رفعت بصري إلى السماء، كان فيها سحابة بيضاء، على شكل دب قطبي نائم.
التقيت السيدة ماجدة، في فرانكفورت، الممثلة سابقاً في المسرح القومي، هكذا كانت صفته، وكل مسرحياته مقتبسة من مسرحيات الغرب الرأسمالي، والقيصرية الروسية! سلّمت عليها، ميّزتها بسهولة فشكلها لا يضيع، لكنها لم تعرفني للوهلة الأولى، قالت لي: كنت نحيلا في أيام الجامعة، قلتُ: زاد وزني بالزواج، وزوجتي تستلطف القول بأن الطريق إلى قلب الرجل هو المعدة، وهو أسهل من طريق القدس، الذي يبحث عن حزب الله في سوريا، وأظن أن الحزب يبحث عن طريق معدته أيضا.
هذا الكوكب صغير.
كانت ممثلة تؤدي كل أدوارها متحمسةً، بل غاضبة، وتشبه ماجدة المصرية التي كانت تهمس في كل أدوارها كأنها تناجي حبيبا غائبا، حتى الغاضبة منها، وكأنها مسرنمة. كانت ماجدة تتسوق. ساعدتها في حمل بعض الأمتعة والأغذية، وسألتها سؤالاً جعلها تقف وتنظر إلي شزراً، خفتُ من أن يكون السؤال غليظاً، قالت: لا، لكن هذا السؤال لا يسأل على الواقف.
وقالت: ما أغلظك من رجل!
وكنت دوماً فظاً غليظاً، لم ترققني الحضارة بمباردها ومطارقها الناعمة، فدعوتها إلى قهوة وجلسنا، فلانتْ وبدأت الحديث، وقلت: المرء يتوق إلى معرفة المصائر والنهايات، فما أخبار زميلتنا الممثلة دارين؟
كنا شلتين في الجامعة؛ شلة الملتقى الأدبي، وشلة المسرح الجامعي. وصادف أن اجتمعنا يوما ثلاثة من كل فريق في مقهى، ومعنا الزميل الممثل في المسرح القومي، وهو ليس بقوميّ ولا وطنيّ، السيد مجبول، وهو شاب في الخامسة والثلاثين، مصاب بما أصيب به كثيرون من الممثلين العاشقين للمسرح أمثال أدونيس، فنسي شخصيته الحقيقية، وتلبستْ شخصيته شخصيات درسها وحفظها، فتقمصها، أو أنها حلّتْ فيه بتناسخ الأرواح، وصار يردد جمل الحوارات المسرحية في كل مكان وزمان، أمام باب الفرن، وفي الشارع، وفي المقهى، وفي السهرات والأمسيات.. وكانت جملاً من مسرحيات شكسبير، وقصصاً لتشيخوف تحولت إلى مسرحيات قصيرة، فتلك كانت الموضة في المسرح "القومي".
كان يردد جملاً مثل: "إنّ الحزن الصامت يهمس في القلب حتى يحطمه". "الشك دائماً ما يسكن العقل الآثم". "السمعة أكثر الخدع زيفاً وبطلاناً، فهي كثيراً ما تُكتسب دون وجه حق، وتُفقد دون وجه حق" . "نحن نعرف من نحن، لكننا لا نعرف ما قد نكونه". "استمع لكثيرين، وتكلّم مع قليلين". "الذئب ما كان ليكون ذئباً لو لم تكن الخراف خرافاً". "البعض ترفعه الخطيئة، والبعض تسقطه الفضيلة". "توبي أورنت توبي"، "حتى أنت يا برو قضيماتي"..
ولم تكن المسرحيات تثير النظارة الحلبيين أو تغريهم، فهم يفضلون عليها مسرحيات شعبية، ولم يكن يحضرها سوى أصحاب الممثلين، ببطاقات دعوة، ومعها إغراءات الصف الأول، الذي لم يمتلئ يوماً قط، فالحلبيون لا يحبون شكسبير، هم يحبون الشيخ جنزير.
