كشف رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في
ليبيا،
غسان سلامة، عن وجود أطراف ليبية تريد تعديل
الخطة الأممية وأخرى رفضتها بحثا عن مناصب في الدولة.
وقال سلامة في لقاء مع قناة محلية: "هناك خلافات بين الليبيين بشأن مقترحاتهم حول الخطة الأممية، وهناك من أراد تعديلها أو رفضها بحثا عن مواقع"، لافتا إلى أنه قابل نوعين من الليبيين البعض اهتم بالمصلحة الوطنية، والبعض الآخر طلب مسائل تخص القبيلة والأقارب.
أهداف ثابتة
وأكد سلامة العمل على أهداف ثابتة وهي الانتخابات، والدستور، والمصالحة الوطنية الشاملة، موضحا في الوقت ذاته أن تعديل الاتفاق السياسي ليس هو الهدف في خطة عمل الأمم المتحدة.
وأوضح سلامة، أن المؤقت في الخطة الأممية محاولة استخراج حكومة تشكل شبكة أمان للمرحلة القادمة، مبينا أن ليبيا في حاجة إلى إطار مؤقت لتسيير خدمات المواطنين وحل أزماتهم المعيشية اليومية.
وقال المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا، إن لم تخرج الحكومة من خلال تعديل الاتفاق السياسي، سنعمل على مخرج آخر، مضيفا أن هناك خلط في ليبيا بين ما هو قانوني وبين ما هو شرعي.
وأردف غسان سلامة قائلا: "إن الليبيين أبلغوني رسالة فور وصولي إلى ليبيا، بأنهم لا يريدون البقاء في مرحلة انتقالية"، معربا عن أمله في أن تكون ليبيا في المرحلة القريبة ضمن إطار دستوري ومؤسسات ثابتة.
الانتخابات هي الفيصل
أما عن الانتخابات في ليبيا، أكد سلامة أن الانتخابات هي الفيصل بين القوى المتصارعة، وهي أفضل من البندقية لأنها لا تقتل، داعيا الليبيين للتسجيل بسرعة.
وبين سلامة أن البعثة الأممية تعمل مع المفوضية الوطنية العليا للانتخابات فنيا وتقنيا لكن الشروط غير متوفرة، مشيرا إلى أنه ليس هناك شروط نموذجية للانتخابات، ولن نُقْدِم عليها إلا بعد توفر شروط كافية.
وطالب سلامة بضرورة تكبير المشاركة الليبية في الانتخابات لأنها ستحدد شرعيتها، مؤكدا أن عقد الانتخابات يستلزم شروط أمنية وتشريعية وقانونية، وقانون للانتخابات الرئاسية.
ملتقى المصالحة
وعن موعد انعقاد المؤتمر الوطني الشامل الذي أشار إليه سلامة في خطته، أكد
المبعوث الأممي أنه عندما نصل إلى مستوى معين من المصالحات وقبول الآخر، سندعو إلى ملتقى المصالحة.
وتابع قائلا: "سنضع عددا كبيرا من الأسماء على الطاولة، وسيتنادى الليبيون لاختيار بعضهم البعض بخصوص الملتقى الوطني، ولا أعتقد أن شهر فبراير (شباط) سيكون موعدا للملتقى خصوصا بعد إلحاح الليبيين على عقده داخل ليبيا".
سلامة يتهم السراج
وكشف غسان سلامة، عن أن رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج "لم يقدم شيئا لمفوضية الانتخابات وتأخر كثيرا، لكنه دفع رواتب متأخرة للعاملين في المفوضية"، مشيرا إلى أن السراج حظي بدعم لم يحظ به الكثير من الليبيين، وعاد مسرورا من لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأضاف سلامة، أن "ما يحدث في ليبيا ليس فسادا، وإنما نهبا ممنهجا لمالية الدولة"، مؤكدا وجود أطراف دولية تشارك بالنهب، منبها إلى أنه كلما هزلت الدولة كلما زادت التدخلات الخارجية، موضحا أن هناك أشياء يتطلب تعديلا جيلا وربما أكثر، وفق قوله.
وأضاف مبعوث الأمم المتحدة: "هناك من يقول إن ليبيا بلد غني لكن الفقراء يزدادون يوميا، وهناك مليون ليبي بحاجة إلى مساعدة إنسانية"، مشيرا إلى أنه جاء إلى ليبيا ليقرب بين الليبيين وليس ليفرق بينهم، ولهذا صمت عن العديد من الأمور والمسائل، على حد تعبيره.
2018 اقتراب الحل
ورجح غسان سلامة أن سنة 2018 هي سنة الاقتراب من الحل السياسي في ليبيا، لافتا إلى أنه لن يكذب على الليبيين وسيبقى صادقا معهم حتى لحظة خروجه من هذا البلد.
وتابع سلامة: "هناك أسباب كثيرة لحمل السلاح في ليبيا وعلينا أن نجد ما يطمئن غير السلاح"، مبينا أن هناك فئات مسلحة أخرى خلقت فقط للنهب والسرقة ومصيرها السجن.
وتحدث سلامة عن استقالة النائب الأول لرئيس مجلس النواب أمحمد شعيب، قائلا: "التقيت شعيب قبل أيام وشعرت أنه يتقرب من الاستقالة وحاولت منعه، وأتمنى عودته إلى المشهد".