دفعت الإجراءات العقابية التي أعلن عنها رئيس السلطة
الفلسطينية محمود
عباس على قطاع
غزة واستمرار إصرار حكومة رئيس الوزراء رامي الحمد الله باستيفاء مبالغ ضريبية باهضة على توريد السولار المشغل لمحطة كهرباء غزة الوحيدة، إلى زيادة ساعات توقف تزويد الكهرباء وتفاقم الأوضاع المترتبة عليها لدرجات دفعت بالأمم المتحدة للتحذير من وقوع كوارث صحية وبيئية جراء انقطاع الكهرباء.
وحذر "اتحاد بلديات قطاع غزة"، الأربعاء، من وقوع "كارثة صحية وبيئية"، جراء أزمة الكهرباء التي يعاني منها القطاع منذ عدة أيام وقال رئيس بلدية غزة، نزار حجازي، في كلمة له، خلال مؤتمر صحفي عقده الاتحاد في مقر وزارة الإعلام بمدينة غزة: "نحذر من استمرار أزمة الكهرباء، الأمر الذي ينذر بكوارث صحية وبيئية".
اقرأ أيضا: محطة الكهرباء الوحيدة في غزة تتوقف.. ما السبب؟
وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها من بروز أزمة جديدة للكهرباء في قطاع غزة، داعية السلطة الفلسطينية وحركة
حماس، وإسرائيل والمجتمع الدولي، إلى "العمل لضمان حل هذه القضية بشكل دائم".
وقال مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة في الشرق الأوسط نيكولاي ميلادنوف: "إنني أتابع بقلق شديد الوضع المتوتر في غزة، حيث تتكشف الآن أزمة جديدة للطاقة".
وأضاف أن "إصلاح شركة توزيع الكهرباء في غزة أمر ضروري لتحسين تحصيل الإيرادات والشفافية بما يتماشى مع المعايير الدولية".
وتابع: "ينبغي على السلطات الفعلية في غزة ضمان تحسين معدلات التحصيل وإرجاع العائدات التي يتم جمعها في غزة إلى السلطات الفلسطينية الشرعية من أجل الحفاظ على تدفق الوقود والكهرباء، ويجب على الجميع في غزة أن يتقاسموا العبء عن طريق دفع فواتيرهم".
ولفت ميلادنوف إلى أن "أفقر الفلسطينيين في غزة هم الذين يدفعون ثمن الاستثناءات والامتيازات التي يتمتع بها الآخرون"، دون تقديم توضيح لمقصده.
وقال: "ينبغي على المجتمع الدولي أن يمول ويدعم هذا الإصلاح، فضلا عن الاستثمارات اللازمة في الحد من خسائر الكهرباء وتحسين الشبكة في غزة، ولكنه لا يستطيع أن يفعل ذلك بمفرده".
اقرأ أيضا: إجراءات عباس "الحاسمة" هل تعزز فصل غزة عن الضفة؟
وأضاف: "يجب أن يجري ذلك جنبا إلى جنب مع الحكومة الفلسطينية لتسهيل شراء الوقود لمحطة توليد الكهرباء في غزة، في ظل ظروف تخفف مؤقتا أو تقلل بشكل كبير من ضرائب الوقود ذات الصلة".
وشار ميلادنوف إلى أن على عاتق إسرائيل أيضا "مسؤولية كبيرة عن طريق تيسير دخول المواد اللازمة لإصلاح وصيانة الشبكة ومحطة توليد الكهرباء".
وأضاف: "كما تحتاج خطوط الكهرباء المصرية إلى غزة إلى إصلاح وتحديث".
وطالب ميلادنوف بعدم التقليل من شأن "العواقب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المترتبة على أزمة الطاقة الوشيكة هذه".
وقال: "الفلسطينيون في غزة، الذين يعيشون في أزمة إنسانية مطولة، لم يعد من الممكن احتجازهم رهائن بسبب الخلافات والانقسامات والإغلاقات".
وقال مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة: "أدعو جميع الأطراف، بما في ذلك المجتمع الدولي، إلى العمل معا وضمان حل هذه المسألة الحيوية للطاقة في غزة إلى الأبد".
وأضاف ميلادنوف أن "الأمم المتحدة مستعدة لتقديم دعمها لتحقيق هذا الهدف الحيوي".
اقرأ أيضا: حماس تتهم عباس بشن حرب على غزة نيابة عن الاحتلال
وأعلنت سلطة الطاقة بغزة، الأحد الماضي، عن توقّف محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع عن العمل، وأرجعت السبب إلى الضرائب التي تفرضها الحكومة الفلسطينية برام الله، على الوقود الخاص بالمحطة.
وتنفي الحكومة اتهامات سلطة الطاقة، وتقول إن استمرار سيطرة حركة حماس على شركة توزيع الكهرباء، وعلى سلطة الطاقة، هو الذي يحول دون تمكين الحكومة من القيام بواجباتها، وتحمل مسؤولياتها تجاه إنهاء أزمة الكهرباء المتفاقمة.
احتجاجات.. لا للحصار
شارك العشرات من الفلسطينيين في قطاع غزة، اليوم الأربعاء، في وقفة، تنديدا باستمرار الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع.
ورفع المشاركون في الوقفة، التي دعا إليها تجمّع النقابات المهنيّة الفلسطينية (مقربة من حركة حماس)، أمام مقر المندوب السامي التابع للأمم المتحدة غرب مدينة غزة، لافتات كُتب على بعضها: "لا للحصار الظالم على غزة"، و"الحصار على غزة جريمة ضد الإنسانية".
وقالت عضو تجمّع النقابات المهنية منى سكيك: "تصاعد الحصار يفاقم من سوء الأوضاع المعيشية في غزة، خاصة وأن القطاع يشهد أعلى كثافة سكانية في العالم، وأعلى نسبة بطالة في العالم وصلت إلى 47%، كما أن 65% من سكانه يعيشون تحت خط الفقر".
وأضافت، خلال مؤتمر عُقد على هامش الوقفة: أن "مواصلة إغلاق المعابر يفاقم من معاناة المرضى الذين بحاجة للسفر لاستكمال علاجهم، بينما يوجد مئات الآلاف من المواطنين الذين يضطرون للسفر لأسباب أخرى".
اقرأ أيضا: حماس: عباس يخطط لفصل غزة قبل لقائه بترامب
واستنكرت سكيك "تفاقم أزمة الكهرباء جرّاء فرض الضرائب على الوقود اللازم لتشغيل المحطة الوحيدة بغزة"، مشيرة إلى أن
الأزمة "ستتسبب بشلل في كافة القطاعات الحيوية والأساسية في القطاع".
ويعاني قطاع غزة الذي يعيش فيه نحو 2 مليون نسمة، منذ 10 سنوات، من أزمة كهرباء حادة بحيث يحتاج إلى نحو 400 ميغاواط من الكهرباء، على مدار الساعة، بينما لا يتوفر حاليا إلا 212 ميغاوات، توفر إسرائيل منها 120 ميغاوات، ومصر 32 ميغاوات، وشركة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة، 60 ميغاوات.