هتف مجبول بالملك ماكبث، فوجدنا رجلاً من جنِّ الإنس ينبثق ويقول لنا: تفضلوا معي إلى الفرع..
فلحقنا به غير وجلين ، نستقوي ببعضنا بالبعض، وبشهرة مبكرة من خلال منشورات في صفحات الصحف الأدبية والثقافية، في أول بزوغنا، وركبنا السيارة، ونحن نضحك، ووجدنا أنفسنا في فرع أمن الدولة، مع شيخ أسود اللحية، أصلع الرأس، موقوفاً مثلنا، لكن ليس بتهمة التآمر على ماكبث، بل بتهمة كفار قريش، فهو يشبه محمود مرسي في فلم فجر الإسلام. أطلق عليه زميلنا نعمان الكوميديان، اسم الشيخ جنزير، فلحيته كانت مزينة ومعقودة على شكل حلقات، مثل المولك الأكاديين في بابل، وكان ذلك غريباً في حلب، ثم علمنا من موقوفين أنه مشعوذ، ويغرر بالنساء اللاتي يأتين إليه رغبةً في الحبل، أو في طرد العفاريت والجان التي غزت أجسادهن في غفلة من حرس الحدود، وكنا نفتقد خبرة الحياة، وتوقعنا له مصيراً قاتماً في تدمر، لكنه خرج بعد ساعة حراً طليقاً! فالنظام لم يكن يخاف إلا من الإخوان المسلمين، أما كفار قريش، فكانوا يحكمون الدولة، وبقينا يوماً، أو بعض يوم، حقق معنا المحقق، أهاننا وشتمنا، ثم أطلق سراحنا بعد توقيعات على أوراق بيضاء، إلا زميلنا مجبول، الذي استمر في أداء فقراته المسرحية الشكسبيرية في فرع الأمن، فنال تعذيباً شديداً، وزاد ارتياب رجال جن النظام به، ثم رحّل إلى فرع آخر لاستكمال التحقيق من خبراء وكهنة وكفار يريدون اعتقال المتآمرين على الملك ماكبث.
نسينا مجبول، وتمنيا له مصيراً طيباً، ودعونا له بالخلاص، وعدنا إلى الحياة، لكن شلّة المسرح الجامعي قررت أن تقوم بخدعة، وتتسلل إلى وكر الشيخ جنزير في حارة "الهلك التحتاني"، وكانت مسرحيتهم وعنوانها، "ليلة خاصة في درسدن"، قد توقفت لسبب من الأسباب، وكانت الفكرة أن تتنكر دارين وماجدة في زي سيدتين بدويتين، موشومتين بالوشوم، و تدقّان باب الشيخ لطلب المساعدة في طرد الأرواح الشريرة، وهذا تعبير مترجم، فنحن نسميهم الجان، من جسدها، الذي أعلنت الجان فيه قوانين الطوارئ والأحكام العرفية، وهو ما يفعله الاحتلال، كل احتلال، وكل استبداد قولاً واحداً. الاستبداد ابن الاحتلال، وأحيانا أبوه، ذُرِّيَّة بَعْضُهَا مِنْ بَعْض.
وسينتظر الزملاء في الشارع المجاور في هيئة موظفي هاتف، أو بلدية، متفقين على إشارة الإغارة على البيت، وإنقاذ السيدتين، بعد أن تتمكنا من تسجيل حديثه، أو تصويره بكاميرا صغيرة، وكانت ماجدة من أسرة حلبية اشتغلت في المسرح، وجاهدت فيه من أيام أبي خليل القباني، ولديهم كاميرات من شتى الألوان والأنواع، واحدة منها بحجم الساعة، توضع على المعصم كالسوار.
ولم نسأل ماذا سنستفيد، كان الشباب يحبون المغامرة، ويعادون التقاليد، ويظنّون أنهم سيرثون ماكبث، وجلسنا نراقب سماعاً، من بعيد، في المقهى.
