هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "البوبليكو" الإسبانية تقريرا تحدثت في عن التسريبات التي نشرت على صحيفة "الأخبار" اللبنانية، التي سلطت الضوء على النقاط الست للمخطط الأمريكي لتفكيك سوريا، وكشفت مجموعة من الرسائل السرية المتعلقة بهذا الشأن.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن هذه التسريبات كشفت عن مشاركة العديد من الأطراف في اجتماع سري ومضيق، تطرقوا فيه إلى ملف مخطط تفكيك سوريا، الذي انعقد في واشنطن بتاريخ 11 كانون الثاني/ يناير سنة 2018.
وقد حضر هذا الاجتماع السري كل من المستشار السابق لكوندوليزا رايس خلال حرب العراق، ديفيد ساترفيلد، والبريطاني هيو كليري، والفرنسي جيروم بونافون، والأردني نواف التل، والسعودي جمال العقيل، والعديد من كبار المسؤولين في حكومات منطقة الشرق الأوسط.
وذكرت الصحيفة أن تسريبات صحيفة "الأخبار" اللبنانية قد أزاحت النقاب عن فحوى هذا الاجتماع، في عددها الصادر بتاريخ 22 شباط/ فبراير. وقد استندت الصحيفة في معلوماتها على برقية دبلوماسية سرية أرسلت بتاريخ 12 كانون الثاني/ يناير سنة 2018، من قبل بنجامين نورمان، المسؤول عن قسم الشرق الأوسط في السفارة البريطانية في الولايات المتحدة الأمريكية، الذي شارك في بدوره في هذا الاجتماع.
وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولي الدول الخمس المشاركين في هذا الاجتماع، اجتمعوا مجددا في باريس بتاريخ 23 كانون الثاني/ يناير، حيث ناقشوا كيفية توظيف ملف "استخدام الأسد للأسلحة الكيماوية"، ومحاولة التأثير على مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا، ستافان دي ميستورا، من أجل تحقيق مخطط تفكيك سوريا.
وأوردت الصحيفة أن الخطوة الأولى تتمثل في عرقلة محاولات التوصل لحل سياسي في سوريا. وسيتم العمل على ذلك وفق صيغتين، أولهما تتمثل في تصعيد وتيرة الحرب وضمان الاحتلال العسكري الأمريكي للشواطئ الشرقية لنهر الفرات، بمساعدة بعض المجموعات المسلحة. ووفق ما صرح به ديفيد ساترفيلد، سيخصص لهذه المهمة أربعة ملايين دولار سنوياً.
أما الصيغة الثانية، فتتمثل في استغلال منظمة الأمم المتحدة للتأثير على مبعوثها الرسمي ستافان دي ميستورا، الذي تلقى وثيقة غير رسمية بعنوان "لنُعد تنشيط التطور السياسي لسوريا في محادثات جنيف" من أجل منع انسحاب دمشق من المؤتمر. وبهذه الطريقة ستتمكن هذه الأطراف من تحييد مبادرات سوتشي التي ترعاها روسيا وتركيا وإيران.
وأضافت الصحيفة أن الخطوة الثانية تكمن في تدمير الخط الشرقي الغربي السوري المحاذي لنهر الفرات، الذي يعد من الحدود الفاصلة بين مناطق نفوذ موسكو وواشنطن. وفي هذا الإطار، صرح وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، أنه لا مفر من برنامج تقسيم سوريا في حال بقي بشار الأسد في السلطة. وخير دليل على ذلك، الهجوم الذي شنته القوات الأمريكية على الشركة العسكرية الخاصة الروسية "فاغنر"، في دير الزور شرق سوريا، في السابع من شباط/ فبراير.
وذكرت الصحيفة أن الخطوة الثالثة تتمثل في إقناع ستافان دي ميستورا بقبول إرساء بنية سياسية جديدة في سوريا تضم ثلاثة أطراف. وحسب ما صرح به الجنرال ريموند توماس، سيمثل الطرف الأول قوات سوريا الديمقراطية التي أنشأتها وزارة الدفاع الأمريكية، التي لم تعد تقتصر على الأكراد، بل ستشمل أيضا الأتراك والعرب من أجل طمأنة أنقرة. أما الطرف الثاني فهو نظام الأسد، والثالث سيكون ممثلا من قبل وحدات حماية الشعب الكردية المسيطرة على المناطق الغنية بالنفط في دير الزور شمال شرق سوريا.
وبينت الصحيفة أن هذا المخطط الأمريكي مماثل لإستراتيجية إدارة أوباما لتقسيم سوريا إلى جزء كردي سني، وآخر عربي سني، وجزء آخر عربي علوي. وقد طلبت وزارة الدفاع الأمريكية ميزانية قدرها 550 مليون دولار بحلول سنة 2019 "لتدريب وتجهيز" حلفائها في سوريا.
وأضافت الصحيفة أن الخطوة الرابعة تتمثل في رفض مقترح حكومة انتقالية الذي يهدف إلى جذب اهتمام روسيا وتشريكها في مخطط التقسيم. وفي حقيقة الأمر، يعد هذا الاقتراح من مطالب "المعارضة" المنصوص عليه في قرار الأمم المتحدة رقم 2254. وفي نفس الوقت، ستسمح هذه الأطراف للأسد بالمشاركة في الانتخابات، لكنهم سيخلقون الظروف وينشئون المؤسسات الضرورية للحيلولة دون فوزه.
وأشارت الصحيفة إلى أن الخطوة الخامسة تتمثل في عزل إيران عن سوريا. ومن المتوقع أن يتولى هذه المهمة مايك بومبيو، الملقب بالصقر الجديد لحكومة ترامب، الذي يعتبر من مناصري فكرة ديكتاتورية النظام التركي والإيراني.
وأوضحت الصحيفة أن الخطوة السادسة تتمثل في تحريض تركيا لمواصلة الحرب في سوريا؛ فمجرد احتلال تركيا لعفرين، سيضغط حلف شمال الأطلسي على الأسد وحلفائه من خلال محاصرته لحلب. بالإضافة إلى ذلك، تخطط الولايات المتحدة الأمريكية لإعادة السيناريو اليوغسلافي والعراقي لتنفيذ "الهندسة الديمغرافية" في عفرين، عن طريق إقامة اللاجئين العرب السوريين، وإنشاء مناطق "أحادية الشكل".
وبينت الصحيفة أن جيش حلف شمال الأطلسي عمد إلى بث الرعب في نفوس المتساكنين في عفرين، وهو ما أجبر الآلاف من الأطفال، والشيوخ، والشباب على الفرار من منازلهم. وتجدر الإشارة إلى أن سقوط عفرين، الذي تزامن مع استرجاع الجيش السوري للغوطة الشرقية وإخلائها تماما من المسلحين وعائلاتهم، يثير الشكوك بشأن وجود صفقة خفية بين الطرفين لاستبدال المدينتين.
ونوهت الصحيفة بأن روسيا قد منعت الجيش السوري المنهك من الدخول في معركة دامية في إدلب في الوقت الحالي، خاصة في ظل الأزمة الإنسانية التي يعاني منها سكان المدينة. وبناء على هذه المعطيات، طلب الناقد والناشط السياسي الأمريكي، نعوم تشومسكي، من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وإيران، منع تركيا من تحويل عفرين إلى كوباني الثانية، مضيفا أن ذلك سيمنع تكرر السيناريو الليبي واليوغسلافي.