"الحمد لله إنني بخير، لقد خرجت من هذه السيارة المتفحمة عقب الانفجار مباشرة"، بهذه الكلمات استهل الناشط الإعلامي محمد ياسين حديثه عما حصل في
تفجير "
الراشدين" عقب الانفجار الذي حصل بدقائق، حيث وصف المشهد عقب الانفجار بـ"الكارثي".
وتأتي شهادة ياسين لـ"
عربي 21" عقب الانفجار الذي ضرب نقطة تجمع الحافلات التي تنقل أهالي "كفريا- الفوعا" في الراشدين بالريف الغربي من حلب، والذي أودى بحياة 50 شخصا، نصفهم من حامية القافلة، والنصف الآخر هم نساء وأطفال أهالي البلدتين المواليتين للنظام، إضافة إلى إصابة أكثر من مئتي شخص.
وروى ياسين المشهد قبل الانفجار، قائلا: "الوضع كان هادئا للغاية، كان هناك بعض الجمعيات توزع المواد الغذائية على أهالي البلدتين من أطفال ونساء، وكان هناك حديث بين مقاتلي الفصائل مع الأهالي، حول نظرة الأخيرين للفصائل، وتعليقهم على هجوم الكيماوي في خان شيخون، إضافة إلى وجود عدد كبير من ناشطي وسائل الإعلام، وهم يقومون بنقل الحدث"، كاشفا في الوقت ذاته عن أن عدد الحافلات كان تقريبا 40 حافلة، تقل حوالي ألفي شخص.
وأضاف: "فجأة، وأنا في سيارتي، سمعت صوت انفجار عال، ودخل غبار كثيف إلى السيارة، فضلا عن تساقط عدد من الشظايا عليها، وهو ما دفعني للخروج بسرعة لخارجها، حيث شاهدت الجثث في الأراضي، بدأت البحث عن أخي بين المصابين".
وتابع: "أثناء بحثي عن أخي في مكان الانفجار، أسعفت أكثر من 13 طفلا وامرأة من أهالي الفوعة وكفريا، حيث سلمتهم إلى سيارات الإسعاف، التي تقل المصابين إلى المشافي، كان البعض فاقدا لقدميه، وآخرون لأيديهم، لقد كانت ساحة الانفجار بركة من الدماء، ومكانا لتناثر الجثث".
وكشف ياسين عن غياب مسعفي الهلال الأحمر في مكان الانفجار، بالرغم من تواجدهم في المكان قبل الانفجار بدقائق، مشيرا إلى أنّ الناشطين الإعلاميين، وعمال الإغاثة في الجمعيات الإغاثية هم من قاموا بمهمة إسعاف الجرحى، وسط حالة مشهدية مُزج فيها الدم السوري بمكان واحد.
ونشرت وكالات الأنباء الدولية، وعدد من مواقع التواصل الاجتماعي، صورا ومقاطع "فيديو" لنشطاء إعلاميين، إضافة إلى مراسلي وسائل الإعلام، والتي من بينهم مراسل قناة الجزيرة "أدهم أبو الحسام": وهم يقومون بإسعاف مصابي التفجير، ما استدعى من ناشطي وسائل التواصل الاجتماعي المقارنة بين من يعمل لأجل الإنسان، وكرامته، وبين من يتحين الفرصة من مراسلي وسائل إعلام النظام، للسبق الصحفي، واستنطاق الجرحى كما فعلت مراسلة قناة الإخبارية "ميشلين عازر" وهي تستنطق جرحى تفجير داريا، في منتصف عام 2012.
وبحسب ياسين فقد كانت خسارته الأقل جسديا بين متضرري الانفجار، لكنها ماديا كانت كبيرة للغاية، حيث خسر عدة عمله الإعلامي من "كمبيوتر شخصي، وكاميرا"، إضافة إلى احتراق سيارته بشكل كامل.
وبحسب مصادر طبية فإنّ أكثر من مائتي حالة وصلت إلى المشافي الميدانية في مناطق
المعارضة السورية بالشمال السوري، معظمهم من أهالي (كفريا- الفوعا)، حيث تم تقديم العلاج اللازم لهم، وإجراء عدد كبير من عمليات الترميم، وتفجير الثدي لدى عدد من النساء، نتيجة إصابتهم برضوض صدرية، فضلاً عن تقديم العلاج لعدد من الأطفال المصابين بكسور حرجة في اليد والقدمين، جراء الانفجار.
إلى ذلك، اتهم مدير العلاقات الإعلامية في "هيئة تحرير الشام"، عماد الدين مجاهد، خلال حديثه لـ"
عربي21" النظام، أو تنظيم "الدولة" بالضلوع في التفجير، لكنه في الوقت ذاته أشار إلى أنّ التحقيقات لا تزال جارية للوقوف على من يقف وراء التفجير.
لكن شهود عيان، وعدد من مسؤولي المنظمات الإنسانية، أكدوا خلال تواصل "
عربي21" معهم، أنّ النظام هو المتهم الوحيد بالتفجير، كون السيارة التي انفجرت جاءت من مناطقه، مشيرين في الوقت ذاته إلى أنّ العدد الأكبر لضحايا التفجير هو من الأطفال، كونها كانت توزع "أكياس الشيبس" على الأطفال.