هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يزور رئيس البرلمان الليبي، عقيلة صالح، العاصمة السعودية "الرياض" اليوم بدعوة من مجلس الشورى السعودي؛ لبحث تعزيز العلاقات البرلمانية بين الطرفين.
ومن المقرر أن يلتقي "صالح" رئيس مجلس الشورى السعودي، محمد بن عبد الله آل الشيخ، لبحث تعزيز العلاقات بين البلدين، خاصة بين المجلسين، بحسب وكالة الأنباء السعودية "واس".
تدخل
ورأى متابعون للزيارة أنها "تأتي في إطار التداخلات الإقليمية في الملف الليبي، ومحاولة من قبل نظام ابن سلمان للتواصل مع أطراف ربما يكون لها دور في المشهد السياسي المقبل، كون "عقيلة صالح" أحد المرشحين بقوة في المجلس الرئاسي المنتظر، في حين رأى آخرون أنها مجرد زيارة تقليدية، ربما يكتفي بأداء العمرة ولقاء مسؤولين برلمانيين فقط"، كما قالوا.
وفي تصريحات سابقة، طالب عقيلة صالح السعودية بـ"ضرورة التدخل في ليبيا؛ من أجل إقناع الليبيين بالتوصل إلى وفاق، وذلك بنقل الحوار الليبي- الليبي إلى الرياض، تحت إشراف البرلمان الليبي، وبدعم من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وحكومته".
وأثارت الزيارة من حيث دلالة التوقيت عدة تساؤلات، من قبيل: هل للزيارة علاقة بتشكيلة الرئاسي الليبي المنتظرة؟ أم هي تقارب من أجل دعم معسكر الشرق الليبي في الانتخابات المقبلة؟ وما الدور الذي يمكن أن تلعبه السعودية أصلا في ليبيا؟
تحكم
لكن عضو المجلس الانتقالي السابق، عبدالرزاق العرادي، رأى من جانبه أن "الزيارة تأتي في سياقها الطبيعي؛ كونها جاءت بدعوة من رئيس مجلس الشورى السعودي، ولربما تسهم في الدفع في اتجاه الحراك الحاصل لحل الأزمة الليبية، حيث تسعى بعض الدول الإقليمية إلى التحكم في مخرجات هذا الحراك"، حسب كلامه.
وحول دعم الرياض لـ"صالح"، قال العرادي لـ"عربي21": "لا أعتقد أن "عقيلة صالح" أو "السويحلي" سيكونان أصلا في المجلس الرئاسي المقبل، بل هناك شكوك حتى في استمرارهما في المناصب الحالية لسوء الأداء، لكن في عالم السياسة الرياح قد تأتي بما لا تشتهيه السفن".
"ثورة مضادة"
وأشار المدون الليبي، فرج كريكش، إلى أن "السعودية لاعب أساسي في الملف الليبي، وهي الضلع الثالث بعد مصر والإمارات في إذكاء ودعم الثورة "المضادة".
اقرأ أيضا: تعرف على المرشحين للمجلس الرئاسي الليبي الجديد
وأضاف في تصريحات لـ"عربي21": "صالح" مجرد ساعي بريد لدى "حفتر". وبخصوص السعودية، فلا بد لـ"عقيلة"، وهو مثل سيارة بالريموت "كنترول"، أن يستمع لإملاءات "المدراء" الذي يرعون نعمته ومركزه، خصوصا أن ليبيا على حافة تغير ما تحبل به الأيام المقبلة"، حسب تعبيره.
إرباك
الصحفي الليبي، محمد عاشور العرفي، أوضح أن "عقيلة صالح لعب دورا بارزا من خلال منصبه؛ لإرباك أي تسوية سياسية تنهي الأزمة السياسية في ليبيا، باعتبارها ستفسح المجال أمام خصومه من التيار الإسلامي"، وفق تقديره.
وبخصوص زيارة الرياض، قال العرفي لـ"عربي21": "الزيارة لن تكون بعيدة عن هذه الاعتبارات، خاصة أن الموقف الإماراتي والسعودي إزاء الأزمة السياسية في ليبيا هو موقف واحد"، كما قال.
دعم "عقيلة" للرئاسة
وقال أستاذ القانون الدولي، السيد أبو الخير، إن "الزيارة لا تتعلق بـ"حفتر"؛ لأنه فشل في مهمته، ومَن موله أدرك ذلك، لذا بدأ تنفيذ السيناريو البديل المعد لليبيا من الخارج. أما بخصوص "عقيلة"، فزيارته للسعودية ربما تمهيد لدعمه في الانتخابات الرئاسية"، حسب كلامه.
اقرأ أيضا: تصريحات "عقيلة صالح".. هل ورطت "مصر" وأحرجت "حفتر"؟
وتابع في حديث لـ"عربي21": "وكون عقيلة رئيسا للبرلمان الليبي سيوفر له ذلك أرضية في الانتخابات، خاصة من قبل القبائل المؤيدة له، ولن يجد معارضة كبيرة لذلك، ومن خلاله سيتم تنفيذ الثورة المضادة سياسيا بعد فشلها عسكريا"، حسبما ذكر.