هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكد رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج، استمرار المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق الوطني في عملهما المعتاد، وأنه لا وجود لتواريخ لنهاية الاتفاق السياسي إلا عند التسليم لجسم منتخب من الشعب.
وشدد السراج في بيان له في ساعة متأخرة من ليل الأحد، على أنه لن يثني المعرقلون حكومة الوفاق الوطني عن أداء واجبها تجاه المواطنين، داعيا جميع الليبيين بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم السياسية أو المناطقية إلى لم الشمل والمصالحة الوطنية، وعودة دعاة الفرقة إلى جادة الصواب، حسب قوله.
وناشد السراج، الليبيين الالتفاف حول حكومة الوفاق الوطني والاستفادة من الزخم الدولي الحالي لدعم مسار الوفاق الحقيقي، وبناء الأرضية التي توصلهم إلى الانتخابات وانتهاء المراحل الانتقالية، وفسح الطريق للشعب ليقول كلمته عبر صناديق الاقتراع، وليس بالقفز على السلطة أو عسكرتها.
ونوه السراج، إلى أن المفوضية الوطنية العليا للانتخابات قد بدأت بالتجهيز لهذا الاستحقاق الانتخابي، مؤكدا أن الدول الكبرى ودولا شقيقة ومنظمات دولية وافقت على المساهمة في التجهيز والإشراف والمراقبة، وفق للبيان.
اقرأ أيضا: حفتر يعلن نهاية "الاتفاق السياسي الليبي"..هل من مستجيب؟
ودعا رئيس المجلس الرئاسي، إلى التسجيل والمشاركة بكثافة في الانتخابات، كما أنه دعا كافة المهجرين في الخارج دون استثناء للعودة إلى وطنهم للمساهمة في بناء مؤسساته، مطالبا الجميع بالاستفادة من التجربة في حسن اختيار ممثليه.
وجدد فائز السراج، تأكيده الالتزام بالاستحقاق الانتخابي، مشددا على أنه لن يسمح بوجود فراغ تملؤه الفوضى والانتهاكات ويتسلل إليه التطرف و"الإرهاب"، مؤكدا التزامهم أيضا بتحسين الوضع الاقتصادي وأحوال المعيشة وحل المختنقات، حتى يسلم الأمانة إلى من يختاره الشعب أو ممثليه، على حد قوله.
وأشار السراج، في بيانه الصادر بمناسبة الذكرى الثانية من توقيع الاتفاق السياسي الليبي بمدينة الصخيرات المغربية، إلى أن "هناك نجاحات تحققت وهناك أزمات استعصت على الحل حتى الآن، أشدها وقعا الأزمة الاقتصادية والمالية"، حسب تعبيره.
وبهذا الصدد، جدد السراج دعوته للصديق الكبير وعلي الحبري إلى "وضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، وعقد اجتماع عاجل في العاصمة طرابلس لمجلس إدارة مصرف ليبيا المركزي لإنهاء حالة الانقسام، ونقاش أمورهم وجها لوجه، والخروج بسياسة نقدية موحدة تضع آليات لمعالجة أزمة السيولة ودعم الدينار الليبي، لتنتهي معاناة المواطنين المؤلمة والتي لم يعد في الإمكان استمرارها".
وأوضح رئيس المجلس الرئاسي، أن تحقيق الاستقرار في ليبيا يحتاج إلى جهد جميع الليبيين، داعيا إلى وضع الخلافات وراء ظهورهم ووضع هدف واحد صوب أعينهم لتجتاز البلاد المحنة والوصول بها إلى بر الأمان.
وقال: "كنا نأمل في إحياء مناسبة ذكرى توقيع الاتفاق السياسي الليبي في ظل وضع سياسي دائم بمؤسساته الرئاسية والبرلمانية ومؤسسة عسكرية موحدة، ولكن للأسف تراجع البعض وعدم التزامهم باستحقاقات الاتفاق قبل أن يجف توقيعه عليه، إذ أدخلوا البلاد في دوامة لا بوصلة لها سوى المصالح الشخصية والطموحات التي لا جامح لها دون مراعاة صعوبة الظرف الاقتصادي والأمني الذي تواجهه البلاد".
اقرأ أيضا: سلامة يحث الأطراف الليبية على عدم تقويض العملية السياسية
وأكد فائز السراج، أنهم عملوا ما بوسعهم وبكل جد لتحقيق الأمن وعودة الحياة إلى طبيعتها، مشيدا بكل رجال الجيش والشرطة ومؤسساتها الأمنية الذين ضحوا بالغالي والنفيس للوصول إلى هذا المستوى من الأمن والأمان رغم كل الصعوبات والتحديات.
وكان اللواء المتقاعد خليفة حفتر الذي يسيطر على معظم شرق البلاد، أعلن عن انتهاء صلاحية الاتفاق السياسي الليبي مع بلوغ يوم 17 كانون أول/ ديسمبر 2017، وفقدان كل الأجسام المنبثقة عنه بصورة تلقائية شرعيتها المطعون فيها منذ اليوم الأول من مباشرة عملها، حسب قوله.
وشدد حفتر، في كلمته المصورة أمس الأحد، على رفضه القاطع لخضوع "الجيش الوطني" التابع له، إلى أي جهة مهما كان مصدر شرعيتها ما لم تكن منتخبة من الشعب الليبي، محذرا من دخول البلاد في مرحلة خطيرة بعد يوم 17 كانون أول/ ديسمبر.