أتقنت السيدتان التنكر، وقرعتا الباب، بعد أن افترق الزملاء الممثلون عنهم. استقبلتهم سيدة ملفعة بالسواد، وأدخلتهم إلى غرفة الانتظار، و كان الشيخ جنزير، في غرفة العمليات، يقوم بعملية جراحية من غير أدوات جراحية بليزر التعاويذ، وسجع الكهان، لعروس مضى عليها سنة من غير حَبَل، ثم خرجت موعودة بالخير والنسل السعيد بعد أن ولغ الكلب في الإناء، ودخلت البدويتان نجود وعنود. سيهجم الشباب نجوم المسرح الجامعي، حال إعلان النجدة.
دخلتا إلى الغرفة المجهزة بأقدم التقنيات السحرية المسرحية: كما نرى في معظم الأفلام: بخور وأضواء خافتة، وسبحات كثيرة، كبيرة الحب، وسجاجيد قديمة، وجرار يقبع فيها الجان منتظرين ساعة الصفر، ومباخر تطلق العطور، وعبق العود والرند والمسك.
جلست السيدة ماجدة، التي مثلت دور حماة العروس دارين، وشكت للشيخ وبكت، كان يجلس كأن رأسه زبيبة. لقد تلبس جسد كنّتها بالجان، ومعظم العرائس يأتين مع الحموات، والحموات يكرهن العرائس اللاتي خطفن أبنائهن بالزواج، ويصاحبنهن للنكاية لا للاستشفاء، وغالباً ما يسعدن بولوغ الكلب في إناء ابنهن! والزوج متطلب عادة، يريد الولد سريعاً، حتى يثبت فحولته، ويطمئن على ولاية العهد، أو قد يعذّبها عذاباً شديداً لأنه اكتشف بؤس الحياة الزوجية باكراً، أو وقع في حب أخرى، أو هو يعاني من "سرعة الإيقاع"، ألى درجة تمزيق الأوتار، وفرط "النوطة"، وهدر لحظة الخلد، أو إرضاء للسيدة والدته.
قلت: سمعت بعضاً من أطراف القصة من الزملاء.. أريد سماعها منك، فأنت شاهدة عيان.
قالت: ندمت بعد أن دخلت، وشممت تلك العطور وتلك الروائح العتيقة، فدخت، جلسنا، ورويت له باللهجة البدوية ما جرى لكنَّتي التي تلبسها الجان وكأني على خشبة المسرح، فطلب منها أن تجلس مقابله على الإض، فجلست، وألصق ركبتيه بركبتيها، وتباكت عنود وقالت: في جسدي جان يا شيخي، وقبلّت يده، مبالغة في التمثيل، وكأنّ جمهوراً خفياً سيصفق لها على دورها، وأنت تعرف: دارين جميلة.
قرعتُ على الخشب، فأصدر صوتاً كصوت طبل الحرب والنفير: وقلت: وهل يخفى القمر.
قالت: فما كان من الشيخ إلا أن انحنى، وقبّل يدها الطرية، الملبن، من الشوق والوجد، وكأنه جنتلمان من قصر باكنهام، وقال:
سأخرجهم جميعاً، وبالقوة، سأحرّر جسدك من النهر إلى البحر. وقال: ما أُخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، وهجم على القدس يريد تحريرها!
وتتابع الأمر سريعاً، كنت قد كبست زر الكاميرا، وحاولت توجيه العدسة إليه، فأمرني الشيخ جنزير بالجلوس بعيداً، لأن الجان تتطيّر من الحموات العدوانيات غير الطاهرات، ثم أمسك بذراعي دارين، وأطبق بيدين كفكّي الضبع، ويقال إن قوة فكي الضبع تعادل خمساً وعشرين طناً من المثاقيل، وقرب وجهه وتشمّم نهديها، فهبت عليه رائحة حليب اللبوات، ثم عانقها بقوة عناق العاشق المدنف، وقال: اخرج أيها العفريت، أقسمت عليك أن تخرج.
