نفذ عدد من سائقي الشاحنات، الأحد، اعتصاما على الطريق الدولي الواصل بين مدينتي دمشق والسويداء في
سوريا؛ احتجاجا على الرسوم المالية المرتفعة التي تفرض من قبل الحواجز الأمنية التابعة للنظام على حركة
البضائع ذهابا وإيابا.
وقالت مصادر محلية من
السويداء، لـ"عربي21"، إن "الرسوم المالية التي تفرضها الحواجز العسكرية على حركة البضائع من وإلى المدينة، تساهم في زيادة ارتفاع الأسعار في أسواق السويداء.
وأوضحت المصادر أن ما تسمى حواجز "الترفيق" تفرض مبالغ "باهظة" على الشاحنات، تتراوح قيمتها ما بين 40 و75 ألف ليرة سورية على الشاحنة الواحدة، مشيرة إلى انتشار حواجز جديدة على الطريق الدولي في الآونة الأخيرة، الأمر الذي زاد من معاناة سكان المدينة.
وقال المسؤول الإعلامي في شبكة "السويداء24"، أبو ريان المعروفي: "منذ مطلع العام الماضي، يتولى الدفاع المدني التابع لمركز السويداء مسؤولية حماية الطريق الدولي، عبر حاجز تابع له إلى جانب قرية "ذكير"، مقابل رسوم باهظة تعود للمركز، كرواتب ونفقات أخرى".
وأضاف المعروفي لـ"عربي21": "في بداية العام الحالي، نصب عناصر أمن الفرقة الرابعة، التي يقودها ماهر شقيق الرئيس بشار الأسد، ثلاثة حواجز جديدة في قرى لاهثة ومردك والمطلة، وعلى إثر ذلك دب الخلاف بينهم وبين الدفاع الوطني، وتطور فيما بعد إلى حد اندلاع اشتباكات بالسلاح الثقيل، وبعد توترات كبيرة، انسحب عناصر الفرقة الرابعة"، وفق قوله.
لكن الجديد، بحسب المعروفي، هو نصب حاجز جديد خارج الحدود الإدارية لمدينة السويداء، في بلدة "المطلة" التابعة لمحافظة دمشق، من قبل شركة أمنية تحت مسمى "الحصن للترفيق"، مشيرا إلى أن هذا الحاجز يفرض مبالغ مالية كبيرة على حركة الشاحنات، وبقوة السلاح.
وبحسب المعروفي، فقد "وصل التذمر بالأهالي إلى مطالبة أعضاء مجلس الشعب عن محافظة السويداء بالتدخل لدى النظام السوري، وعلى إثر ذلك طرح عضو مجلس الشعب، موعد ناصر، هذه القضية على البرلمان، وتلقى وعودا بأن تتم معالجة القضية، لكن الوعود بقيت وعودا"، كما قال.
وقال: "ما كان أمام السائقين إلا تنفيذ الاعتصام، وقطع الطريق الدولي لساعات قليلة"، مضيفا: "قطعا للمشكلة من دابرها، تدخل على الفور شيخ العقل الدرزي، يوسف الجربوع، واعدا السائقين بطرح المشكلة مع الرئيس السوري بشار الأسد".
وبعد تداول خبر الاعتصام محليا على نطاق واسع، أكدت بعض الصفحات الموالية للنظام أن النظام استجاب لهذه المطالب، وأزال الحاجز محط الخلاف، إلا أن الناشط الإعلامي طارق الخطيب نفى صحة ذلك، واصفا ما يتم الترويج له بهذا الصدد بأنه "خطوة تخديرية لامتصاص غضب الأهالي".
وعن الوعود التي قطعها الشيخ الجربوع للمعتصمين، قال الخطيب، وهو من مدينة السويداء: "ليست المرة الأولى التي لا تنفذ فيها وعود مشايخ العقل الدروز خلال سنوات الحرب".
وبناء على ذلك، يشير الخطيب إلى فقدان غالبية أبناء محافظة السويداء الثقة بمشايخ العقل، بعد أن كانوا يعولون على دور كبير لهم في الأحداث التي تشهدها البلاد، على حد قوله.
"شركة الحصن للترفيق"
ومقابل السرية التي تحيط بملكية هذه الشركة التي نصبت حاجزا لها على طريق دمشق السويداء، عثرت "عربي21" أثناء تتبعها لاسم الشركة على شركة مشابهة بالاسم والمهام والمنطقة (الحصن-جرمانا)، كانت وزارة الداخلية التابعة لحكومة النظام قد منحتها الترخيص في أواخر العام 2014، لعام واحد.
وبحسب الترخيص، فإن من مهام هذه الشركة حماية وحراسة المصارف ومقرات الشركات النفطية في دمشق، بتسليح أقصاه مسدس وبندقية آلية، وبعربات رباعية الدفع.