هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ليس غريباً أن يتغول الحوثيون في مهمة تطييف المجتمع اليمني وتفخيخه، عبر استخدام أدوات السلطة المتاحة لديهم. فبدون التأثير الجذري في وعي الناشئة لن يتمكنوا من البقاء، لأن أسلوبهم في الحكم يحمل بذور الفناء السريع..
نشرت مجلة "إيكونوميست" في عددها الأخير تقريرا، تحت عنوان "تقليد الملالي: نموذج الحوثيين في الحكم"، تتحدث فيه عن طريقة الحكم للحوثيين في اليمن، مشيرة إلى أن هذا البلد أصبح يشبه إيران.
لا يمكن بحال من الأحوال القول اليوم بأن الحوثية لا تمثل الزيدية، فهذا نوع من التسطيح للأمر، وهروب من مواجهة الحقيقة ومكاشفة الناس بها
تعود جذور فكرة الإمامية السياسية والاجتماعية والثقافية في اليمن إلى قبل ما يزيد على ألف ومائة سنة، وذلك حين قدم الإمام الهادي يحيى بن الحسين الرسّي (ت:298هـ) إلى اليمن من جبل الرس في المدينة المنورة، وذلك في سنة 280هـ بطلب من بعض اليمنيين أتباع المذهب الزيدي لحل نزاعات بينهم.
لم يكن الأمر أكثر وضوحاً في اليمن مما هو عليه اليوم، فقد فهم المنخرطون فيما يمكن اعتباره "الزيدية السياسية"، وهي هوية جهوية أكثر منها مذهبية، وينتمي إليها تيار واسع النفوذ ومهيمن على السلطة، منذ زمن طويل، فهموا ثورة الـ11 من فبراير 2011 على أنها موجهة ضد هيمنتهم المطلقة على الدولة وأجهزتها..
يرى باحث أمريكي أن هناك تشابها تاريخيا في سيطرة الحوثيين على صنعاء وبين الحصار الذي فرضه الزيدية على العاصمة اليمنية عام 1968.
على أنقاض ما كان يعرف بـ «حركة الشباب المؤمن» نشأت حركة الحوثي التي باتت اليوم تُلقب نفسها بـ (أنصار الله).
يعتقد ديبلوماسيون دوليون معنيون أن ايران تعتمد في اليمن استراتيجية مشابهة لتجربتها الناجحة نسبياً للحصول على نفوذ واسع في لبنان. ليس غريباً هذا التماثل بين تكتيكات "حزب الله" و"أنصار الله". وقع ما وقع في ظل انصراف دول الخليج العربية الى معالجة تبايناتها، وفي "كبوة" من السعودية عن الأحداث الخطيرة الت