لكن الاحتلال لم يكن يرضى بالخروج.
وجدت دارين نفسها فريسة، فانتهت الخدعة، وتكلمت باللهجة الحلبية عفواً، وكشفت الخدعة، وصرخت تشتمه، وتلعن أبوه وأمه، ووقفتُ أنا أيضاً، بعد أن فشلت في إشعال إشارة المفرقعات، فالكبريت كان من نوع الفرس، وكانت الفرس عشراء، وهذا الكبريت لا يشتعل، من بين أربعين عودا لا تجد شريفا واحدا، حتى القداحة خذلتني من كثرة العرق والخوف، فقال الشيخ: الجان بدأ يغير لهجته من البدوية إلى الحلبية، وهذا يعني أنه سيخرج صاغراً ذليلاً مهاناً.
ووجدت امرأة تمسك بذراعي، وتمنعني من الحركة، وتقول: لا تخافي، كنّتك سترجع نظيفة مثل الليرة.
ثم رأيت الشيخ جنزير، يضمّها إلى صدره، ودارين تصرخ، ثم رأيت أرجوحة أمامي من غير فاصل أو ذراع، طرفاها الشيخ جنزير ودارين، وقد تشابكا، يرفعها الشيخ مرّة إلى حجره، ويجلس بين شعبيها الأربعة مرة ثانية، يرتفع فتنخفض ، ثم يستلقي فرتفع، ثم انطبقت كفتا الأرجوحة، مثل فكي الكماشة، ورأيت الشيخ يمدّ يده إلى زرّ في أسفل الأرجوحة، ويفكّها، بيد مدربة، ماهرة، ثم صرخت دارين، لقد وقع آخر ما يخطر بالبال!
وصفق الشيطان، هو الوحيد الذي صفق من بين النظارة ، للفعل على خشبة المسرح.
قالت: سقطت عاصمة الخلافة الأولى.. اكتسح جنزير القدس، وحرق عود الكبريت.. كبريت الشيخ جنزير كان من نوع غير الفرس الذي يباع في الأسواق. كان من نوع الذئب.
قلت: لم أفهم.. !!
وكنت قد فهمت، لكن المرء يحبُّ سماع هذه الأشياء مرتين أو ثلاث.
قالت: يا روح خالتك، جرى لها ما جرى للممثلة ماريا شنايدر، في فلم "التانغو الأخير في باريس"، ولعلك سمعت بتصريح المخرج برناردو برتولشي، الذي كان قد اتفق مع مارلون براندو، على أن يكون اغتصابه لها حقيقياً، من دون إعلام الممثلة، التي فوجئت بالاغتصاب، حتى يرى مشاهد الذل الحقيقي على وجه الممثلة، لا ذل التمثيل، نعم الحقيقة العارية المغتصبة، مد مارلون باندو يده إلى زرِ في الأسفل ... وصفق الشيطان.
قلت: سمعت القصة، وقرأت عنها مؤخراً، وقيل إن المشهد الذي بثَّ على اليوتيوب حصد ملايين المشاهدات.
قالت نعم.. رقص جنزير معها التانغو على الأرض، واستخرج الجنّ الأحمر من جسدها، وجعل القدس اسطبلا لجواده الأسود.
قلت: وبعد..
قالت جلستُ مذهولة بالذي يجري، لقد رحنا للصيد فوقعنا في المصيدة. المصريون يقولون مش كل الطير يتاكل لحمه.
قلت: ألم تفكروا في حزام عفة قبل البدء في اللعبة الخطيرة.
قالت: كنا مغرورين، ونظنُّ أن نطق اسم آية الله شكسبير سيجعل الناس تهلع احتراماً أو رعباً! وكان عندنا الكثير من الاكسسورات، لكن هذه المهنة بعكس الطيران، تقضي بأن يرمي المسافر على خشبة الفن، حزام العفة في البحر. أردفت: كان يسرق الكحل من العين، أظنه خدرنا في العملية الجراحية تخديرا موضعياً.
