تقول صحيفة "وول ستريت جورنال" إن
قوات الردع الخاصة، التي قامت باعتقال والد وشقيق منفذ هجوم
مانشستر الانتحاري، أصبحت معروفة بالمداهمات التي كانت تقوم فيها على مهربي المخدرات وتجار الخمور.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن قوات الردع ظهرت في العاصمة الليبية طرابلس قبل أن تصبح قوة في القتال ضد
تنظيم الدولة، الذي سيطر حتى العام الماضي على مدينة سرت.
وتلفت الصحيفة إلى أن قوات الردع أعلنت يوم الأربعاء عن اعتقال رمضان
العبيدي، والد منفذ هجوم مانشستر، وشقيقه هشام.
ويكشف التقرير عن أنه بحسب تقارير من
ليبيا، فإن هشام اعترف بأنه كان عضوا في تنظيم الدولة، وبأنه يعلم بخطط شقيقه سلمان، مستدركا بأنه لم يتم التأكد من صحة هذه المعلومات، وحولت القوة الأسئلة كلها إلى النائب العام.
وتنقل الصحيفة عن صديق قديم لعائلة رمضان العبيدي، قوله إن المليشيات اعتقلت رمضان عندما كان يحضر لمؤتمر صحفي يتحدث فيه للصحفيين في طرابلس، مشيرة إلى أن الصديق لا يعرف عن التحقيق لكنه شكك في صحة المعلومات المتوفرة عن اعتراف الشقيق، في ضوء ما يثار حول سمعة "الردع".
ويفيد التقرير بأنه لم يتم التأكد من الطريقة التي تم فيها انتزاع المعلومات من شقيق المنفذ، حيث قال الصديق: "أفضل لو اختطفني البريطانيون أو الأمريكيون على اعتقال هؤلاء لي".
وتنوه الصحيفة إلى أن قوات الردع الخاصة تعد واحدة من عشرات المليشيات التي ظهرت بعد الثورة الليبية وسقوط نظام معمر القذافي عام 2011، مشيرة إلى أن الفراغ في السلطة أدى إلى ظهور الجماعات المسلحة، التي حلت محل قوات الأمن التقليدية، وبدأت بالعمل دون اتباع أي ضوابط أو معايير.
ويستدرك التقرير بأنه رغم خضوع هذه القوات الاسمي لوزارة الداخلية، إلا أنها تمارس نشاطاتها بشكل مستقل، وتسيطر على نصف العاصمة تقريبا، لافتا إلى أنها انخرطت منذ إنشائها قبل نصف عقد تقريبا في عدد من المداهمات ضد تجار المخدرات والخمور، التي عادة ما تنتهي إلى سجن أو إعدام التجار، بحسب شريط فيديو على صفحة "فيسبوك" الجماعة.
وتبين الصحيفة أن تنظيم الدولة وجد المناخ المناسب له في ليبيا؛ بسبب الوضع الأمني والفوضى، فمنذ عام 2014 انقسمت البلاد إلى ثلاث حكومات في طبرق وطرابلس وثالثة مدعومة من الأمم المتحدة، وهي الوفاق الوطني، منوهة إلى أنه بعد نجاح التنظيم في العراق وسوريا، فإنه سيطر على مناطق في ليبيا، خاصة مدينة سرت.
وبحسب التقرير، فإن ليبيا تعد البلد الوحيد خارج العراق وسوريا، التي أنشأ فيها تنظيم الدولة حضورا قويا له، مشيرا إلى أنه تم طرده من معقله من خلال تحالف من المليشيات، حيث تلقى ضربة لخسارته معقلا مهما، ومسقط رأس الزعيم السابق القذافي، والتفت بعد ذلك إلى العمليات الانتحارية في الخارج.
وتختم "وول ستريت جورنال" تقريرها بالإشارة إلى أن الغضب الشعبي من تمدد الجهاديين في ليبيا كان سببا في انضمام قوات الردع للحملة ضدهم، وبعدما قتلت غارة أمريكية على معسكر للجهاديين في شباط/ فبراير 2016 30 مقاتلا، قامت قوات الردع بسجن زوجات المقاتلين وأطفالهم، وحولت قوات الردع مطار معتيقة إلى سجن مؤقت.