟
رفض "العسكرة"
يدوره يرى الصحفي الليبي، محمد عاشور العرفي، أن "ما تشهده مدينة درنة من حصار وخنق والآن من قصف لم يُراع فيه حرمة شهر "رمضان" من قوات عملية الكرامة تجعل قوة حماية درنة تلجأ لجميع الوسائل لحماية المدينة".
وأشار إلى أن "قوات حماية درنة تحاول منع تقدم قوات الكرامة التي اتخذت مما يسمى محاربة الإرهاب ذريعة لإخضاع المدينة التي رفضت مشروع "عسكرة" الدولة"، وفق تعبيره.
حلول سلمية
المدون الليبي من بنغازي، فرج فركاش أكد أن "ما حصل لجسر الشلال بغض النظر عن من قام بفعله للأسف سيتكرر في باقي معالم المدينة ما لم يحكم العقل ويدرك المتحاربون أن الحلول السلمية هي الأنجع".
وأوضح لـ"عربي21" أن "سكان درنة ليس لديهم أي رغبة في الحرب داخل المدينة بدليل عدم تلبية دعوات "التلاحم" مع من حاولوا دخول المدينة (قوات حفتر) وهذا لا يعني بالضرورة تأييد قوة حماية درنة".
واستدرك: "لا زال الباب مفتوحا للحلول والخيارات السلمية وتسليم المدينة إلى قوة محايدة وضمان محاكمات عادلة لكل من أجرم، لتجنيب المعالم والسكان يلات الحوب".
بحث عن دعم
وقال الناشط الحقوقي الليبي، طاهر النغنوغي إن "تفجير الجسر هدفه واضح وصريح وهو منع قوات "حفتر" من التقدم وكذلك إطالة الحرب حتى يتمكن "شورى درنة" من الحصول على دعم كما تمكنت قوات حفتر من الحصول على دعم خارجي"، بحسب قوله.
وأضاف في تصريح لـ"عربي21": "مجلس الشورى يقاتل باستمامة ويرى أن المعركة قضية عمر بعكس انسحاب قوات حفتر التي لا تمتلك إحداثيات صحيحة عن المدينة أو حتى مواقع "شورى درنة"، كما صرح.