هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عشية سيطرة جيشه والجيش السوري الحر على مركز عفرين، أن بلادها ستمضي قدما نحو استعادة منبج وعين العرب وتل أبيض وتل رفعت والقامشلي من "المنظمات الإرهابية".
وتوعد أردوغان بتوسيع العمليات العسكرية بامتداد
الحدود السورية التركية وحتى جبال قنديل المحاذية للحدود العراقية، وذلك للقضاء
على أي "وجود لوحدات حماية الشعب الكردية الامتداد السوري لمنظمة بي كا
كا".
وحول التحركات التركية خلال الفترة المقبلة بعد
السيطرة على عفرين، أكد المستشار في رئاسة الوزراء التركية عمر قورقماز، أن
"المشروع الانفصالي انتهى وهرب قادته إلى جبال قنديل، وستواصل تركيا ملاحقتهم
في منبج وعين العرب والقامشلي، وحتى داخل جبال قنديل بالحدود العراقية".
وأشار قورقماز في حديث خاص لـ"عربي21"،
إلى أن "الخطة التركية المقبلة تهدف للتوجه إلى منبج وتل رفعت وتل أبيض"، مبينا أن ذلك يهدف إلى
إفشال "خطة محاصرة تركيا بحزام من التنظيمات الإرهابية المدعومة
أمريكيا"، بحسب تعبيره.
اقرأ أيضا: الرئاسة التركية: ننتظر تنفيذ واشنطن لاتفاق منبج
ورأى قورقماز أن "أمريكا غررت بالتنظيمات
الإرهابية لأجل تبني مشروع الانفصال، وسرعان ما تخلت عنها"، مشيدا بدور الجيش
السوري الحر في مساندة الجيش التركي خلال عمليته العسكرية في عفرين.
من جهته، قال النائب في البرلمان التركي ياسين
أقطاي، إن "تركيا ستمضي في خطتها لتطهير حدودها كافة مع سوريا والعراق من وجود التنظيمات الإرهابية"، لافتا إلى أنه ستبقى حريصة على حماية أرواح
المدنيين كما فعلت في عفرين.
وأضاف أقطاي في حديث خاص لـ"عربي21"، أن
تركيا ستتحرك بهدوء ودون ضجيج، مؤكدا أنه لا أحد يمكنه إيقافها عن حماية حدودها
والقضاء على ما أسماه "الإرهابيين".
ودعا أقطاي الولايات المتحدة إلى "إعادة النظر
في موقفهم الخاطئ بدعم تنظيمي pkk و pyd الإرهابيين، لاسيما أن هناك
مناقشات داخلية حول الأموال التي أهدرتها إدارة ترامب في تسليح ودعم هذه التنظيمات
بعد هزيمتهم في عفرين".
اقرأ أيضا: أنقرة ترد على بيان القاهرة بشأن العملية العسكرية بعفرين
من جانبه، رأى رئيس تحرير موقع تايم ترك فخر الدين
داده، أن "السيطرة على عفرين، هي جزء من خطة مكافحة الإرهاب الشاملة التي
وضعتها تركيا، والتي تقتضي المضي قدما باتجاه المحطة التالية وهي مدينة منبج، بحسب
ما أعلنه الرئيس أردوغان عدة مرات منذ بدء العملية في نهاية كانون الثاني/ يناير الماضي".
وأضاف داده في حديث خاص لـ"عربي21"، أن
تركيا بعد سيطرتها على منطقة غرب نهر الفرات بالكامل في عمليتي درع الفرات وغصن
الزيتون، ستواصل عملياتها في شرق الفرات، وهو ما يتطلب تنسيقا جديدا مع الجانب
الأمريكي، وفق تفاهمات سابقة أعلنها وزير الخارجية التركي، وكذلك حملة دبلوماسية
قوية من جانب تركيا، تهدف إلى الوصول لتفاهمات مع المجتمع الدولي كي تبدأ العملية.
وتوقع داده أن "تكون الجولة المرتقبة في منبج
أكثر صعوبة، وستقف أمريكا لإثناء تركيا عن القيام بها"، مستدركا قوله:
"لكن الإصرار التركي على إنجاز ما بدأته في الشمال السوري كفيل بتنفيذ ما
تريد"، بحسب تقديره.
في المقابل، رجح الإعلامي التونسي المتخصص في الشأن
التركي إبراهيم بوعزي، أن "تكتفي تركيا بعفرين فقط على الجانب العسكري"،
لافتا إلى أن أنقرة بدأت مباحثات مع الجانب الأمريكي بهدف سحب مقاتلي الوحدات
الكردية إلى شرق الفرات.
اقرأ أيضا: أردوغان: ربما ندخل سنجار على حين غرة
وربط بوعزي في حديث خاص لـ"عربي21" سيطرة
الجيش التركي والسوري الحر على مركز عفرين من دون مقاومة تذكر، بوجود اتفاق تركي
أمريكي، مبينا أن "تركيا لا تريد استنزاف طاقتها في محاربة التنظيمات
الإرهابية في شمال سوريا، ما دام احتمال انسحاب تلك التنظيمات إلى شرق الفرات
واردا، خصوصاوأن الأمريكيين تعهدوا بسحبهم أكثر من مرة ولم يوفوا بتعهدهم ذلك؛
لكنهم اليوم أصبحوا على يقين من أن تركيا لن تتردد في مواصلة دحرها لتلك التنظيمات
حتى في شرق الفرات".
ورأى بوعزي أنه "ربما من مصلحة واشنطن اليوم
سحب المقاتلين الأكراد إلى شرق الفرات، حسبما تعهدت به سابقا لأنقرة"، معتبرا
ذلك "خيرا لأمريكا من دفع تركيا لقواتها والجيش السوري الحر إلى شرق الفرات،
خصوصا أن شرق الفرات وغربه يقع كله على الحدود التركية، ومن السهل على الجيش التركي
التوغل في الحسكة وليس فقط في منبج".