هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكد مصدر فلسطيني في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق، حشد النظام السوري المزيد من قواته في محيط المخيم والمناطق المجاورة له استعدادا لعملية عسكرية ضد تنظيم الدولة.
وانتزع تنظيم الدولة السيطرة على مخيم اليرموك، الذي يعد أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في سوريا، بعد معارك عنيفة مع فصائل المعارضة السورية المسلحة في العام 2015، بعد أن بقي لسنوات محاصرا من قبل النظام السوري.
مناوشات ومفاوضات
وأوضح المصدر الفلسطيني الذي طلب عدم الكشف عن هويته في حديث لـ"عربي21" أنه بالتزامن مع الحشود التي يستقدمها النظام لمحيط المخيم تندلع مناوشات بين الحين والآخر، فيما بدأ مقاتلو التنظيم بحفر الخنادق وإقامة السواتر الترابية استعدادا لأي اقتحام.
اقرأ أيضا: النظام يرسل تعزيزات لمحيط مخيم اليرموك جنوب دمشق
إلا أن المصدر، أكد أنه بالتزامن مع الأجواء المشحونة، تجري بين تنظيم الدولة وممثلين عن النظام السوري للتوصل إلى اتفاق يتضمن انتقال عناصر التنظيم بالأسلحة الخفيفة مع عائلاتهم إلى مناطق يسيطر عليها في ريف درعا الغربي، مقابل تسليم السلاح الثقيل والمناطق التي يسيطر عليها جنوبي دمشق للنظام.
وأشار المصدر إلى أن تنظيم الدولة يرسل وسطاء من وجهاء المخيم والمناطق المحيطة به ممن لم يغادروا مناطقهم، فيما
يمثل النظام ما يسمى بـ"رئيس فرع فلسطين" التابع للمخابرات العسكرية السورية وممثلين عن "جيش الدفاع الوطني"
والفصائل الفلسطينية المحسوبة على النظام.
مصير المدنيين
وفيما يتعلق بمصير المدنيين في المخيم، قال عضو مجموعة العمل من أجل فلسطيني سورية محمود زغموت إن "مصيرهم إلى الآن مجهول وهناك حالة من الضياع والخوف لديهم وعدد منهم خرج إلى منطقة يلدا خوفا من القصف، فيما يؤكد آخرون أنهم باقون في منازلهم وليسوا طرفا في أي صراع مسلح على المخيم".
وأضاف زغموت في حديثه لـ"عربي21": "هناك أخبار كثيرة يتم تداولها تتحدث عن وضع قضية المخيم على الطاولة لدى الروس والنظام والفصائل الفلسطينية الموالية له، إذ يطرح خيارين أمام الأطراف المتصارعة".
وأضح الباحث الفلسطيني: "إما اتفاق يخرج من خلاله مسلحو داعش و"هيئة تحرير الشام/النصرة سابقا" من المنطقة، ويتم تسليمها للنظام، أو الذهاب للحل العسكري على غرار ما حصل في الغوطة خلال الأيام الماضية، كما تفيد بذلك عدة أطراف محسوبة على النظام".
اقرأ أيضا: بعد دوما في الغوطة الشرقية.. أين تتجه حملة النظام السوري؟
ويشير زغموت إلى أن "هناك مئات العائلات التي لا تزال محاصرة في مخيم اليرموك في ظروف إنسانية صعبة للغاية نناشد جميع الأطراف بالعمل على تحييدها عن المواجهات وإيجاد ممرات آمنة لها إن هي قررت الخروج من المنطقة، وإغاثتها بصورة عاجلة وتقديم العناية الصحية التي فقدت من المخيم بسبب طول سنوات الحصار، وتقديم ضمانات بعدم التعرض لها من قبل أي طرف كان".
وفي حال نجح النظام السوري في دخول مخيم اليرموك والمناطق المحيطة به، تتبقى "يلدا وبيت سحم وببيلا والقلمون الشرقي" آخر مناطق خارج سيطرة النظام في دمشق وريفها، بعد أن حسم المعركة لصالحه في الغوطة الشرقية بدعم عسكري روسي.
وكانت وكالة الصحافة الفرنسية نقلت عما وصفته بـ"قائد في تحالف عسكري إقليمي موال للحكومة السورية" أن جيش النظام السوري بدأ الثلاثاء قصفا على مخيم اليرموك تمهيدا لـ"هجوم على آخر منطقة خارج سيطرته قرب دمشق".