الإقصاء والتخوين وتشويه فصيل بعينه، ثم الكذب مرة تلو الأخرى وادعاء المثالية والتشدق باسم الوطنية واحتكار الرواية الأمنية، كلها أسباب أطاحت بالحزب الوطني في عهد مبارك وستكون الأسباب نفسها التي ستذهب بما يعرف بالحوار الوطني إلى حيث انتهى الأمر بحزب مبارك اللاوطني.
رحلت شيرين، وتركتنا غارقين في حزن الفراق وألم الفقد، وتركت حكام العرب غارقين في وحل التطبيع وبئر الخيانة، وتركت رواد مواقع التواصل الاجتماعي غارقين في مستنقع الجدال وبحور من الخلاف والاختلاف حول ديانتها وعقيدتها وأفكارها وجواز الترحم عليها.
مر على مصر ملوك ورؤساء وضباط جيش حكموها بالحديد والنار، كان لهم نصيب من الكاريزما والخطابة وحب الناس، حتى جاءها جنرال يكره لقبه ويعاني من قصر قامته، وغيّر اسم حيوان السيسي الى الحصان القزم
أرض الله واسعة، ستخرج مكملين مرة أخرى في أقرب وقت كما عهدناها قوية بصوت عال يزعج دوواين الحكم في عواصم الثورة المضادة، يعطي الأمل للمعتقلين داخل السجون وللمصريين الذين يعانون ضيق الحال وارتفاع الأسعار، ستعود مكملين لتكون صوتا لكل هؤلاء ومنبرا للدفاع عن العدل والحرية..
التاريخ الآن يكتبه الشهود وتنشره وسائل الإعلام وتروجه مواقع التواصل الاجتماعي، مصادره معروفة، أبطاله معلومون، مراجعه كتبت بدماء من ماتوا وزينت بآلام من سجنوا وعذبوا وشردوا وهجروا من أوطانهم..
هل تعود دول الخليج إلى منح مصر دعمها المالي غير المشروط؟ أم أنه من المحتمل ألا يتم تقديم المزيد من الدعم لحليف لم يعد يقدم لأنظمة الخليج ما تريده في الإقليم؟
السيسي هو من نقل مصر من مرحلة الشحاتة والتسول من دول الخليج إلى مرحلة الجوع والفقر وزيادة نسبة الحرافيش في البلاد، وهي وفقا لنجيب محفوظ طبقة مسحوقة من فقراء الناس البؤساء والمحرومين، الذين لا يملكون إلا قوت يومهم وما أكثرهم الآن في عهد السيسي
تلك هي روسيا التي عرفناها في سوريا، هذا هو بوتين الذي دعم بشار الأسد ونظامه عندما قصف أبناء شعبه بالأسلحة الكيمائية، هذا هو بوتين الذي تشكو منه ليبيا بعد ان ساهم في انقسامها الداخلي عبر مرتزقة فاجنر الروسية، هذه هي روسيا التي لا أخلاق لها ولا إنسانية
هذا العالم بات مكانا قميئا لا يتسع لتلك الأرواح البريئة المعصومة.. قتل وحرق وغرق وانتهاكات، إهمال وترد في الخدمات، تحرش واغتصاب واختطاف، كلها جرائم ترتكب بحق الأطفال في هذا العالم البغيض ولا يتغير أي شيء مع كل جريمة إلا بيانات الإدانة وبعض التريندات على مواقع التواصل الاجتماعي..
يعتبر البعض أن الثورة كانت سببا رئيسيا في وصوله للسلطة عبر انقلاب عسكري، ولكن وبكل تأكيد لا يحب السيسي أن يتذكر مشاهد جمعة الغضب وما جرى فيها، ويكره تقبل فكرة انتصار الشعب على السلطة
على طريقة ريا وسكينة وعصابات سرقة الذهب، تشهد مصر في الآونة الأخيرة صراعا كبيرا بين طرفين أشبه بريا وسكينة في المسرحية الشهيرة، عنوانها العريش دمغة الذهب الجديدة ولكن أصل الأزمة بين عبد الفتاح السيسي ونجب ساويرس.
ارحل يا سيسي ليس مجرد هاشتاج يغرد به ملايين المصريين حول العالم مطالبين الجنرال الأسوأ في تاريخ البلاد؛ في ما يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان بالرحيل عن منصبه والتوقف عن سياساته القمعية بحق المصريين، وإنما هو تجسيد لواقع أليم يعاني منه الشعب المصري