نفى قائد "جيش مغاوير الثورة"، المقدم مهند الطلاع، استقدام الولايات المتحدة الأمريكية تعزيزات عسكرية إلى منطقة التنف (المنطقة 55) على الحدود السورية-العراقية-الأردنية، التي يسيطر عليها التحالف الدولي.
وأوضح الطلاع في حديث لـ"
عربي21" أن التحركات التي تدور في المنطقة هي تحركات تخص أمن المنطقة بشكل عام، معتبرا أن كل ما يتداول من أنباء عن تجهيز المنطقة لتكون منصة لضرب النظام السوري "تفتقر إلى المصداقية".
حديث قائد "جيش مغاوير الثورة" أحد فصائل التنف، أتى ردا على تقارير إعلامية أشارت إلى وصول تعزيزات عسكرية أمريكية من الأردن إلى المنطقة، استعدادا لعمل عسكري عقابا للنظام السوري، بسبب استخدامه الكيماوي وارتكابه المجازر في الغوطة الشرقية المحاصرة.
وبالمقابل، شدد الطلاع على استعداد الفصائل في التنف للدفاع عن أمن المنطقة بقوله: "سيتم التعامل مع أي عدوان على المنطقة بحزم شديد، من قبل الفصائل والتحالف"، وذلك في إشارة منه إلى التهديدات الروسية للمنطقة.
وكان نائب وزير الدفاع الروسي "ألكسندر فومين" اتهم قبل أيام الولايات المتحدة بأنها تستخدم منطقة التنف كغطاء للجماعات الإرهابية، مضيفا لوسائل إعلام روسية أنه "لا يمكن ألا يقلقنا وجود المنطقة الآمنة بقطر 55 كيلومترا قرب بلدة التنف الواقعة على الحدود السورية العراقية، حيث سيّجت عمليا هناك محمية للإرهابيين".
ولا يمكن فهم ما يجري من مناكفات روسية-أمريكية في هذه المنطقة، دون حضور الضربات الأمريكية التي وجهتها واشنطن لقوات موالية للنظام السوري شرق دير الزور الشهر الماضي.
وفي هذا السياق، قال الباحث أحمد السعيد، إن روسيا تحاول رد الصفعة التي وجهتها الولايات المتحدة لها بضربها قوات روسية عاملة في شركة "فاغنر"، من خلال زعزعة أمن واستقرار منطقة التنف، التي تعتبر منطقة خفض تصعيد.
وأضاف لـ"
عربي21" أن التصريحات الروسية والقلق حول احتمال توجيه ضربات لنظام
الأسد، هي محاولة من موسكو للهروب للأمام من أزمتها الكبيرة في الغوطة، الأزمة التي عزلتها دوليا، وأظهرتها على أنها دولة مارقة.
وأردف السعيد قائلا: "باعتقادي ليس من تحركات قادمة ضد الأسد لا من التنف ولا من غيرها، وهذا العالم الذي سكت على جرائم النظام وروسيا لن تدفعه جرائم الغوطة إلى التحرك".