هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ثمة كتابات وأصوات تدعو إلى تقليص دائرة الثوابت في الإسلام، تحت ذرائع كثيرة كتاريخة النص، وبشرية اجتهاد الفقهاء، وصراعات المذاهب العقدية والفقهية عبر الممارسة الإسلامية التاريخية.. وهو ما يفتح الباب وفق المنظومة الأصولية إلى ترحيل جملة من ثوابت الدين إلى دائرة المتغيرات،
الذي يعاني اليوم منه الإسلاميون، ليس فقط تراجع المسألة الفكرية، بل تراجع الأفكار نفسها، وضعف ومحدودية العقل النظري الحركي في الرصد والتحليل والتفاعل والاستشراف، فقد أضحت عدد من القيادات غير مواكبة للحركية الفكرية،
"الإسلام يشمل بتشريعاته العادلة المرأة والرجل، ولا يسوّي بينهما في الأحكام تسوية تامة من كل وجه فإن ذلك مناف للعدل، فثمة فرق بين العدل والمساواة، فقد تكون المساواة أحيانا ظلما للأقوى والأصلح إذ تسويه بمن هو دونه..
لو دعوت بالحرية للمرأة لوقف المسلمون ضدي؛ فكلهم يحق لهم الحرية إلا المرأة؛ ولماذا؟ لأن مفهوم حرية المرأة يختلف في عقولهم، فهم يعتبرونها فوراً دعوة للتفلت! ولا أدري لماذا مفهوم الحرية يختلف بين البشر!! لماذا؟!
تحتاج النخب الثقافية والسياسية اليوم أن تستنير من تجارب رموز الإصلاح والتغيير وبناء المسار الديمقراطي التعددي الذي يرمز إليه المرحوم حسيب بن عمار ورفاقه وصحيفة "الرأي" التي كانت مثالا للاعتدال والانفتاح على كل التيارات..
أول ما يلفت الانتباه في كتاب الغزالي، أنه يحاول أن ينصرف عن الجانب الشكلي في التعامل مع القرآن، أي ما يتعلق بآداب التلاوة وفنها وقواعدها، ويركز على منهج التدبر والفهم، لأن المشكلة في نظره، هي مشكلة فكرية، تتعلق بمنهج استثمار المعاني..
خير الدين حسيب كان مدرسة فكرية وسياسية ونضالية لها عناوين عدة، وكم أتمنى أن تجري دراسة معمقة لتجربة هذا الرجل الفذ على مختلف الصعد، لكي تستفيد منها الأجيال القادمة، ولكي يكون العمل الوطني والقومي والتقدمي عملاً تراكمياً لا انقطاع فيه ولا عوازل تفصل بين الأمس واليوم والغد.
يعتبر الشيخ محمد الغزالي من أهم موجهي الحركة الإصلاحية ومرشدي مسارها الفكري، إذ اضطلع بشكل خاص بتصحيح المفاهيم، وتطهير ما علق بالتراث والأفهام الدينية من رؤى انحطاطية ألصقت بالدين والنص الشرعي، والدخول في حوار علمي مع أصحاب المشاريع المنافسة،
إنّ الذي أراه من تدبّر القرآن الكريم، واتباع هدي النبيّ العظيم أنّ الدين شيء والسياسة شيء آخر، الدين يسري في وجدان الناس دون خوف ودون قهر أو اكراه، والسياسة تسوس الناس بالترهيب والترغيب،
يوم الثامن من شهر آذار (مارس) لكل سنة هو يوم الحديث عن حرية المرأة ونضالها من أجل أخذ حقوقها، ومن ذلك حقوقها في التصويت وفي الشغل والحرية الاقتصادية وغير ذلك. وبهذه المناسبة تذكرت مناقشة بيني وبين نساء فرنسيات على هامش مؤتمر نظمته جريدة لوموند دبلوماتيك...
من المؤسف حقّا أن يعاني البلدان العربيان اللذان يشهدان تداولا على السلطة مرنا وسلميا، شبح إفلاس الدولة وانهيارها حتى كأن قدر الشعوب العربية أن تَضيع حقوقها سواء كان الحكم متمركزا في يد شخص واحد أو تم توزيعه بين أقطاب متعددة متنافسة.
المشكلة أن ثمة تحديات بيداغوجية، تجعل الإقناع بهذه الأفكار أمرا صعبا، فإصلاح الخط الديمقراطي، يواجهه تحدي الاستقطاب التنظيمي بين نخبتين نخبة المواقع، ونخبة المقاومة السياسية، وتحدي التركيبة السوسيولوجية، التي تجعل نخبا في الأحزاب الإصلاحية، لا تتحمل كلفة هذا الخط.
لقد دخلت السياسة في كلّ شيء فسأفسدت المراجعات الحقيقية لما وصلنا من الفكر الديني، وأصبح من يقترب من هذه الموضوعات موضع اتهامات وتشكيك في دينه من فقهاء السلطان وأعوانه، ومحاربته في لقمة عيشه ومطاردته في شؤون حياته، لكن أرض الله واسعة،
يغرق السياسيون والإسلاميون في تفاصيل مواد قانون تعزيز قيم الجمهورية، وربما يشغلهم أكثر المواد التي يراد بها تقزيم الوجود الإسلامي في أوروبا، فيثيرون إشكالات متقابلة حول هذه الإجراءات ومضمونها ومن تستهدف، وهل تأخذ طابعا تمييزيا أم لا، وهل يمكن أن يكون لها فعالية أم أنها ستزيد الطين بلة؟
لا تنفك الخلافات المذهبية والعقائدية تعصف بوحدة أتباع الاتجاهات الدينية الإسلامية المختلفة، فبدل أن يكون الدين جامعا وموحدا ومؤلفا لقلوب أتباعه من مختلف الاتجاهات، أضحى في وجدان وممارسات كثير منها قديما وحديثا سببا للاختلاف والافتراق والتنابذ بين أتباع الدين الواحد؟
ما أفرزته ثورة يناير في المجتمع المصري، هو انتفاضة عقلية ووجدانية، جعلت قضايا العدالة والحريات والكرامة الإنسانية والتعايش رغم الخلاف، في صدارة هموم الأجيال الجديدة، وهذا من شأنه أن يضع الحوار العلماني-الإسلامي في مسار جديد..