ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية أن أحد أقارب منفذ
هجوم مدينة
مانشستر، حذر المخابرات الداخلية "أم آي فايف" من تصرفاته، وبأنه "خطير"، وسط مخاوف من أن المخابرات كان بإمكانها وقفه قبل تنفيذ هجومه، الذي قتل فيه 22 شخصا، وجرح فيه أكثر من ستين آخرين، ليلة الاثنين في قاعة "مانشستر أرينا".
ويكشف التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن أن دعم
سلمان العبيدي للجماعات المتطرفة كان معروفا، حيث قام صديق بالإبلاغ عنه قبل خمسة أعوام، من خلال الخط الساخن لمكافحة الإرهاب، لافتا إلى أن تصريحاته ومواقفه أثارت القلق، خاصة قوله إن العمليات الانتحارية "مقبولة".
وتفيد الصحيفة بأن الشرطة البريطانية تعتقد أن المنفذ العبيدي لم يتصرف وحده، بل تقف وراءه شبكة إرهابية، مشيرة إلى أن السلطات الأمنية بدأت بالبحث عن المتورطين معه، خاصة صانع القنبلة؛ خوفا من قيامه بتحضير عملية دموية أخرى.
ويشير التقرير إلى أن ذلك جاء وسط إجراءات متشددة قامت بها الحكومة، من رفع درجة التحذير الأمني للمستوى الأقصى، ونشر ألف جندي في الشوارع يحملون السلاح ويرتدون السترات الواقية، فيما اعتقلت الشرطة عددا من المشتبه بتورطهم في العملية.
وتذكر الصحيفة أن صور الدائرة المغلقة كشفت عن العبيدي في مركز أرنديل في مانشستر يوم الجمعة الماضية، وهو يحمل على ظهره حقيبة زرقاء اللون.
ويلفت التقرير إلى أن هذه التطورات جاءت وسط انتقادات حكومية شديدة للصحافة الأمريكية، خاصة صحيفة "نيويورك تايمز"، التي نشرت ما قالت إنه بقايا القنبلة التي استخدمها المنفذ، وأجزاء من حقيبته المحترقة.
وتورد الصحيفة أن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي ستطالب اليوم في بروكسل، بتوضيحات من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول الموضوع، لافتة إلى أن شبكة أنباء "إي بي سي" الأمريكية ذكرت أن الشرطة البريطانية عثرت على مصنع للسلاح ومخزن حفظ فيه ما يكفي من مواد لتصنيع القنبلة.
وينوه التقرير إلى أنه تم اعتقال ستة أشخاص، بينهم شقيق منفذ الهجوم إسماعيل، وهم رهن التحقيق الآن، مشيرا إلى أن مليشيا ليبية اعتقلت والده رمضان (51 عاما)، وشقيقه هاشم (20 عاما).
وتنقل الصحيفة عن خبراء، قولهم إن الشخص الذي جمع القنبلة يجب أن يكون خبيرا في تصنيع السلاح، حيث تشهد البقايا التي وجدتها الشرطة في مكان الحادث على صحة أقوالهم.
وبحسب التقرير، فإنه قيل إن سلمان اتصل مع عائلته قبل 15 دقيقة من تنفيذ الهجوم، وقال أصدقاء للعائلة إن والده رمضان كان قلقا من تشدده، لدرجة أنه طالبه بالعودة إلى
ليبيا ومصادرة جواز سفره، وتم إقناعه بالعودة عندما قال إنه سيؤدي فريضة الحج.
وتقول الصحيفة إن رمضان فر إلى
بريطانيا في التسعينيات من القرن الماضي، عندما اتهمه نظام القذافي بأنه جزء الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة، التي تعد منظمة إرهابية في بريطانيا، مشيرة إلى أن سلمان ترك دراسته في جامعة سالفورد، وكان يعيش مع عائلته في ليبيا قبل عودته إلى مانشستر.
ويكشف التقرير عن أن الشرطة تحاول البحث فيما إن كان سلمان قد سافر إلى سوريا، حيث تم الكشف عن علاقته بمجند لسوريا اسمه رافائيل هوستي (24 عاما)، الذي قتل العام الماضي في غارة جوية في سوريا.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول مدير "مؤسسة رمضان" في مانشستر الكبرى محمد شفيق، لصحيفة "ديلي تلغراف": "عبر الناس في الجالية عن قلقهم من تصرفات هذا الرجل، وقاموا بالإبلاغ عنه للجهات المعنية".