قضايا وآراء

السيسي وحسونة السبع ورواية الحرافيش

أسامة جاويش
1300x600
1300x600
في رائعته الأدبية الشهيرة "رواية الحرافيش" جسّد الأديب المصري الراحل نجيب محفوظ حكاية عائلة عاشور الناجي الفتوة الجدع الذي يخشاه الجميع، والذي أسس لقيم عائلة الناجي التي ستمتد لعشرة أجيال أو عشرة حكايات.

في الجزء العاشر والمعروف باسم التوت والنبوت، يحكي نجيب محفوظ عن صراع عاشور الناجي الصغير مع حسونة السبع، ذلك الفتوة البلطجي الذي لا يشبه أقرانه السابقين من الفتوات، فقد كانت مواصفاته الجسمانية أقل من أي فتوة آخر، كان يخشى المؤامرات والدسائس وكان دائما ما يحتمي بأتباعه الأقوياء. اعتاد حسونة السبع أن يأمر الجميع فيطاع، وكان يستغل أفقر الفقراء ولا يعبأ كثيرا بآلامهم ومتاعبهم.

الغريب أن هذا السبع لم يكن في حالة من التفاهم حتى مع نفسه، فكان كالعاصفة التي تدمر كل شيء أمامها، ولم يكن يستثني في الظلم أحدا إلا من يدفع له أموالا أكثر. اللافت أن هذا الفتوة عديم الكاريزما والموهبة كانت أحكامه تأتي حسب هواه وتفكيره هو، ولم يكن يستشير أو يأخذ رأي أي أحد إلا من ينافقه ويتبع هواه. كان الرجل يغدق بالأموال والامتيازات على أتباعه حتى يضمن ولاءهم التام له، وعزلهم عن بقية أبناء الحارة ومنعهم من الاختلاط بالناس، ولكنه أيضا لم ينس أبدا ثورة الحرافيش فعاش دوما محصنا نفسه في أحد الأزقة، حتى اطاحت به ثورة الحرافيش الجديدة بقيادة عاشور الناجي الأصغر.
السيسي هو من نقل مصر من مرحلة الشحاتة والتسول من دول الخليج إلى مرحلة الجوع والفقر وزيادة نسبة الحرافيش في البلاد، وهي وفقا لنجيب محفوظ طبقة مسحوقة من فقراء الناس البؤساء والمحرومين، الذين لا يملكون إلا قوت يومهم وما أكثرهم الآن في عهد السيسي

لو أن الأديب المصري الراحل نجيب محفوظ لا زال على قيد الحياة لمنح السيسي دور البطولة في رواية الحرافيش، فلا أحد أفضل من السيسي لتجسيد دور حسونة السبع بكل مقوماته الفاشلة التي ذكرتها سابقا..

"أنا مش لاقي آكل، مش لاقي أعلم، مش لاقي أوظف، مش لاقي أعالج".. هكذا تحدث السيسي منذ أيام ولم يكن ينقصه إلا أن يقول أنا فاشل، كانت هذه هي العبارة التي نسي السيسي أن يقولها كمرادف لكل الأشياء التي لم يجدها في مصر..

جنرال تحول من الوعود بمصر "أم الدنيا وواللي هتبقى قد الدنيا" إلى مصر "شبه الدولة"، ومن "اصبروا معايا سنتين وهتشوفوا العجب" إلى "أنا مش لاقي آكل"..

السيسي هو من نقل مصر من مرحلة الشحاتة والتسول من دول الخليج إلى مرحلة الجوع والفقر وزيادة نسبة الحرافيش في البلاد، وهي وفقا لنجيب محفوظ طبقة مسحوقة من فقراء الناس البؤساء والمحرومين، الذين لا يملكون إلا قوت يومهم وما أكثرهم الآن في عهد السيسي.

تحول غريب في التصريحات وانهيار كبير في الإجراءات وفشل يتلوه فشل لمن يفترض أنه رئيس البلاد ومن يتحكم في كل السلطات والهيئات والموازنات ومن يتخذ القرارات منفردا في مصر
المسئول الذي نقل بلاده وشعبه من مستوى الشحاتة إلى الجوع والفقر وقلة ذات اليد هو رجل كاذب ومسئول فاشل، وعوده كاذبة وتصريحاته متناقضة ولا يستحق أكثر من ردود المصريين عليه قائلين ارحل يا سيسي

هو الوحيد الذي يفهم في الدين والسياسة والرياضة والاقتصاد والنقل والمواصلات، هو الذي يعمل دون دراسات الجدوى، وهو من وعد المصريين بالرخاء ثم قال لهم صبحوا على مصر بجنيه، هو من وصف دول الخليج بأن "فلوسهم زي الرز" ثم تنازل لهم عن تيران وصنافير، هو من وعد المصريين بعدم رفع الأسعار دون زيادة الرواتب، فكذب مرة تلو مرة وارتفعت نسب الفقر في عهده إلى مستوى غير مسبوق.

المسئول الذي يعترف بفشله في توفير الطعام والشراب والعلاج والتعليم، المسئول الذي يتهم المواطنين بالسلبية ويحملهم المسئولية، المسئول الذي نقل بلاده وشعبه من مستوى الشحاتة إلى الجوع والفقر وقلة ذات اليد هو رجل كاذب ومسئول فاشل، وعوده كاذبة وتصريحاته متناقضة ولا يستحق أكثر من ردود المصريين عليه قائلين ارحل يا سيسي.

الحرافيش أعدادهم ترتفع بشكل غير مسبوق في عهد السيسي، فنسب الفقر في مصر تجاوزت الثلاثين بالمائة، ما يعني أن أكثر من ثلاثين مليون مصري يعيشون بمتوسط دخل شهري لا يتجاوز 700 جنيه وفق بيانات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، وما يعني أيضا ان 6.5 مليون مصري يعيشون تحت خط الفقر المدقع، ما يعني أن متوسط دخل الفرد هناك لا يتجاوز 450 جنيها مصريا في الشهر، وهو وضع ينذر بكارثة كبيرة بالتزامن مع ارتفاع أسعار الخبز والسلع بسبب الحرب الروسية ضد أوكرانيا.

twitter.com/osgaweesh
التعليقات (0)