كانت تدخن ففكرت بأن أطلب منها سيجارة، وأعتقد أن لهاثي زاد، ونسيت ما حولي برهة من الزمن، سألتني عن حالي وعن زملاء الملتقى الأدبي في الجامعة، فذكرت لها مصائر زملائي وأخبارهم واحداً واحداً، فضحكتْ على تقلبات الزمان، عندما سمعت أن الشاعر "جيم جيم" يعمل في جريدة لبنانية بتمويل إيراني، فالرز عندهم كثير ومتلتل، قالت: كان انتهازياً.
قلت: لا يزال على حاله، يكتب شعر الجملة الواحدة، ويستخرج الجن من أبدان المعجبات بعد صيدهم على صفحته، الطبع غلاب.
قالت: أتصدق أن أحداً لم يتحرش بي في حياتي سواه؟
قلت: لا يتحرش عامة الذكور بالنساء في رتبة الأمهات عادة!
قالت تستفزني في مدحها: بل قلّ إني غير جميلة.
قلت شيئاً تقليدياً عن جمال الروح، فسكتت.
قالت، إنها تتابع أخباري، وهي صديقتي على الفيس، لكن من بعيد، ولم تكن تعرف بأني زميلها القديم نفسه، وسألتها عن مصير دارين، فقالت: في اليوم التالي اشتكينا للشرطة، فجاءت، ولم تجد أحداً، ثم سمعنا أن الشيخ من المخابرات، أو يعمل معهم؛ هو يستخرج الجان من أجساد الحرائر التي تلبّسها الجان، والمخابرات تستخرج الجان من أجساد الذكور في المعتقلات، حاميها حراميها، قالت: أشك أنه قائد فصيل إسلامي، أو في كتائب داعش الآن، وجدت مرة رجلاً يشبهه في إحدى المعارك على نشرة الأخبار، لكن الوجوه تتغير بعد كل السنوات، ولست متأكدة، أما دارين فامتصت صدمتها، وتصرفت مثل ماريا شنايدر، وحاولت بلوغ المجد في التلفزيون، واستطاعت أن تلعب دوراً مهماً رئيسياً في مسلسل نسيت اسمه، كان المخرج قد لمّح لها بأنه سيمنحها الدور، إذا سمحت له برقصة تانغو.
قلت: تانغو الكماشة؟
قالت: تانغو الأرجوحة، ولابد أنه استخرج جنياً أو أكثر من جسدها، يقال: إن الفعل لشيبوب، ولكن الشهرة لعنترة، أكثر المخرجين يعملون في هذه المهنة الرائدة، التي هي ملء السمع والبصر، لكن السمعة السيئة، هي من نصيب المشعوذين، وهم سواء: المشعوذون يعملون في استخراج الجان من أجساد المنكوبات بالعقم، والمخرجون والنجوم في مهنة صيد العفاريت على ثكنات أجساد الفنانات ويدافعون الوطن والثغور.
خطر لي أن اتهمها بالتآمر عليها، فدارين كانت محل حسد من زميلاتها. تبادلنا أرقام الهواتف، وودعتها، ورفعتُ بصري إلى السماء، بعد أن ضاقت عليّ نفسي بما رحبت، غيرة على دارين، فوجدت سحابة بيضاء تشبه الدبّ القطبي، ركبت دراجتي، وأنا أفكر في الجني الأزرق، الذي تحاول الثورة السورية إخراجه من القصر الجمهوري، فجنّت، وفقدت عقلها ووردة شرفها، وولغ كلاب الأرض في الإناء، ولمّا يخرج بعد.
رفعتُ بصري إلى السماء فوجدت الدبُّ القطبي رافعا رأسه، جريتُ، فلحق بي، فأسرعت هارباً إلى أقصى الأرض.