هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تتعرض فصائل المعارضة في محافظة درعا (جنوب سوريا)، لانتقادات واسعة، بسبب التقاعس في مساندة الغوطة الشرقية ونصرتها أمام الحملة الشرسة التي يشنها النظام السوري على المنطقة في الآونة الأخيرة، خاصة أن معظم المؤشرات والتصريحات لمسؤولي النظام تقول إن درعا ستكون الوجهة المقبلة لقوات النظام بعد الغوطة الشرقية.
فما هي الأسباب التي دفعت فصائل المعارضة في درعا إلى تجاهل ما يحصل في الغوطة الشرقية وتركها وحيدة تواجه مصير حلب في الشمال السوري؟
وردا على هذا التساؤل، قال عضو المجلس الإسلامي السوري ورئيس تجمع شباب وعلماء النهضة محمد عبدالله سالم: "إن عدم تحرك درعا لنصرة الغوطة يعود إلى ضغوط مباشرة تمارس من أمريكا والتحالف الدولي، اللذين يسعيان لبقاء التهدئة في محافظة درعا والمنطقة الجنوبية".
وأضاف لـ"عربي21"، أن هناك أسبابا غير مباشرة، منها: "عدم وجود رغبة شعبية في تلك المناطق لخوض أبنائها معارك هجومية مع القوات النظامية، لأن ذلك سيؤدي لقصف تلك المناطق، ما سينتج عنه نزوح وتنقلات أصبحت ترهق المدنيين"، وفق قوله.
المناطقية
وأشار سالم إلى أن الفصائل المناطقية لا تهتم إلا باستقرار مناطقها، حيث إن "هناك معضلة في العمل العسكري منذ بداياته في الثورة الشعبية السورية، لذلك فإن الفصائل أغلبها مبني على شكل مناطقي أو أيديولوجي، بالتالي فإن الأيديولوجية لدى الفصائل تكاد تودّع أيامها في العمل العسكري، بينما بقيت الفصائل المناطقية، لكن بقاءها مؤقت، خاصة أن النظام وأعوانه يستعيدون المناطق منطقة تلو الأخرى".
اقرأ أيضا: تسخين روسي لبدء معركة جنوب دمشق.. ما الحجة التي تروجها؟
وأكد أن فصائل المعارضة السورية بمختلف تكويناتها لم تتجاوز البعد المناطقي حتى وإن دخلت في تحالفات وتكوينات، لكنها في الحقيقة حبر على ورق ما دام كل فصيل مستقلا بسلاحه ومناطقه.
وأوضح سالم أن "الأحداث الجارية تجاوزت هيكلة فصائل الجيش الحر، التي فقدت الإرادة وباتت تنتظر تدخلا خارجيا أو نهاية قريبة، بالتالي فإن درعا ستكون ورقة مناورة بين الروس والأمريكان" وفق اعتقاده.
بدوره، أشار المعارض السوري عبد الله قويدر إلى أن أكثر عبارة سمعها تتردد على ألسنة الناس في الآونة الأخيرة هي عبارة "وين فصائل درعا؟"، في إشارة إلى استغراب الكثير من السوريين من تقاعس فصائل درعا عن دعم الغوطة الشرقية بشكل حاسم.
وقال لـ"عربي21": "إن على فصائل المعارضة في درعا وجنوب سوريا التحرك، وإلا سيأتي يوم ليس ببعيد سيدفعون به ثمن تقاعسهم، حيث سينتهي المطاف بهم في الشمال السوري".
اقرأ أيضا: "عربي21" تنشر الرسالة الأمريكية للمعارضة السورية بالجنوب
وأكد قويدر أن "الحل الوحيد لإحداث تغير نوعي في القتال ضد النظام السوري هو تغيير نمط تعامل فصائل المعارضة مع النظام السوري، الأمر الذي من شأنه قلب موازين القوى وحرمان الأسد من رجاحة كفة قواته في الميدان".
الجدير بالذكر، أن الدول الثلاث (أمريكا وروسيا والأردن) كانت قد توصلت إلى اتفاق يقضي بدعم وقف إطلاق النار وخفض التصعيد في محافظة درعا جنوب سوريا، الذي بدأ تطبيقه في شهر تموز/ يوليو لعام 2017.