هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن مساعدي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدأوا باستبعاد روسيا من تقاريرهم الاستخباراتية.
ويكشف التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن أن مساعدي ترامب يقومون باستبعاد روسيا خشية أن تثير غضب الرئيس، مشيرة إلى أن أي ذكر للتدخل الروسي يخرج ترامب عن طوره.
وتنقل الصحيفة عن مسؤولين حاليين وسابقين، قولهم إن المسؤولين في البيت الأبيض يتجاهلون ذكر التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية عمدا في التقارير اليومية؛ لئلا يغضب ترامب، وأضافوا أنهم يخططون التقارير اليومية للرئيس بناء على رد فعله العاطفي، حيث إن المعلومات عن التدخل الروسي والتأثير الذي حاولت موسكو لعبه على النظام السياسي الأمريكي، عادة ما تكون خارج الاهتمامات.
ويورد التقرير نقلا عن مسؤول سابق في الاستخبارات قوله: "لو كان الحديث عن روسيا وتلاعبها وتدخلها، فإن التقرير اليومي يخرجه عن طوره"، ولهذا السبب يتجنب المسؤولون في مناسبات، تضمين معلومات جديدة حول روسيا في التقارير الشفهية ويتركونها للتقارير المكتوبة.
وتبين الصحيفة أن المسؤولين يقومون في بعض المرات بوضع المعلومات في أوقات محددة لئلا "يهتاج" الرئيس، مشيرة إلى أنه حتى مجلس الأمن القومي يتجنب الحديث عن التدخل الروسي خارج المستويات الدنيا؛ خوفا من إغضاب ترامب.
وينقل التقرير عن المتحدث باسم مكتب مدير الاستخبارات القومية براين هيل، قوله إنهم لا يختلفون مع هذه الروايات، إلا أن المجتمع الاستخباراتي يقدم عادة "معلومات أمنية موضوعية للرئيس وطاقمه ومن ضمنها روسيا".
وتلفت الصحيفة إلى أن وكالات الأمن الأمريكية، بما فيها "سي آي إيه" ووكالة الأمني القومي ومكتب التحقيقات الفيدرالي "أف بي آي"، توصلت وبدرجة عالية من الثقة إلى أن روسيا حاولت التأثير على مسار الانتخابات الأمريكية.
ويكشف التقرير عن أن المسؤولين في الوكالات الثلاث أخبروا ترامب أنهم علموا عن تعليمات قدمها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بهذا الشأن، إلا أن ترامب قلل من أهمية المعلومات، وأشار إلى أن دولا أخرى ربما شاركت في التدخل، وقال: "أعتقد أنها قد تكون روسيا وقد تكون دول أخرى ولن أحدد.. وأعتقد أن الكثير من الأشخاص تدخلوا منذ فترة طويلة".
وتفيد الصحيفة بأنه من بين الأسباب التي قدمها 50 مسؤولا حاليا وسابقا حول تردد الرئيس في القبول بفكرة التدخل الروسي، الخوف من أن يمنح اعترافه مصداقية للاتهامات التي تقول إن حملته الانتخابية تعاونت مع روسيا لهزيمة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، لافتة إلى قول أخرين إن التلميح بدور روسي وليس الرئيس في الفوز يعد تهديدا لأنويته العالية.
وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى قول مسؤول بارز: "لو قلت: التدخل الروسي، فإنه يأخذ الكلام وكأنه موجه ضده.. فهو يحكم على كل شيء من خلال نفسه".