هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا لرونالد كلين، الذي كان أحد كبار المساعدين في البيت الأبيض في فترة باراك أوباما وبيل كلينتون، وكان أحد كبار مستشاري هيلاري كلينتون خلال حملتها الانتخابية عام 2016.
ويشير كلين إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن بعد فوزه في الانتخابات بأسابيع، وفي تاريخ 22 تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، تراجعا مفاجئا، بعد أشهر من مطالبته بسجن هيلاري كلينتون، وقال إنه ضد مزيد من التحقيقات؛ لأنها ستكون سببا في الفرقة الداخلية، وقال في حينها إن كلينتون وعائلتها عانوا بما فيه الكفاية، فيما قال المقرب منه ردولف جولياني: "هناك عادة في السياسة الأمريكية، وهي أنه بعد أن تفوز تقوم بوضع الأمور الأخرى خلفك".
ويستدرك الكاتب في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، بأنه "بعد عام من الفوز، لا يبدو أن ترامب يريد (وضع الأمور خلفه)، فدعا وزارة العدل تقريبا لأن تقوم بالتحقيق في رسائل البريد الإلكتروني لكلينتون للبحث في نظرية ما إذا كانت مؤسسة كلينتون تمكنت من جعل 9 وكالات فيدرالية، تتلاعب في مراجعة صفقة يورانيوم تجارية، ودعا هذا الأسبوع لسجن مساعد سابق لكلينتون، ومحاكمة المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالية جيمس كومي، وإن لم يكن ذلك كافيا، فيطالب حلفاء ترامب بالتحقيق مع (مسؤولين كبار في إدارة أوباما يمكن أن يكونوا متورطين في التآمر لمنع انتخاب ترامب)".
فما الذي يحصل هنا؟
ويقول كلين: "ربما يكون هناك جهد للتغطية على المد في الاتهامات الموجهة لترامب ومعاونيه- بما في ذلك الاتهامات المثيرة من المساعد والحليف السابق ستفين بانون، مواجهته، وربما تكون مجرد عكس لعدم الانضباط والطبيعة العشوائية لترامب".
ويستدرك الكاتب قائلا: "لكني أشك أن هناك سببا آخر في رجوع ترامب في وقت وصل فيه التحقيق الذي يجريه روبرت مولر إلى نقطة حرجة، فترامب وحلفاؤه يشيرون إلى صفقة عن طريق هذه الرسالة الموجهة للحزب الديمقراطي مفادها: (إن لم تكن لديكم رغبة في أن يتم التحقيق مع أناسكم، اصمتوا بينما نقوم بإغلاق التحقيقات التي يجريها الكونغرس وتعطيل عمل المستشار الخاص، إن كان أناسي سيتم التحقيق معهم فإن ذلك سيكون مع أناسكم)".
ويقول كلين: "يجب النظر إلى هذا الاقتراح غير اللائق على خلفية ما نعرفه وما لا نعرفه حول فوضى ترامب وروسيا، الأول: علمنا العام الماضي أن انتصار ترامب الضيق كان ملطخا بالمساعدة الروسية، وتبين أن ملايين الأمريكيين تعرضوا للخداع والدعاية الروسية على مواقع الإعلام الاجتماعي، ونعلم أن عددا أقل تعرض للدعايات الروسية التي دفعت أجورها بالروبل، ونعلم أن عملية استخبارية موالية لروسيا أدت إلى سرقة رسائل البريد الإلكتروني للجنة الوطنية للحزب الديمقراطي ومسؤولي حملة هيلاري كلينتون، ثم سهلت عملية التسريب لتحقيق أقصى تأثير، ما تسبب باستقالة رئيس اللجنة عشية مؤتمر الحزب، ثم مواجهة شريط (آكسيس هوليود) بنشر عدد كبير من الرسائل الإلكترونية المقرصنة، في اليوم ذاته تم الكشف عن ذلك الشريط (الذي يفضح ترامب)"، وستسجل كتب التاريخ فوز ترامب، الذي كان ضيقا جدا -مجرد 80 ألف صوت في ثلاث ولايات- بأنه تم بتدخل روسي".
ويبين الكاتب أن "الأمر الثاني، نعلم أن ترامب طلب المساعدة من روسيا، واستخدم التدخلات الروسية في حملته، ونعلم أيضا أن ابن ترامب وزوج ابنته قاما بلقاء في حزيران/ يونيو 2016 مع عاملين روس؛ لمعرفة ماذا يمكن الاستفادة منهم في الحملة، ونعلم أن ترامب نفسه دعا روسيا علنا إلى سرقة رسائل الريد الإلكتروني لكلينتون ونشرها، بالإضافة إلى أن ترامب استخدم رسائل الريد الإلكتروني التي سرقتها روسيا، وحث المصوتين أكثر من 160 مرة في الأسابيع الأخيرة من الحملة لقراءة ما نشره موقع (ويكيليكس)، كما أعاد هو وكبار مستشاريه نشر الدعاية الروسية على مواقع التواصل الاجتماعي، وحدث هذا بعد أن قام ضباط مكافحة التجسس بتحذير ترامب من أن هناك جهودا روسية لاختراق حملة الانتخابات الرئاسية لعام 2016".
ويفيد كلين بأن "الأمر الثالث أنه من بين الأشياء التي تشير إلى احتمال تورط ترامب ومن حوله بنوع من التعاون مع روسيا لم يكشف عنه بعد، هو كثافة جهودهم لإغلاق التحقيق فيما حصل، ولا يشير إلى هذا شيء أكثر من تصرفات ترامب الغريبة: القول بأن تحقيق مكتب التحقيقات الفيدرالية في التأثير الروسي كان (ملوثا)، واعترافه بأنه كان يفكر في (موضوع روسيا هذا)، عندما أقال كومي، وتحريك انصاره لمهاجمة موللر، فهل هذه أفعال رجل بريء؟".
وينوه الكاتب إلى أن "دعوات التحقيق مع حلفاء كلينتون وأوباما هي آخر تكرار لهذا التكتيك، وأكثرها خسة، أنا أعرف هيلاري كلينتون وأعرف أوباما، ولن تخيفهما تلك التهديدات".
ويختم كلين مقاله بالقول: "بالطبع لا نعلم عما إذا كان هناك اتفاق صريح بين الروس وحملة ترامب، أم أن الطرفين قاما باتخاذ خطوات لتحقيق مصالح مشتركة، ولا نستطيع معرفة ما سيتوصل إليه موللر، لكن أفعال ترامب وحلفائه تشير إلى ما يخشون أن يتم اكتشافه، وحتى لو لم يتبين شيء أكثر مما تبين إلى الآن، فإن رئاسة ترامب وصمت دون شك بما عرفناه في عام 2017".