هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعلن اللواء الليبي المتقاعد، خليفة حفتر، عن إطلاق عملية عسكرية جديدة؛ بهدف "فرض القانون" في منطقة الجنوب الليبي، دون تفاصيل عن طبيعة العملية أو من القوات التي ستقوم بها.
وأصدر حفتر تعليماته إلى "جميع الوحدات العسكرية والأمنية في الجنوب الليبي لبدء العملية، والتي أطلق عليها "فرض القانون"، بحسب بيان للمكتب الإعلامي لقوات حفتر.
ولم ترد أي تفاصيل عن عملية حفتر الجديدة أو طبيعية القوات المشاركة فيها، رغم زعمه من قبل أن اللواء السادس الذي يقاتل في الجنوب هو تابع لقواته، وهو ما نفاه الأخير وأعلن تبعيته لحكومة الوفاق الليبية.
هدوء وتكهنات
وساد هدوء حذر منطقة الجنوب الليبي، التي تشهد اشتباكات مستمرة لعدة أيام متتالية، وسط أنباء عن وجود قوات أجنبية من تشاد والنيجر والسودان تحاول السيطرة على المنطقة.
من جهته، قال عميد بلدية مدينة سبها (جنوبي ليبيا)، حامد الخيالي، أن "هناك تنسيقا على الأرض على مستوى الكتائب بين قوات حفتر وقوات حكومة الوفاق الوطني، لتمشيط المنطقة؛ لتحديد أهداف وأماكن تمركز "مجموعات مسلحة أجنبية"، وفق قوله.
لكن عملية حفتر الأخيرة طرحت عدة تساؤلات وتكهنات حول طبيعة العملية والقوات التي ستقوم بها،
وهل يمكن لحفتر إدارة حرب في الجنوب وأخرى في الشرق الليبي، خاصة في مدينة درنة التي هدد مرارا باقتحامها؟ أم أن العملية مجرد "شو" إعلامي؟
"مليشيا" حفتر
من جانبه، أكد عضو البرلمان الليبي، جلال الشويهدي، أنه "لا يوجد جيش لدى "حفتر" أصلا حتى يطلق به عملية عسكرية جديدة، وكل ما فعله "حفتر" هو تأسيس "مليشيات" أمنية خاصة يرأسها أبناؤه المدنيون أصلا، وكذلك المقربون من أبناء عمومته"، وفق قوله.
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21"، أن "ما حدث في بنغازي هو في الحقيقة أن أبناء المدينة هم من خاضوا الحرب. أما ما حدث في الحقول النفطية، فهو نتيجة لاستجلاب "حفتر" لمرتزقة من حركة "العدل والمساواة" السودانية، وتقرير لجنة الخبراء الأخير يثبت ذلك"، كما قال.
تقارب مع "الوفاق"
لكن الإعلامي الليبي من بنغازي، عاطف الأطرش، رأى من جانبه أن "هذه العملية قد تهدف لإثبات وجود هذه القوات على أراضي تلك المنطقة، الملتهبة قبليا وأيديولوجيا، وأعتقد أيضا أنها خطوة أولى للتقارب مع القوات الموالية للمجلس الرئاسي.
وأضاف لـ"عربي21": "هذا التقارب مبني على تقارب في وجهات النظر حول توحيد قيادة الجيش الليبي، أما بخصوص العمليات العسكرية حول مدينة درنة، فهي لم تشهد تصعيدا كبيرا حتى الآن، وهناك بعض المحاولات الساعية لحل الأزمة بشكل سلمي"، حسب كلامه.
سيطرة "الجيش"
وقال الناشط السياسي الليبي، خالد السكران، إن "المشير" حفتر لا يريد أن يصبح الجنوب خارج سيطرة "القيادة العامة للقوات المسلحة" (قوات حفتر)، وبالتالي ورغم ابتعاد المسافة وصعوبة توصيل الإمدادات قام بإرسال قيادة عسكرية كبيرة لقيادة المعارك هناك، وهو اللواء محمد المنفور"، حسب
معلوماته.
وبخصوص قدرة حفتر على معارك الجنوب والشرق، قال السكران لـ"عربي21": "أعتقد أن الرفض الإيطالي للتدخل المصري في درنة أدى إلى تأجيل الحرب في المدينة إلى وقت آخر، خاصة أن الأقمار الصناعية توضح وجود طائرات تجسس إيطالية يومية في المجال الجوي الليبي".
"غموض"
وأشار المدون والناشط الليبي، فرج فركاش، إلى أن "ما يحدث في الجنوب الليبي ما زال يكتنفه الغموض، وتدخل فيه عدة عوامل، منها العامل القبلي والعامل السياسي والتدخلات الأجنبية، فاللواء السادس مثلا رفض تعيين آمر جديد له من قبل حفتر، وقبيلة التبو منقسمة بين "الوفاق" وبين "حفتر"، واتهامات لكلا الطرفين باستخدام مليشيات ومرتزقة أجانب".
وتابع: "لا يمكن حل المشكل الحاصل إلا بتوافق القوتين؛ التابعة للمجلس الرئاسي، والتابعة للقيادة العامة، وفرض نوع من السلام ولو بالقوة؛ حتى يتم إيجاد حل جذري لموضوع السيطرة والنفوذ الذي يكمن وراء هذا الصراع، الذي يمتد إلى عدة سنوات قبل حتى ثورة شباط/ فبراير"، وفق قوله لـ"عربي21".