رغم مرور 69 عاما على النكبة الفلسطينية، حيث ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني أبشع الاعتداءات والمجازر من قبل الاحتلال الإسرائيلي، الذي سلب فلسطين وأقام دولته على أنقاض 480 مدينة وقرية فلسطينية دمرت بالكامل، لا يزال الشعب الفلسطينية متمسك بأرضه.
المقاومة المسلحة
وأكدت حركة المقاومة الإسلامية "
حماس"، أن القضية الفلسطينية "بعد 69 عاما تراوح مكانها، ويضيق الخناق عليها وعلى المدافعين عنها".
وأضافت في بيان لها وصل "عربي21" نسخة منه، "الحقوق لا تسقط بالتقادم وما ضاع حق وراءه مطالب، والشعب الفلسطيني لن يتنازل عن ذرة من تراب وطنه، ولن يتراجع عن حق العودة إلى دياره مهما تراكمت السنون، وتبدلت الأجيال".
وأكدت "حماس" على أن "المقاومة وفي مقدمتها المسلحة؛ هي الرادع الحقيقي للاحتلال، وما أخذ بالقوة لا يمكن أن يسترد إلا بالقوة، وسيظل شعبنا يقاوم جلاده حتى يقطع سوطه ويكسر أنفه ويجبره على الرحيل"، موضحة أن من "يزرع الاحتلال لن يجني إلا المقاومة".
وأشارت الحركة، إلى أن "حرب الشرعيات التي يحاول البعض من خلالها نزع الشرعية عن المقاومة، لن تنتهي إلا بنزع الشرعية عمن يحارب المقاومة وينسق مع الاحتلال ويتنازل عن حق العودة".
وتابعت: "الذي يريد أن يمثل شعبنا لابد أن يكون على قدر عظمته وثوابته وأهدافه ومتطلباته، فالبقاء للأوفى ولا بقاء لمن يعتاش على دم أطفالنا وعذابات أمهاتنا"، مؤكدة أن وحدة الشعب الفلسطيني هي "مقدمة قوتنا وسر انتصارنا، ولا بد أن يحتشد شعبنا كله حول خيار التمسك بالهوية والأرض والمقدسات، ورص الصفوف لمواجهة الاحتلال".
وأضافت: "هذ هو طريق الوحدة وإنهاء الانقسام، ولا بد لكل وطني أن يكون شاهد عدل وأن يقول كلمة الحق، وأن يضرب على يد من ينحرف عن جادة الدرب"، وفي رسالتها للفلسطينيين في مخيمات اللجوء والشتات قالت: "صبرا فإن موعدكم العودة، ولن نتخلى عنكم".
السلام خيارنا
وفي كلمة له بمناسبة
ذكرى النكبة، أكد رئيس السلطة الفلسطينية محمود
عباس، أن "شعبنا بعد 69 عاما على النكبة، لا يزال متمسكا بحقوقه كاملة غير منقوصة، ومصر على الكفاح والنضال حتى دحر الاحتلال وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران لعام 1967".
ولفت في كلمته التي نشرت نصها وكالة "وفا" الرسمية، أن الشعب الفلسطيني ومن خلال "نضاله وكفاحه ووعيه أفشل محاولات الطمس والتذويب والإلغاء التي خطط وسعى الاحتلال وأعوانه إلى تنفيذها لتصفية القضية الفلسطينية"، مؤكدا "شعبنا الفلسطيني الذي دفع ثمن تاريخ ليس تاريخه، لا يزال يتعرض للظلم ذاته الذي بدأ منذ أكثر من مائة عام مع ظهور الصهيونية وروايتها الكاذبة".
وأوضح عباس، أن "الظلم التاريخي الذي لحق بشعبنا وما يزال يتفاقم، بدأ عمليا مع وعد بلفور المشؤوم، ومن هنا، فإننا ندعو الحكومة البريطانية، إلى تحمل مسؤوليتها التاريخية والأخلاقية، بأن لا تقوم بإحياء الذكرى المئوية لهذا الوعد الباطل والاحتفال به، وإنما عليها أن تبادر بدلا من ذلك بتقديم الاعتذار لشعبنا الفلسطيني الذي دفع ثمنا باهظا دما وتشردا".
وشدد رئيس السلطة على أن "السلام هو خيارنا الاستراتيجي، ولكن ليس بأي ثمن، إنما هو السلام العادل و الشامل، على أساس قرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية للسلام، بما يضمن حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة والتعويض بموجب القرار 194".
الاحتلال يتنكر
من جانبها، أكدت
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن النكبة الفلسطينية ما زالت مستمرة، "في أوضح صورها، عبر استمرار الاحتلال وممارساته وإجراءاته وإرهابه بحق الشعب الفلسطيني".
وشددت في بيان لها اطلعت عليه "عربي21"، على أهمية أن "تبقى الذاكرة الجمعية الفلسطينية متقدة ضد كل محاولات تزييف وعيها، مع إبقاء فلسطين من بحرها إلى نهرها حاضرة بين مختلف الأجيال الصاعدة".
وعبرت عن رفضها "لكل المخططات التي تهدف لشطب حق العودة، أو مشاريع التوطين التي يجري إحيائها، أو تعميق الانفصال بين الضفة الغربية وقطاع غزة"، منوهة لـ"ضرورة إنهاء الانقسام وطي صفحته السوداء".
وأضافت: "كما نرفض الحلول الاقليمية وما يسمى بـ"الصفقة الذهبية" التي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية، وتشريع الكيان الصهيوني والتطبيع العربي معه" مضيفة: "نؤكد على رفضنا الصريح لنهج التسوية وكل ما ترتب عليه من اتفاقات سياسية واقتصادية وأمنية مع العدو الصهيوني، بعد أن ثبت فعليا فشل المراهنة على هذا النهج".
وأوضحت أن الهدف من السعي إلى عودة المفاوضات مع الاحتلال بـ"رعاية أمريكية ومشاركة عربية، هو توفير الغطاء للتنازلات الفلسطينية الكبيرة المطلوبة أمريكيا وإسرائيليا وصولا لتسوية الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي".
من جانبه، أكد النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني، جمال الخضري، أن "نكبة الشعب الفلسطيني ما زالت مستمرة بعد 69 عاما على تهجير الفلسطينيين من أراضيهم وديارهم".
وأوضح في تصريح صحفي له وصل "عربي21" نسخة منه، أن "معاناة الشعب الفلسطيني من الاحتلال والاستيطان والحصار والاعتداءات الإسرائيلية، والانقسام الداخلي، تتفاقم"، مشيرا إلى أن "الاحتلال يتنكر للحقوق الفلسطينية ويفرض وقائع على الأرض عبر استمرار البناء الاستيطاني وبناء جدار الفصل العنصري، وحصار قطاع غزة".
ولفت النائب، إلى أن "هجرة الفلسطيني عن أرضه ما زالت حاضرة، ففي غزة آلاف الأسر مهجرة بفعل تأخر اعمار ما دمرته إسرائيل في حرب 2014"، مؤكدا أن "حق عودة اللاجئين إلى أرضهم وديارهم التي هجروا منها وهو حق مقدس ولا يمكن التنازل عنه".